أخبار الدار

محللون: زيارة حزب الاستقلال لموريتانيا تشجيع للديبلوماسية الحزبية والموازية

الدار/ عفراء علوي محمدي

اعتبر محللون سياسيون أن الزيارة التي قام بها نزار بركة، إلى موريتانيا للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، هي بمثابة "دفعة من قبل الملك محمد السادس للأحزاب السياسية لممارسة الديبلوماسية الموازية، والاهتمام بالقضايا والشؤون الخارجية".

وقال حفيظ الزهري، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية، إن هذه الزيارة "هي إشارة من أعلى سلطة في البلاد إلى الأحزاب السياسية المغربية للقيام بإحدى مهامها الأساسية، وهي المتعلقة بالديبلوماسية الموازية، واستخدام العلاقات الحزبية للدفاع عن مصالح المملكة المغربية، خصوصا منها المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة، وكذلك في إطار العلاقات الحزبية بين قيادات الأحزاب على المستوى الدولي".

واعتبر المحلل السياسي، في تصريحه لموقع "الدار"، أن هذه الزيارة "كانت بدعوى الحزب الموريتاني الحاكم الذي يعقد مؤتمره الحزبي العام، واستدعاؤه إشارة لنوعية العلاقات التي تجمع الشعبين الموريتاني والمغربي"، وكذلك لـ"قوة الروابط ما بين القيادات الحزبية الآن التي تمر من مرحة سريعة جدا من ذي قبل، خصوصا بعد زيارة المسؤولين وكبار وزراء الخارجية من البلدين"، على حد تعبيره.

وأكد الزهري أن دفع الأحزاب السياسية للقاء أحزاب خارجية "يسير في منحى تشكيل تحالفات أو مجموعات سياسية، كما هو الشأن بالنسبة للتمثيلات السياسية الليبيرالية العالمية أو الاشتراكية، "فالمشاركة في هذه المنظومات الحزبية الدولية يجعل للأحزاب المغربية حركية وفعالية، كما يجعلها تلهب الأدوار المنوطة بها بامتياز على مستوى الديبلوماسية الحزبية" حسب قوله.

وسار عز الدين خمريش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والمحلل السياسي، في الطرح نفسه، حيث قال إن المؤسسة الملكية قامت باختيار أمين عام حزب الاستقلال، دون بعض الوزراء الآخرين في الجهاز الحكومي، "لتشجيع الممارسة السياسية، وتدريب الأحزاب على ممارسة نوع من الديبلوماسية الحزبية وديبلوماسية المجتمع المدني"، معتبرا أن الجهاز الديبلوماسي الرسمي الآن "ينبغي مآزرته بالديبلوماسية الموازية، خاصة بما يتعلق بالأحزاب السياسية العريقة جدا، والأحزاب السياسية التي لها شعبية كبيرة داخل المغرب، ويمكن أن تعبر على الرأي العام المغربي".

وزاد الأستاذ الجامعي، في تصريح لموقع "الدار" قائلا إن حزب الاستقلال له دور تاريخي في تحرير الصحراء، وكانت له علاقات وطيدة مع الجهاز الحاكم بموريتانيا، وبالتالي "فزيارة الأمين العام لحزب الاستقلال، واختياره من طرف المؤسسة الملكية، فيه إشارة قوية على تشجيع الأحزاب السياسية، على ممارسة نوع من الديبلوماسية وتقريب مختلف وجهات النظر ما بين الأنظمة السياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بموريتانيا، الدولة الجارة التي تربطنا بها علاقات تاريخية علاقات تعاون وصداقة".

على صعيد آخر، اعتبر مراقبون أن اختيار الملك محمد السادس، لحزب الاستقلال، لم يكن اختيارا عبثيا، حيث أكدوا أن في ذلك دلالة قوية على نية المغرب لطي صفحة النزاع مع موريتانيا، والذي كان قد تسبب فيه الأمين العام السابق لحزب "الميزان"، حميد شباط، بعد تصريحات أثارت ضجة واسعة قبل سنتين، اعتبر فيها أن موريتانيا "جزء لا يتجزأ من التراب المغربي".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى