أخبار الدار

بحضور 17 حزبا مغاربيا.. “البام” يتدارس إمكانية اتحاد دول شمال إفريقيا ومواجهة التحديات المشتركة

الدار/ طنجة: عفراء علوي محمدي – تصوير: منير الخالفي

في لقاء نظمه حزب الأصالة والمعاصرة، وترأسه الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، إلى جانب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، اجتمع 17حزبا من مختلف بلدان شمال إفريقيا، من أجل وضع اللبنات الأساسية لإنشاء الشبكة التشاركية للأحزاب التقدمية بمنطقة شمال إفريقيا.

وفي هذا الصدد، ومن أجل تجاوز المعيقات التي تواجهها المنطقة، اقترح الأمين العام لـ"البام" إنشاء فكرة الوطنية الثانية، تقوم على مبدأ دستوري يهدف إلى إشراك جل الفاعلين التقدميين بمنطقة المغرب الكبير، لتطوير وتنمية البلدان المعنية على مجموعة من الأصعدة، بينما طالب الكاتب الأول للحزب الإشتراكي بتعزيز قيم الدمقرطة، وتجاوز الخلافات بين دول شمال إفريقيا، فضلا عن محاربة التطرف والإسلام السياسي الذي يهدد الأمن القومي، ومد يد العون للدول التي تعاني من أزمات داخلية، وعلى رأسها ليبيا.

اللقاء، الذي جاء على خلفية لقاءين سابقين جمع الأحزاب السياسية بكل من الجزائر وتونس، عرف حضور مجموعة من الفاعلين السياسيين والحزبيين من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا ومصر، بينما شهد اللقاء حضور قياديين بـ5 أحزاب تقدمية مغربية على رأسها حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب جبهة القوى الديمقراطية، وحزب التقدم والاشتراكية، فضلا عن حزب الاستقلال.

في هذا المنحى، قال الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، مصطفى بن علي، إن حراك الربيع العربي "خلف أزمات كبيرة يصعب معالجتها في منطقة بلدان شمتل إفريقيا، وهذه المخلفات تعززها وجود حركات متطرفة في المنطقة".

واعتبر بن علي، في خضم مداخلته إبان اللقاء، أن اتحاد دول شمال إفريقيا "قد تنتج عنه قوة اقتصادية مهمة، ستنافس السوق الخارجية، وستمكن الدول المغاربية من تبادل مصالحها وخيراتها في إطار شراكة رابح رابح.

وانتقد بن علي التيارات الإسلاموية التي تحكم بعض الدول المغاربية "تمتح من النظم الانفصالية في تدبير الشأن المحلي، التي تهيمن ولو جزئيا على المنطقة".

في نفس السياق، قال خالد الناصري، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، إن الخلط بين الدين والسياسة من أبرز أسباب التفرقة بين الشعوب المغاربية، معتبرا أن "السياسة والدين يفصلهما خط أحمر، لذلك لا يجب اعتماد الدين كآلية من آليات التسيير السياسي".

وأضاف الناصري، في لقاء أحزاب شمال إفريقيا التشاوري المنعقد اليوم السبت بطنجة، أن شعوب المنطقة "لن تغفر لنا إذا أضعنا وقتنا في السطحيات"، مشددا على ضرورة العمل على وضع "قواعد متينة" لمشروع حداثي "تلتئم حوله جميع شعوب المنطقة، في إطار التحركات التنموية والتقدمية التي لا نرى بديلا عنها" وفق تعبيره.

ويرى القيادي الاشتراكي أن مبادئ الديمقراطية واجبة لتطور المنطقة المغاربية ووحدتها، مشيرا إلى أن "لا تطور للمنطقة دونها، وخصوصا بوجود جو عام غير منسجم، بل لا بد من وجود جو وحدوي لتحقيق مجموعة من المكتسبات".

وبدوره، قال شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، إن الوحدة وسيلة تمكن بلداننا من أسباب النمو الاجتماعي والاقتصادي، و"يكسب مجموعتنا وزنا أكبر لدفاع عن مصالحها عوض التناقض والتنافس، وهذا يضن سوقا متحدة ثانية على ضفة البحر الأبيض المتوسط، غير السوق الأوروبية"، على حد قوله.

ويرى ماء العينين أن الدول المعنية تضيع على نفسها فرصا تجارية يغتنمها البعض، في العصر الذي يعرف التحالفات الاقتصادية وتبلغ التنافسات مبلغها، يقول: "التوحد سيعزز قدرة أقطارنا التنافسية خصوصا مع دول الاتحاد الأوروبي"، على حد تعبيره.

"أنعم عليها الله على طاقة نشطة وثروات طبيعية تمكننا من الاكتفاء الذاتي، وبالتوحد سنلبي انتظارات المواطنين، ونلحق بركب التطور الاجتماعي والحضاري"، يقول ماء العينين.

ويروم اللقاء، الذي أعقب "إعلان المنستير" الذي وضع الملامح الأولى للاجتماع المشترك بين أحزاب دول شمال إفريقيا بطنجة، إحياء لقمة 1957، (يروم) لخلق تعاون بين الأحزبات التقدمية بهذه الدول على مستويات عدة، مع تعزيز المشاريع الحداثية والتقدمية، ومناهضة جل أشكال التطرف.

وأجمع القياديون في الأحزاب الـ16، المغربية والمغاربية بشكل عام، على مجموعة من النقاط والتوصيات، أهمها العمل بشكل مشترك لعقد لقاءات تواصلية تتدار أبعاد الشبكة التشاركية المزمع تأسيسها، وتعزيز قيم الحداثة والوحدة بين الأحزاب السياسية المعنية، فضلا عن محاربة السلوك السياسي الشعبوي، والخطاب اليميني المتطرف والمنغلق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى