صحيفة اسبانية: هكذا يربط المغرب علاقاته مع اسبانيا باعلان مدريد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي
الدار / خاص
تفاعلت الصحف الاسبانية مع الدعوة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، يوم الجمعة الماضي، الى أوربا قصد الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقها الدعم الواسع لمغربية الصحراء، لاتخاذ موقف مماثل لذلك الذي أقرته الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “الكونفيدونسيال” الاسبانية، أن ناصر بوريطة تحول فجأة من الحديث باللغة العربية إلى الفرنسية دون أن يسأله أي صحفي بهذه اللغة خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد على هامش انتهاء “المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، مساء الجمعة الماضي، بدعوة من المغرب وأمريكا، والذي عرف مشاركة 40 بلدا، حيث صرح قائلا :” أوربا يجب أن تخرج من منطقة الراحة بالقول إن هناك مسلسلا، ونحن ندعم هذا المسلسل، حتى لو كان هذا المسلسل سيستمر لعقود». داعيا أوربا إلى الانخراط في هذه الدينامية الدولية.
وأشارت الصحيفة الاسبانية الى أن ” الدعوة التي وجهها بوريطة الى أوربا، كان يقصد بها اسبانيا، التي لاحظ عدد من المراقبين غيابها عن هذا المؤتمر، مقابل حضور فرنسا الدولة الوحيدة من الاتحاد الأوربي”، مضيفة أن “الرباط تربط الدعوة إلى القمة الثنائية بين المغرب واسبانيا، وعلاقاتها مع اسبانيا، بأن تغير مدريد من موقفها الدبلوماسي من قضية الصحراء، وهو ما قد يدفع جزءًا كبيرًا من بلدان الاتحاد الأوروبي الى اتخاذ مواقف متقدمة من قضية الصحراء المغربية، ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب.
وأضافت الصحيفة ذاتها، أن “المغرب يمارس ضغوطا على اسبانيا في قضية الصحراء المغربية من خلال التساهل فيما يخص تدفق المهاجرين غير النظاميين على جزر الكناري من السواحل المغربية، حيث ارتفع عدد “الحراكة” المغاربة المتوافدين على الأرخبيل الاسباني بشكل حاد ليصل الى 23 ألف مهاجر وصلوا الى الجزر في سنة 2020.
وتابعت الصحيفة الاسبانية أن “الرباط تأمل في أن تنتقل الدبلوماسية الإسبانية الى الاعتراف بمغربية الصحراء مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، أو على الأقل دعم مبادرة الحكم الذاتي بشكل علني وواضح، مثلما فعلت فرنسا، التي لا تخفي تعاطفها مع مقترح الحكم الذاتي”، مشيرة الى أن “ربط الرباط لعلاقاتها مع مدريد بدعم مبادرة الحكم الذاتي يضع حكومة بيدرو سانشيز في مأزق، والذي لاي تردد في تعديل موقف إسبانيا من عدد من قضايا المغرب، لكون يحرص على تجنب التوترات مع الرباط.
وأبرزت صحيفة “اليكونفدونسيال” أن نهاية حقبة دونالد ترامب كانت بمثابة شهر عسل بين المغرب والولايات المتحدة، حيث منح الرئيس المنتهية ولايته الملك محمد السادس، تزامنا مع المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لـ”تأثيره الإيجابي” على المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وأضافت ذات الصحيفة أن “هذه الصفحة الجديدة من تاريخ علاقات الصداقة بين البيت الأبيض والقصر الملكي بالمغرب، دفعت الصحف الاسبانية إلى التكهن بإمكانية أن تقدم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون على نقل القاعدة العسكرية “روتا” من قاديس الى جنوب، لكن مساعد كاتب الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ديفيد شينكر نفى ذلك بشكل قاطع على صفحته بموقع “تويتر” في 8 يناير الجاري.
وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة ان “النقاش يدور داخل أروقة البنتاعون حول امكانية نقل قيادة أفريكوم مقرها من شتوتغارت في ألمانيا الى روتا باسبانيا.