إيطاليا: تكليف رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي بتشكيل حكومة
تم تكليف رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي الأربعاء بتشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة لإخراج البلاد من المأزق السياسي والاقتصادي لا سيما في خضم أزمة كورونا. ودراغي الذي ينسب إليه الفضل في إنقاذ منطقة اليورو من أزمة الديون في 2012 دعا عقب تكليفه إلى “الوحدة” لمواجهة “فترة صعبة”.
كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الأربعاء ماريو دراغي بتشكيل حكومة في مهمة قبلها رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق شرط أن يحقق أغلبية برلمانية ودعا إلى “الوحدة” لمواجهة “لحظة صعبة”.
وأفاد الأمين العام للرئاسة أن ماتاريلا “استقبل صباح اليوم (…) ماريو دراغي الذي فوضه بتشكيل الحكومة”. وتابع أن دراغي قبل هذه المهمة “بتحفظ”، وهي الصيغة المكرسة في إيطاليا لمرحلة البحث عن أغلبية برلمانية.
وكان ماتاريلا أعرب مساء أول أمس الثلاثاء عن رغبته في أن تقود البلاد حكومة “رفيعة المستوى” قادرة “على مواجهة الأزمات الخطيرة الحالية الصحية والاجتماعية والاقتصادية”. وهذا التعريف ينطبق تماما على مؤهلات دراغي الذي يُعزى إليه الفضل في إنقاذ منطقة اليورو من أزمة الديون في 2012.
“الوحدة” لمواجهة “فترة صعبة”
وعقب تكليفه دعا دراغي إلى “الوحدة” لمواجهة “فترة صعبة” فيما تواجه بلاده أزمة اقتصادية وصحية.
وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق في ختام لقاء مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا “إنها فترة صعبة (…) القضاء على الوباء ومواصلة حملة التلقيح وإنهاض البلاد كلها تحديات تنتظرنا”. وعبر عن ثقته في أن “الوحدة ستنبثق من المحادثات مع الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية”.
وشدد على أن “الوعي بأننا نمر بأزمة يتطلب استجابات تتناسب مع الوضع” فيما تغرق إيطاليا، التي سجلت أكثر من 89 ألف وفاة منذ بدء وباء كورونا، في أسوأ ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 8,9% عام 2020.
وتابع دراغي “هناك الموارد الاستثنائية من الاتحاد الأوروبي في تصرفنا، ولدينا الفرصة لفعل الكثير لبلادنا مع إعطاء اهتمام خاص لمستقبل الأجيال الشابة وتعزيز التماسك الاجتماعي”.
ويتعين على إيطاليا أن تقدم لبروكسل بحلول 30 نيسان/أبريل مقترحاتها بشأن إنفاق أكثر من 200 مليار يورو سيتم تخصيصها لها كجزء من خطة الإنعاش الأوروبية الضخمة التي تقررت في تموز/يوليو.
مجاز في الاقتصاد وحائز على درجة دكتوراه
ودراغي الذي يُنسب إليه الفضل في إنقاذ منطقة اليورو من أزمة الديون في 2012 معروف بتكتّمه وجديّته وتصميمه. وهو مجاز في الاقتصاد وحائز على درجة دكتوراه في الاختصاص نفسه من “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” (إم آي تي)، الجامعة الأمريكية المرموقة.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قدم استقالته الأسبوع الماضي سعيا لتشكيل حكومة جديدة تخرج البلاد من أزمتها الاقتصادية والصحية وذلك بعد انسحاب حزب من الائتلاف الحكومي.
لكن فشلت المشاورات التي أجراها كونتي محاولا تجديد تحالفه الحكومي المكوّن من الحزب الديمقراطي (يسار وسط) وحركة 5 نجوم (مناهضة للمؤسسات) وحزب “إيطاليا فيفا” الصغير بزعامة رئيس الحكومة الأسبق ماتيو رينزي.
المصدر: الدار- أف ب