“قُفَفْ الانتخابات”…”البيجيدي” يكيل بمكيالين ويستغل تصريحات وهبي لمكاسب انتخابية
الدار / تحليل
وجد حزب العدالة والتنمية في “المزايدات الشعبوية والسياسوية” التي أطلقها حزب الأصالة والمعاصرة قبيل الانتخابات المقبلة، فرصة للعزف على وتر خطابات جديدة بغية تحقيق مكاسب سياسية في ظل أزمة داخلية يعيشها الحزب منذ سنوات.
واتضح أن حزب الأصالة والمعاصرة، والذي كان يعتبر الى الأمس القريب في نظر اخوان العثماني وبنكيران، “حزب البؤس”، قد قدم فرصة سانحة لحزب العدالة والتنمية لمهاجمة حزب التجمع الوطني للأحرار، اذ خرج البرلماني عن حزب “المصباح”، ادريس الأزمي الادريسي، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، ليؤكد أن “ربط الحصول على القفة بالعضوية في الحزب “فضيحة سياسية يجب التوقف عندها اليوم قبل الغد”.
ويبدو أن حزب العدالة والتنمية تناسى أو تجاهل عدد الجمعيات الخيرية والإحسانية التي تدور في فلك الحزب، وذراعه الدعوي، “حركة التوحيد والإصلاح”، والتي تستغل “قفف” رمضان، وعدد من الأنشطة الأخرى منذ سنوات، للضغط على المواطنين للانخراط في الحزب، والتصويت لصالحه، وهو ما تجلى، بحسب عدد من المراقبين، في السنوات العشر الأخيرة التي قاد فيها الحزب الحكومة، وتصدر الانتخابات التشريعية.
ومما يؤكد سعي حزب العدالة والتنمية الى استغلال “سياسوي” عقيم، لتصريحات عبد اللطيف وهبي، هو خروج النائب عن حزب العدالة والتنمية خالد البوقرعي، ليس للدفاع عن مصالح المواطنين داخل قبة البرلمان، بل لمهاجمة جمعية “جود” المقربة من حزب معين داخل الائتلاف الحكومي، الذي لاينظر اليه اخوان العثماني بعين الرضا.
ومن يسمع خالد البوقرعي، وهو يتحدث عن الذين “يستغلون حاجة الناس استغلالا يئيسا”، سيخال له أن الرجل لا يعرف العدد الكبير من الجمعيات الإحسانية، المقربة من حزب العدالة والتنمية، والتي تقدم خدمات إحسانية للمواطنين في المدن المغربية بغطاء سياسي انتخابي صرف يعرفه القاصي والداني.
حزب العدالة والتنمية الذي ينتقد استغلال الجمعيات الاجتماعية والاحسانية لأهداف انتخابية، سبق له أن انتقد بشدة قرار وزارة الداخلية في عهد الوزير الأسبق، محمد حصاد، والقاضي بمنع أي نشاط جمعوي خيري تشرف عليه جمعيات المجتمع المدني تزامنا مع حلول شهر رمضان لسنة2016، كالإفطار وتوزيع المساعدات العينية.
ووصف الحزب آنذاك قرار الوزير محمد حصاد، بكونه “غير مناسب ويضرب عمق قيم التكافل والتعاون والتضامن المغربي”، معتبرة أن ” غير مناسب على جميع المستويات، سياسية واجتماعية واقتصادية”.
واعتبر حزب “المصباح” سنة 2016، أن قرار وزارة الداخلية يسهم في “إهدار قيمة مهمة لدى المجتمع المغربي المسلم متمثلة في التكافل خلال شهر رمضان، باعتبار التكافل أحد الركائز المهمة لدى المواطن المغربي”.
واتضح فيما بعد، أن معارضة وانتقاد حزب “البيجيدي” لقرار وزير الداخلية الأسبق، كان يمليه سياق سياسي، كان فيه الحزب يضع تصدر الانتخابات التشريعية لسنة 2017 نصب عينيه، وكان آنذاك يعتبر الجمعيات الإحسانية التي تقدم خدمات خلال شهر رمضان، بمثابة “عمل احساني خيري”، قبل أن يغير من مواقفه خلال هذه السنة بعد تصريحات عبد اللطيف وهبي، لينضم الحزب الى قائمة المطالبين بمنع هذه الأعمال الخيرية خلال شهر رمضان الجاري، ليس من باب الدفاع عن “التنافس السياسي الشريف”، و “قواعد العملية الديمقراطية”، كما يتشدق بذلك الحزب في خرجاته وخطاباته، بل لمهاجمة خصم سياسي آخر ممثلا في حزب “التجمع الوطني للأحرار”، والذي يبدو أن “البيجيدي” يحاول شيطنته في نظر المغاربة، كما كان ديدنه مع حزب “البام”.