إسبانيا تعيش أسوأ عاصفة ثلجية منذ خمسين سنة… نشرات تحذيرية ومنع السفر بالسيّارات
حذرت الحكومة الإسبانية اليوم الأحد من أن المخاطر التي تسببت فيها العاصفة الثلجية (فيلومينا) التي اجتاحت البلاد منذ يومين “لم تنته بعد” حيث يتوقع انخفاض كبير في درجات الحرارة الذي سيؤدي إلى تشكل بقع كبيرة من الجليد ما يشكل خطرا على حركة سير السيارات وعلى الراجلين على حد سواء.
وقد جاء هذا التحذير على لسان فرناندو غراندي مارلاسكا وزير الداخلية الإسباني خلال الندوة الصحفية المشتركة التي عقدها اليوم الأحد بمعية وزير النقل خوسي لويس أبالوس في ختام أشغال اجتماع اللجنة الحكومية لتنسيق وتوجيه تدخلات النظام الوطني للوقاية المدنية وحالة الطوارئ برئاسة بيدرو سانشيز رئيس الحكومة والذي تم خلاله تقييم أضرار وتداعيات هذه العاصفة الثلجية التي اجتاحت أجزاء واسعة من التراب الإسباني .
ودعا غراندي مارلاسكا المواطنين إلى إلغاء أو تعليق جميع رحلات السفر عبر السيارة مشيرا إلى أنه إذا لم يكن هناك خيار آخر غير السفر فمن الضروري استخدام الإطارات الشتوية أو السلاسل المعتمدة مع ضرورة التوفر على المعلومات الكافية والمسبقة عن حالة الطريق.
وأكد وزير الداخلية أن الوضع في جهة مدريد “لا يشكل حالة تستلزم إعلانها منطقة منكوبة تحتاج إلى الحماية” لأن تساقط الثلوج لم يتسبب في أضرار في الممتلكات العامة أو الخاصة، وبالتالي، فإن الأولوية ستعطى لضمان توفير الخدمات العمومية الأساسية.
وأضاف أن مصطلح “منطقة منكوبة” لم يعد موجودا في تشريعاتنا لكن قانون 2015 الخاص بالنظام الوطني للوقاية المدنية ينص على أن مجلس الوزراء يصدر قرارا بشأن المناطق المتضررة بشكل خاص في حالة الطوارئ مشيرا إلى أن الوضع في حالة جهة مدريد يختلف تماما حيث لم يسجل حدوث أضرار جسيمة في الممتلكات العامة أو الخاصة ” وبالتالي فالأساسي الآن هو توفير جميع الخدمات من طرف كل المؤسسات والهيئات التي تشكل مكونات النظام الوطني للحماية والوقاية المدنية وهو ما نقوم به الآن.
من جانبه أكد خوسي لويس أبالوس وزير النقل أن المرحلة الأكثر تعقيدا “هي التي ستأتي الآن” مضيفا أنه بعد إزالة آثار الثلوج سيحل الجليد ولذلك تعمل السلطات التي قامت بتعبئة 1300 كاسحة ثلجية بكل طاقتها لإزالة الثلوج من الطرقات ومنعها من التحول إلى جليد الذي يشكل خطرا كبيرا سواء على حركة سير المركبات أو على الراجلين.
وأضاف أن العاصفة الثلجية (فيلومينا) التي اجتاحت ثلاثة أرباع من التراب الإسباني والتي سجلت تساقطات اسثنائية، وغير مسبوقة من الثلوج وأمطار غزيرة في مختلف المناطق فرضت على السلطات تعبئة إمكانيات كبيرة لمواجهة تداعياتها على جميع المحاور والشبكة الطرقية بالجهات التي مستها والعمل على إنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج داخل سياراتهم في العديد من المناطق مع تقديم الدعم والمساعدة وإعادة فتح الطرق التي أغلقتها الثلوج المتراكمة.
يشار إلى أن السلطات العمومية في إسبانيا كثفت اليوم الأحد من جهودها من أجل إزالة الثلوج خاصة على صعيد جهة مدريد وغيرها من المناطق الأخرى بعد العاصفة الثلجية التي اجتاحت البلاد خلال اليومين الماضيين وتميزت بتساقطات ثلجية استثنائية أغلقت العديد من الطرق وعلقت حركة سير القطارات والرحلات الجوية والبحرية كما تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص.
وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن يتم تسجيل انخفاض كبير في درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر بما بين 10 و15 درجة في معظم المناطق الداخلية من البلاد ابتداء من ليلة الأحد إلى الاثنين وستستمر حتى يوم الخميس المقبل.
وفي مدريد تقوم العديد من قوات الطوارئ والوقاية المدنية وقوات الجيش بإزالة الثلوج من مدرجات مطار (باراخاس) الذي لا يزال مغلقا في وجه حركة الملاحة الجوية وكذا من الطرق المؤدية إلى المستشفيات التي لا تزال تعاني من الضغط في ظل تفشي جائحة فيروس (كوفيد ـ 19).
وغطت مدريد ومناطق في إسبانيا طبقة كثيفة من الثلوج يومي الجمعة والسبت ما أدى إلى توقف الحركة السير على الطرق الرئيسية والتي لا يزال بعضها مغلقا حتى صباح اليوم الأحد كما توقفت حركة سير القطارات من وإلى مدريد .
وتتجه العاصفة الثلجية (فيلومينا) نحو المناطق الشمالية والشرقية خاصة باتجاه آراغون وكتالونيا التي شهدت في اليومين الماضيين تساقطات ثلجية أقل من المناطق الداخلية وسط البلاد.
المصدر: الدار– وكالات