تبون يستقبل غالي..مساعي للتخفيف من أزمة “البوليساريو” وامتصاص شرارة الحراك الشعبي
الدار / خاص
من جديد، جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، مواقفه العدائية تجاه المملكة المغربية، وقضية الصحراء المغربية، عندما استقبل رئيس جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، بمقر رئاسة الجمهورية.
ويأتي هذا الاستقبال، بعد أن أكد الرئيس الجزائري، دعم بلاده لجبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك في أول خطاب له بعد عودته من العلاج في ألمانيا، حيث أوضح أن موقف بلاده من نزاع الصحراء ثابت، مشيرا الى أن “الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا، ومن حق الشعب الصحراوي تقرير مصيره”، بتعبيره.
واختار الرجل المريض التحدث عن ملف الصحراء المغربية ضمن الخطاب الذي أعلن فيه قبل أيام حلّ البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وإجراء تعديل حكومي، وهو ما يؤكد مجددا أن هذا النزاع بات من أولويات الأجندة السياسية للنظام العسكري الجزائري.
وانساق الرئيس الجزائري، الذي يأتمر في واقع الأمر بتعليمات أسياده الجنرالات، وراء تكريس سياسة العداء تجاه المملكة المغربية مردداً الأسطوانة المشروخة نفسها بشأن دعم مطالب الميليشيات الانفصالية.
ويدخل استقبال الرئيس عبد المجيد تبون لزعيم الكيان الوهمي في اطار المحاولات التي يبذلها النظام العسكري الجزائري للتخفيف من وطأة الأزمة التي تعيشها الجبهة الانفصالية منذ اندحار ميليشياتها في الكركرات، وكذا الصفعات المتتالية التي تلقتها سواء من خلال الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أو من خلال افتتاح عدد من البلدان الافريقية الشقيقة لقنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة.
كما أن هذا الاستقبال، وتركيز النظام العسكري الجزائري على ملف الصحراء المغربية، يندرج في اطار سياسة الهاء الشعب الجزائري عن مشاكله الأساسية، ومحاولة امتصاص حماس الجزائريين، الذين أكدوا في الذكرى الثانية للحراك الشعبي، على أنهم عازمون على اسقاط الفساد والاستبداد.
وكان لافتا خلال المظاهرات الاحتجاجية، التي شهدتها شوارع الجزائر، زوال الاثنين المنصرم، رفع المتظاهرين لشعار”دراهمنا فين مشات؟ في السوخوي والصفقات…والباقي سلحنا بيه البوليساريو بالدبابات…والنتيجة.. الجزاير تسعى اللقاحات”.
هذا الشعار النابع من قلب الجزائريين المتخمة بالجراح بسبب تدهور أوضاعهم الاجتماعية و المعيشية، يؤكد أن الشعب الجزائري استوعب أن النظام العسكري لبلاده يصرف ملايين الدولارات في دعمه لجبهة “البوليساريو” الانفصالية على حساب مصالح شعبها واقتصادها الوطني.
وسبق لأسبوعية “جون أفريك” الفرنسية أن كشفت في وقت سابق، أن النظام العسكري الجزائري تعاقد مع جماعات الضغط في ماي 2020، بمبلغ يقارب 30 ألف يورو شهرياً، لكن عنصر مجموعة الضغط ديفيد كين لم يكن يعتقد بالتأكيد، تؤكد الأسبوعية الفرنسية، أن إدارة ترامب ستتخذ، بعد بضعة أشهر من ذلك، قرارا ليس في مصلحة زبونه، من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء”.