هكذا تبتز تركيا المغرب بـ”ورقة” الصحراء واتفاقية التبادل الحر
الدار / خاص
لم يكن سحب السلطات التركية لشريط فيديو بثته قناة تركية رسمية، يظهر الناشطة الانفصالية أمينتو حيدر تطالب فيه بانفصال المغرب عن الصحراء، بعد احتجاج الرباط، سوى الشجرة التي تخفي غابة من الإساءات المستمرة لتركيا للنظام المغربي ملكا وشعبا.
“ابتزاز” المغرب بمقطع فيديو للانفصالية أميناتو حيدر
وعمدت قناة تركية رسمية، سنة 2019، الى نشر شريط فيديو مليء بالمغالطات ومن وجهة نظر واحدة بمثابة محاولة استفزاز المغرب بعد تلويح الرباط بإلغاء اتفاقية التبادل الحر مع أنقرة بسبب الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني.
نظام رجب الطيب أردوغان، حاول ابتزاز المغرب من خلال نشر شريط الفيديو للانفصالية الخائنة، أميناتو حيدر، وذلك بعد أن عبّر المغرب عن غضبه من تفاقم عجز الميزان التجاري لصالح تركيا والانعكاسات السلبية لاتفاق التبادل الحر على المقاولات المغربية، داعيا إلى ضرورة إعادة التوازن لهذا الوضع حتى لا يكون المغرب مضطرا لإعادة النظر في هذا الاتفاق.
التحرك لتشكيل جبهة مع الجزائر بعد موقعة “الكركرات”
معاداة النظام التركي، للمملكة ملكا وشعبا، اتضح بشكل جلي عقب تطهير المغرب لمعبر “الكركرات” من ميليشيات ومرتزقة “البوليساريو”، حيث عمد أردوغان إلى إجراء إتصال هاتفي مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون.
ورغم حرص وسائل الإعلام الجزائرية على التأكيد على أن الإتصال جاء للاطمئنان على صحة الرجل المريض، فإن الإتصال جاء في إطار التحركات المشبوهة لتركيا لتشكيل جبهة جديدة مع النظام الجزائري لمعاداة المملكة بعد الانتصارات الدبلوماسية الكبيرة التي حققتها في قضية الصحراء المغربية، وآخرها الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
وبحسب محللين فإن الاتصال الهاتفي للرئيس رجب طيب أردوغان ليس بريئا بالمرة، ولا يحكمه منطق الاطمئنان على الوضع الصحي للرئيس تبون، بل جاء لدعم النظام الجزائري في حملته الإعلامية التضليلية ضد المغرب في قضية الصحراء المغربية، والاصطفاف بذلك إلى جانب قطر لتشكيل محور إقليمي جديد، ونقل حيل ومخططات أردوغان الشيطانية إلى شمال إفريقيا، محاولة من الديكتاتور العثماني لإثارة الفتن في هذه المنطقة.
ومما يؤكد هذا المنحى، بحسب عدد من المتتبعين للتحركات الجديدة للرئيس أردوغان في المنطقة، هو تأكيده خلال الإتصال الهاتفي مع عبد المجيد تبون استعداداه لمرافقة الجزائر في مرحلتها الجديدة”.
المرحلة الجديدة تعني الوضع الصعب للنظام الجزائري بسبب غياب الرئيس تبون عن سدة الحكم بسبب وضعه الصحي، وعودة النظام العسكري بقوة إلى المشهد السياسي بالبلاد، وكذا التطورات الجديدة في قضية الصحراء المغربية، التي باتت تميل فيها الكفة إلى الطرح المغربي قاريا وامميا بعد الإعتراف بمغربية الصحراء من أقوى بلدان العالم، و من أكثرها تأثيرا في منظمة الأمم المتحدة، و بالضبط داخل مجلس الأمن الدولي.
وعمد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الى الإتصال بنظيره المغربي ناصر بوريطة، قبل أيام، والذي أكد فيه على أهمية ألا تكون إقامة المغرب علاقات مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، ليبادر مباشرة بعد ذلك إلى إجراء اتصال آخر مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم؛ في محاولة للتشويش على القرارات السيادية للمملكة المغربية التي لا يحق لأحد أن يتدخل فيها.
محاولات تركية لاستهداف السيادة الاقتصادية للمغرب
جبهة أخرى حاولت تركيا من خلالها استهداف المغرب، تمثلت في محاولة أنقرة استهداف السيادة الاقتصادية للمغرب، بغية اشباع “شهية توسعية”، وهو ما حذا بالمغرب الى “إجبار” تركيا على الرضوخ لمطلبه بتعديل اتفاقية التبادل الحر، رغم الممانعة التركية.
في حماية النسيج الاقتصادي المغربي، الذي أصبح مهددا بسبب المنافسة “غير الشريفة” للأتراك، فإن تحرك المغرب لإعادة النظر في اتفاقية التبادل الحر مع تركيا، نبع من رغبة المملكة في التصدي لاستهداف السيادة الاقتصادية للمغرب من طرف أنقرة، وكبح “الشهية التوسعية التركية” حتى لا تطال مجالات أخرى.
وكانت تركيا تستغل هذه الاتفاقية منذ سنوات “لإغراق” السوق المغربية بالمنتجات التركية بشكل ألحق ضررا كبيرا بالإنتاج المحلي و بالوظائف، في خطوات تحن من ورائها أنقرة إلى الماضي التوسعي العثماني” من خلال الرغبة في خدمة مصالحها ولو على حساب شركائها، مما يؤكد خروجها عن قواعد “الانصاف نحو الهيمنة والسيطرة”.