إخوان الجزائر والمغرب.. تصريحات لتقسيم المغرب العربي ونفث سم الكراهية ضد المملكة
الدار / تحليل
تكشف التصريحات التي أدلها بها، اليوم السبت في ندوة صحفية، عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، حجم العداء الذي تكنه القيادات الاخوانية الجزائرية للمغرب وقضاياه، عندما أكد أنه ” يجب المضي قدما في بناء اتحاد المغرب العربي، ولكن بعيدا عن المغرب الذي “جلب لنا العدو الصهيوني إلى باب الدار” على حد تعبيره.
عداء “حركة مجتمع السلم” في الجزائر، التي تأتمر بأوامر النظام العسكري، للمغرب ليس وليد تصريحات اليوم، بل انطلق منذ تطهير الجيش المغربي، للمعبر الحدودي “الكركرات” من مرتزقة وميليشيات جبهة “البوليساريو”، اذ أصدرت الحركة، آنذاك، موقفا دعت فيه إلى حل القضية الصحراوية من خلال استفتاء تقرير المصير”، محذرة من أن “سياسة فرض الأمر الواقع تؤدي دوماً إلى النزاع، مهما كانت مبررات الأطراف وخلفيات القضية برمتها”.
واعتبرت الحركة أن “الاختيار الحر للشعب الصحراوي لمصيره، هو ما يُساعد على ضمان استقرار المنطقة كلّها بشكل دائم ونهائي”، كما واصلت الحركة المعروفة بحركة “حمس”، دعم المواقف الانفصالية لجبهة “البوليساريو” بخصوص التطورات التي شهدها المعبر الحدودي “الكركرات”، إذ استقبل رئيسها، عبد الرزاق مقري، أحد المسؤولين لدى الجبهة بالجزائر، و سلطت المحادثات الثنائية الضوء على الأوضاع السياسية والأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة، في إشارة إلى العملية الأمنية التي قام بها الجيش المغربي، إذ أكد رئيس الحزب الإسلامي مساندته المطلقة لمطلب “تقرير المصير” الذي تطالب به الجبهة.
معاداة الحركة على غرار باقي الأحزاب الاخوانية الجزائرية لقضية الصحراء المغربية، ومساندتها لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، تظل طبيعية بحكم كونها أحزاب خرجت من جبة النظام العسكري الجزائري، الذي يكن كل العداء للمغرب ولقضية الصحراء المغربية، وبالتالي فمواقفها سترشح، بحسب مراقبين، بما ولدت في اطاره، ولايمكنها لمواقفها أن تعارض عسكر قصر “المرادية”.
واتضح التدخل في الشأن الداخلي للمغرب من قبل التيارات الاخوانية في الجزائر، بشكل جلي بعد قرار المغرب السيادي بإعادة استئناف علاقاته واتصالاته الدبلوماسية مع إسرائيل، اذ سارع حزب حركة مجتمع السلم (حمس) الى وصف القرار المغربي بأنه قرار “مشؤوم”، وهو ما تجسد في تصريحات عبد الرزاق مقري، اليوم السبت، عندما صرح قائلا :” المغرب جلب الصهاينة والأعداء عند باب الدار ولن نثق بهم”، مشيرا الى أنه “يوم يصححون موقفهم خاصة مع الصهاينة عندها نتحدث عن المغرب العربي”.
وتؤكد تصريحات عبد الرزاق مقري، الداعمة لتصريحات سابقة أدلى بها راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة الإخوانية، غلبة الولاء للتنظيم الإقليمي قبل الاتحاد المغاربي لدى هذه القيادات، التي ألفت نفث سم الكراهية الزعاف تجاه بلدان الجوار، كما أن تصريحات عبد الرزاق مقري تعكس أيديولوجية التقسيم، والتفرقة التي تنهال منها التيارات التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والتي لا تتصور قيام اتحاد مغاربي سوى بسيطرة فروع هذا التنظيم، الذي لا يؤمن في واقع الأمر لا بالدولة الوطنية ولا بالوحدة المغاربية”، بل تحكمه نظرة توسعية لنشر الفكر المتطرف.