الصحراء المغربية…معطيات واقعية تفشل كل مناورات اللوبي الجزائري في واشنطن
الدار / خاص
رغم أن الإدارة الجديدة للرئيس بايدن، أعطت مؤشرات قوية بأنها لن تقدم على سحب اعترافها بمغربية الصحراء، لازال النظام العسكري الجزائري يلعب آخر أوراقه على أمل أن يسقط قرار ترامب، الذي وصف بـ”التاريخي” و “غير المسبوق”.
جنرالات الجزائر لجؤاو في سبيل مساعيهم الى ضخم أموال الشعب الجزائري في حسابات اللوبي الأمريكي الموالي للجزائر، الذي يمارس ضغوطاته على الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل التراجع عن قرارات دونالد ترامب بخصوص اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية.
وفي هذا الصدد، وجه 27 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم أمس الأربعاء 17 فبراير الجاري، مراسلة إلى الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، لدفعه الى التراجع عن قرار سلفه ترامب القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
هذه الخطوة، التي يقودها السيناتور جيم إنهوف، أكبر داعم لمطالب البوليساريو، حاول فيها أعضاء مجلس الشيوخ، اقناع جو بايدن بـ”إعادة التزام الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء”، وفق ما جاء في المراسلة.
وتوسل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الموقعون على الرسالة، جو بايدن، بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مشيرين الى أن القرار كان “قصير النظر، ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية، التي عرفت بها، ما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الإفريقية”.
Today, @SenatorLeahy and I led 25 of our Senate colleagues in sending a letter urging @POTUS to reverse the previous misguided decision and recommit the U.S. to the pursuit of a referendum on self-determination for the Sahrawi people of Western Sahara. https://t.co/lceKxCoczP pic.twitter.com/dTaDvqUT2e
— Sen. Jim Inhofe (@JimInhofe) February 18, 2021
هذه الحملة التي يقودها السيناتور، جيم انهوف، لا تثير في واقع الأمر الاستغراب على اعتبار أن إنهوف من أبرز أذناب اللوبي الأمريكي الذي يعمل لصالح النظام الجزائري وجبهة البوليساريو في واشنطن مقابل ملايين الدولارات المرصودة لذلك من أموال الشعب الجزائري.
وفي هذا الاطار، كشفت تقارير دولية أن النظام العسكري الجزائري تعاقد مع جماعات ضغط بواشنطن من أجل دفع الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن موقف دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة، لكن بايدن يؤكد من خلال قراراته بأن واشطن لن تغامر أبدا بعلاقاتها مع المغرب، حليفها الاستراتيجي الموثوق به في شمال افريقيا، لترتمي في أحضان ميليشيات جبهة “البوليساريو” المحترفة للنهب والسرقة، أو في أحضان نظام عسكري يتآكل باستمرار، ويبحث عن جميع السبل لتصدير أزماته ومآسيه الداخلية.
رد إدارة بايدن على تحركات اللوبي الجزائري في واشنطن، جاء سريعا عقب المكالمة الهاتفية التي أجراها الوافد الجديد على البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أكد فيها البيت الأبيض التزامه التاريخي الثابت بأمن إسرائيل.
كما أن بايدن حرص على التأكيد، وفق بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، على دعم الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مؤخرا بين إسرائيل ودول من العالم العربي والإسلامي، في إشارته إلى المغرب والإمارات والبحرين والسودان.
هذا التأكيد من إدارة بادين، سبقه تأكيد آخر من “آرون ديفيد ميلر”، المستشار السابق في شؤون الشرق الأوسط لدى وزراء الخارجية الأمريكيين، والذي شدد في مقال على موقع قناة “سي ان ان” الأمريكية، على أن ” الرئيس جو بايدن لن يتراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء”.
وأبرز في ذات المقال أن الإدارة الجديدة تدعم اتفاقيات السلام بين إسرائيل ودول عربية، مشيرا الى أن ” فريق بايدن لن يتراجع عن قرار دونالد ترامب بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء”.
وفي خطوة ذات دلالات قوية، قامت وزارة الخارجية الأمريكية، بتحيين خريطة سفر مواطنيها إلى الخارج، من خلال نشر خريطة المغرب بأقاليمه الصحراوية كاملة كما غادرتها إسبانيا، وذلك انسجاما مع الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
محاولات النظام العسكري الجزائري، وجبهة “البوليساريو” لدفع بايدن للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، باءت بالفشل، وهو ما دفع الكيان الوهمي، وحاضنته النظام الجزائري الى اللجوء للآلة الدعائية التضليلية من خلال استغلال أي فرصة لترويج المغالطات ضد قضية الصحراء.