بورما: 14 قتيلا على الأقل في حملة قمع جديدة للمتظاهرين والجيش يستعرض قوته خلال عرض عسكري
قُتل السبت ما لا يقل عن 14 محتجا، في أنحاء بورما، أكثرهم في رانغون، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث قضى خمسة متظاهرين في مواجهات ليلية عنيفة مع قوات حفظ النظام. واستعراضا لقوته، نظم الجيش عرضا عسكريا ضخما في العاصمة نايبيداو احتفالا بـ”يوم القوات المسلحة”.
حملة قمع جديدة شنها جيش بورما على المتظاهرين الرافضين لانقلابه على الحكم، حيث قتل السبت ما لا يقل عن 14 شخصا في عمليات قمع للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية في “يوم القوات المسلحة” الذي نظم الجيش خلاله عرضا عسكريا ضخما في العاصمة نايبيداو.
وسقط العدد الأكبر من القتلى في رانغون، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث قضى ما لا يقل عن خمسة متظاهرين في مواجهات ليلية عنيفة مع قوات حفظ النظام.
وتشهد البلاد موجة من الاضطرابات منذ أطاح الجيش بحكومة أونغ سان سو تشي من السلطة في انقلاب الأول من شباط/فبراير، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة على مستوى البلاد دعا خلالها المتظاهرون إلى إعادة الديمقراطية.
وأحبطت حملات قمع شنّتها قوات الأمن صباح السبت خططا لتنظيم احتجاجات جديدة دعا إليها نشطاء تزامنا مع العرض العسكري في العاصمة. وفيما سار عناصر القوات المسلحة حاملين المصابيح والأعلام بجانب عربات للجيش، دافع قائد المجلس الجنرال مين أونغ هلاينغ مجددا عن الانقلاب وتعهد بتسليم السلطة بعد انتخابات جديدة.
وبرر الجيش انقلابه مرارا بتأكيده حصول عمليات تزوير واسعة النطاق خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر وحقق فيها حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بزعامة سو تشي فوزا كبيرا.
ووجه هلاينغ تهدديا جديدا للحركة المناهضة للانقلاب التي تهز البلاد منذ استيلاء الجيش على السلطة، محذرا من أن أفعال “الإرهاب التي يمكن أن تضر باستقرار وأمن البلاد” غير مقبولة. وقال إن “الديمقراطية التي نرغب بها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه”.
وينظم عادة في “يوم القوات المسلحة”، الذي يحي ذكرى المقاومة للاحتلال الياباني للبلاد إبان الحرب العالمية الثانية، عرض عسكري يحضره مسؤولون أجانب ودبلوماسيون. إلا أن المجلس الذي لم يتمكن من الحصول على اعتراف دولي منذ استيلائه على الحكم في بورما قال إن ثمانية وفود دولية فقط حضرت العرض السبت بينها وفدا الصين وروسيا.
وتزايدت المخاوف من أن يشهد هذا اليوم مواجهات جديدة، مع مواصلة قوات الأمن حملة القمع ضد النشطاء والمحتجين والحلفاء السياسيين لحزب سو تشي.
وقبل حلول فجر السبت، شنت قوات الأمن حملة قمع على المحتجين في رانغون، فيما فتحت قوات الجيش والشرطة النيران على تجمع لطلاب جامعيين في مدينة لاشيو في شمال البلاد.
وأفاد الصحافي ماي كاونغ ساينغ أن “قوات الجيش والشرطة أتت وأطلقت النار عليهم مباشرة. لم يوجهوا أي تحذير للمحتجين واستخدموا الرصاص الحي”. لكن ذلك لم يردع المحتجين عن النزول للشوارع، بما في ذلك في ثاني كبرى مدن البلاد ماندالاي حيث حمل المحتجون صورا لسو تشي.
“لا تموتوا سدى”
واستخدمت قوات الأمن في شكل متزايد الغاز المسيّل للدموع والرصاص الحي والمطاطي لتفريق المحتجين ضد الانقلاب خلال الاسابيع الأخيرة.
وحذّرت رسالة بثها التلفزيون المحلي الشبان الصغار من المشاركة في ما أسمته “الحركة العنيفة” ضد النظام العسكري. وجاء في الرسالة “تعلموا الدرس ممن قضوا بعدما أصيبوا في الرأس والظهر .. لا تموتوا سدى”.
وأفادت جمعية مساعدة السجناء السياسيين أن 330 شخصا قتلوا، من بينهم عدد كبير برصاص في الرأس أطلقته قوات الأمن، ونحو 3000 شخص اعتقلوا منذ الانقلاب.
وتضمنت حركة الاحتجاج إضرابات واسعة وعصيانا مدنيا شارك فيه موظفون حكوميون، ما عرقل سير عمل الدولة. وهو ما استفز السلطات التي أوقفت عشرات المواطنين المشتبه بدعمهم لحملة العصيان المدني، غالبا خلال مداهمات ليلية على المنازل.
لكن حركة الاحتجاج الواسعة ألقت بثقلها على اقتصاد البلاد، لا سيما وأنها تجري في أوج جائحة كوفيد-19 التي تضرب بورما بشدة. وحذر البنك الدولي من ان البلد الآسيوي يواجه انخفاضا هائلا في ناتجه المحلي الإجمالي بنحو 10 بالمئة في 2021.
المصدر: الدار- أف ب