“فيدرالية الناشرين” تدعو الى دعم الصحافة الجهوية بالأقاليم الجنوبية ووضعها في قلب النموذج التنموي
الدار / خاص
انعقدت جموع عامة تأسيسية للفروع الثلاثة الجديدة للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، تحت إشراف رئيس الفيدرالية، نور الدين مفتاح، ووفد المكتب التنفيذي.
واهتمت جلسات ومناقشات الجموع العامة لفروع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية المنتمية للجهات الثلاث بتسجيل الصعوبات التي تعاني منها مقاولات الصحافة الإلكترونية والمكتوبة، وذلك من حيث ضعف البيئة العامة، وغياب مطابع جهوية مناسبة ومنظومة توزيع الصحف، وهو ما يضطر الصحف الورقية، برغم انعدام الإمكانيات، إلى اللجوء إلى مطابع بالدار البيضاء أو الرباط، وهذا الواقع يسائل كذلك النخب الإقتصادية الجهوية، ودورها في تقوية الإنتباه إلى القطاع وتحفيز الإستثمار فيه.
كما استعرض المشاركون معاناتهم جراء ضعف العرض الإشهاري، والجهوي منه بالخصوص، والعشوائية العامة التي تطبع الإستفادة منه، وهو ما يسائل المستشهرين والفاعلين الإقتصاديين والمؤسسات العمومية والمنتخبة، ويستدعي بلورة منظومة عامة لهذا الجانب المصيري في حياة الصحف ونموها.
وبالنظر إلى السياق العام الذي تعمل مقاولات الصحافة من داخله في الأقاليم الجنوبية، دعا المشاركون الى العمل بشكل مستعجل على صياغة نموذج إقتصادي مناسب للصحافة الجهوية من شأنه تأمين موارد لها، وتطوير شروط تأهيلها العام.
كما لفتت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، نظر السلطات العمومية على الصعيد المركزي، وخصوصا قطاع الإتصال، إلى أهمية أن يشمل الدعم العمومي الإستثنائي المرتبط بتداعيات الجائحة الصحف الجهوية، المكتوبة والإلكترونية، بالأقاليم الجنوبية، وإتخاذ كل الإجراءات والمساطر الكفيلة بتيسير شروط الولوج إلى هذا الدعم الاستثنائي والاستفادة منه في أقرب وقت.
كما دعت الفيدرالية إلى بلورة قواعد وشروط مناسبة لأوضاع الصحافة الجهوية بالأقاليم الجنوبية، وتستحضر الرهانات المطروحة عليها، وذلك لتسهيل استفادتها من الدعم العمومي السنوي العادي، الذي تطالب الفيدرالية بإعادة العمل به هذه السنة ضمن مقتضيات القانون والمقاربة التشاركية مع ممثلي الناشرين.
كما حثثت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، السلطات العمومية، مركزيا وجهويا ومحليا، وأيضا الجماعات المنتخبة والفاعلين الإقتصاديين المحليين، على الإنخراط في هذا الورش التأهيلي للصحافة الجهوية والإرتقاء بنموذجها الإقتصادي والمقاولاتي، وتقوية الدعم لها وتنويع مصادره، وتطوير فرص التكوين والتأطير والإشعاع لفائدتها.
وجددت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، استعدادها للإنخراط، من موقعها المهني والترافعي والتأطيري، إلى جانب السلطات العمومية والهيئات المنتخبة والمؤسسات الإقتصادية، من أجل كسب الرهان، وجعل أقاليمنا الجنوبية تحتضن مؤسسات إعلامية جهوية قوية وتمتلك استقرارها المادي والاقتصادي، وتقوم على المهنية العالية وفعالية الأداء، ضمن مقتضيات المهنية والمسؤولية والتقيد بأخلاقيات المهنة.
من جهة أخرى، شددت الفيدرالية، بالنظر إلى شروط ممارسة الصحافة داخل الأقاليم الجنوبية، واعتبارا لحجم ما يعانيه القطاع من مشاكل وتجليات هشاشة على المستوى الإقتصادي والتدبيري، ” على أهمية تطوير القوة المهنية والتأطيرية، وتحسين شروط البيئة الإستثمارية والتجهيزية المتصلة بالقطاع في المنطقة، علاوة على أهمية جعل علاقة المسؤولين ومدبري الشأن العمومي المحلي والجهوي مع الصحافة تقوم على الإحترام والتقدير وتمكين المهنيين من المعلومة، وتقوية التواصل المنظم والواضح مع الممثلين الحقيقيين للقطاع، وذلك بما يساعد على إنجاح كل برامج وأوراش الإصلاح والتأهيل والتأطير.
وبعد أن جددت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بمختلف هياكلها ومنخرطيها، اصطفافها ضمن جبهة الدفاع عن القضية الوطنية والتصدي لكل الشائعات والمغالطات التي تستهدف بلادنا وشعبنا، واستنكارها لأي استهداف مسيء للمؤسسات الوطنية من لدن ماكينة البروباغاندا الجزائرية، فهي تؤكد على أهمية استحضار الدور المركزي للإعلام والصحافة في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية، وضرورة إدراج ذلك ضمن أسس أي نموذج تنموي حقيقي للأقاليم الجنوبية، وتوفير الإمكانيات والموارد والخطط التي تتيح تحقيق التأهيل المهني والإقتصادي والأخلاقي والتكويني والإشعاعي للصحافة الجهوية.
ويمثل هيكلة فروع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية، وانعقاد الجموع العامة التأسيسية للفروع الجهوية الثلاثة، محطة إستثنائية بامتياز، وذلك بحكم السياق التنظيمي والواقع المهني، وأيضا رهانات السياق الوطني والسياسي العام.
وأعرب كل المشاركين عن اعتزازهم بما حققته هذه المحطة التنظيمية من نجاح ومشاركة، وما جسده ناشرو الصحف الالكترونية والمكتوبة بالاقاليم الجنوبية من قناعة مترسخة بالعمل الوحدوي فيما بينهم، والتفاف جماعي معبر حول منظمتهم المهنية، الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ويؤكدون انطلاقة مسار تنظيمي وتعاوني جديد يصنعون مرتكزاته داخل هياكل الفيدرالية.
وتمثل لقاءات العيون، يومي :12 و 13 فبراير 2021، محطة أساسية في تاريخ الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالأقاليم الجنوبية، وتعلن ميلاد فروع ثلاثة تشمل كل جهة من الجهات الثلاث في الصحراء المغربية، وبالتالي استكمال هيكلة تنظيمية شاملة ومحكمة للتمثيلية الترابية لمنظمة ناشري الصحف بالمغرب، وهي تعتز أن يكون هذا الإنجاز التنظيمي بداية وافتتاحا من داخل تراب الصحراء المغربية، وتحيي بحرارة كل من ساهم في صنعه، وخصوصا مهنيو وناشرو الصحف بالأقاليم الجنوبية، وأيضا مكتب الفرع الجهوي للأقاليم الجنوبية الذي قاد التجربة التنظيمية السابقة منذ 2016 إلى اليوم.
يشار الى أن لقاء العيون هذا، والجموع العامة التأسيسية للفروع الثلاثة بالجهات الجنوبية، انعقد ضمن سياق مهني ووطني عام نجمت عنه أسئلة جوهرية يطرحها اليوم واقع قطاع الصحافة والنشر ببلادنا بشكل عام، وداخل الأقاليم الجنوبية خصوصا، إضافة إلى الرهانات المستجدة ذات الصِّلة بتطورات قضية وحدتنا الترابية.