يونس مجاهد: النماذج الناجحة للمرأة المغربية “شجرة تخفي الغابة”
الدار / المحجوب داسع
دعا يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، اليوم الاثنين بالرباط، الى عدم مناقشة والتعاطي مع موضوع “صورة المرأة في الاعلام” بطريقة “كلاسيكية”، مؤكدا أن “الموضوع كما قد يوحي للبعض ليس كلاسيكيا، لأن المجلس الوطني للصحافة له مقاربة ومداخل معينة للتعاطي مع هذا الموضوع”.
وتساءل مجاهد في كلمة خلال أشغال الندوة الافتراضية، التي نظمها المجلس حول “صورة المرأة في الإعلام” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الموافق لـ8 مارس من كل سنة، عن مصير تفعيل “ميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام”، الذي صادقت عليه في وقت سابق الهيئات التمثيلية للصحافيين والناشرين، و وسائل الإعلام العمومية، وكذا وزارة الاتصال”.
كما تساءل المتحدث ذاته، عن مصير إنشاء “مرصد حول صورة المرأة في الإعلام”، الذي اشتغلت عليه، كذلك، وزارة الاتصال سابقا، والذي كان من المفترض أن يضطلع بأدوار رصد تمظهرات هذه الصورة في الصحافة والإعلام الوطني”، مؤكدا أن “صورة المرأة في الإعلام لها علاقة وثيقة بأخلاقيات الصحافة، على اعتبار أن طريقة التعامل مع المرأة في وسائل الاعلام، وضرورة احترام هذه الصورة، واشكاليات التمييز ضد المرأة، تعد مواضيع أساسية في بنود ميثاق المجلس الوطني للصحافة الذي تمت المصادقة عليه”.
وأضاف يونس مجاهد أن “المجلس الوطني للصحافة مرتبط بممارسة إعلامية لا تتوقف عند حدود تطبيق بنود ميثاق تحسين صورة المرأة في الاعلام، وإنما بصفة عامة من خلال إسهام الصحافيين والصحافيات ومختلف المؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام في رسم صورة متوازنة لمختلف فئات المجتمع بما فيها المرأة”.
وأبرز رئيس المجلس الوطني للصحافة، أن مناقشة موضوع صورة المرأة في الاعلام، يتم التعاطي مع من خلال “l’amélioration de l’image de la femme” أي تحسين صورة المرأة، مما يطرح إشكالية “هل هي صورة سيئة من أجل تحسينها”؟ أم أننا نحن محتاجون الى أن تكون هناك نظرة موضوعية حقيقية لوضع المرأة، وما ينبغي أن يكون عليه الوضع؟
كما يتم في غالب الأحيان عند مناقشة موضوع صورة المرأة في الاعلام، يردف يونس مجاهد، استلهام وأخذ نماذج ناجحة التي تبرز إمكانيات النساء، وقدراتهن على القيام والاضطلاع بعدد من المهام، مثل الرجل أو أحسن من الرجل، لكن هل هذه النماذج التي نقدمها كافية لتؤكد لنا بأن المرأة تقدمت فعلا في المجتمع، أليست الشجرة التي تخفي الغابة؟؟ يتساءل يونس مجاهد، ليخلص الى أن “موضوع صورة المرأة في الإعلام تكتنفه إشكاليات بنيوية أكثر منها جزئية”.
وشدد رئيس المجلس الوطني للصحافة على أن “صورة المرأة في الإعلام ليست قضية تتوقف عند مسألة الإعلام والصحافة، بل يهم الموضع، المجتمع برمته”، داعيا في هذا الصدد الى بذل مجهودات كبيرة في الصحافة والاعلام، وكذا وضع برنامج، ومخطط عمل لمحاربة الصور النمطية حول المرأة، فضلا عن ضرورة تطوير إمكانيات البحث والتقصي والعمل الجيد لعكس الصورة الفعلية للمرأة في المجتمع، والدفع بها بشكل إيجابي لمعالجة الإشكالات التي تواجه المرأة اقتصاديا، وقانونيا، واجتماعيا وثقافيا”.