عبادي يكشف مقومات مشروع الشباب “المؤثرين” لمكافحة التطرف على الإنترنت
الدار / المحجوب داسع
حل الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، يوم 3 ماي الجاري، ضيفا على نشرة “Info soir” بالقناة الثانية “دوزيم” للحديث عن مشروع مكافحة التطرف عبر الانترنت في صفوف الشباب بالاعتماد على شباب افتراضين “مؤثرين”.
وعزا الدكتور أحمد عبادي، سبب اطلاق الرابطة لهذا المشروع الى كون “جيلي alpha و z لهما طرائق خاصة في التواصل في العصر الرقمي، مما يقتضي بناء قدرات ومهارات لدى أقرانهم الشباب لتحصينهم من خطاب التطرف والكراهية، خصوصاً في بُعده الرقمي، وذلك بالاعتماد على “مؤثرين”، وعلى إنتاج خطابات إيجابية بديلة، على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي. يؤطرها مهندسون من جامعة الأخوين”.
وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن “الرابطة تشتغل على تكوين الشباب، الذين تم انتقاؤهم وفق معايير محددة، منها على الخصوص أن يكونوا “مؤثرين” على المستوى الافتراضي، في مجالات انتاج كبسولات رقمية مختزلة تتسم بمعايير “الوضوح”، ” الجاذبية” ” الابداع” حاملة للخطابات الإيجابية والبديلة”.
وأوضح الدكتور أحمد عبادي أن ” الهدف من وراء التكوينات التي سيتلقاها الشباب “المؤثرين” هو تملكيهم مهارات للتأثير الافتراضي الناجع على أقرانهم الشباب، من خلال بلورة مضامين رقمية تستجيب لانتظارات الفئة العمرية التي ينتمون اليها، وقادرة على دحض خطابات الكراهية والتطرف والعنف”.
وشدد ذات المتحدث، على أن ” الشباب في المصفوفة الرقمية المعاصرة، لم يعد يتقبل خطاب “الوصاية” من فئات عمرية أكبر منهم، بل هي فئة لها خصائصها المعرفية والوجدانية، وانتظاراتها، وترغب في العمل بكل “مسؤولية” و “ابداع” وفق ما يتيحه لها العالم الرقمي من إمكانات بهذا الخصوص”، مبرزا أن “تكوين شباب “مؤثرين” يقتضي تطوير برامج للمصاحبة، والتكوين والدخول في شراكات مع مراكز بحثية وجامعية”.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أحمد عبادي أن “المشكل في المصفوفة الرقمية المعاصرة لم يعد مشكل “معلومات” التي يسهل الحصول عليها بنقرة زر واحدة، بل الاشكال يتمثل في كيفية نسج، وبلورة، و”سمفنة” هذه المعلومات على شكل “قوة اقتراحية” تكون لديها القابلية للقبول والنفاذ لعقول ووجدانات جيلي “alpha” و “z”.
وذكر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن “المشروع، الذي يوجد اليوم في طور التنفيذ، يقوم على اختيار مجموعة أولى مؤلفة من 30 شاباً “مؤثرا” من جامعة الأخوين، متخصصين في الهندسة المعلوماتية، والتمويل والتخصصات التقنية الأخرى، خضعوا لتدريبات لقياس قدرتهم على التأثير الناجع على المستوى الافتراضي. في حين يُنتظر أن يستفيدوا خلال الأشهر المقبلة من تدريبات باللغتين العربية والإنكليزية، فضلاً عن مهارات في بلورة خطابات.
وأشار الدكتور أحمد عبادي الى أن “المشروع يتمحور حول ثلاثة عناصر؛ العنصر المتصل بالبعد “الكسمولوجيي”la dimension cosmologique، أي “البعد التمثلي”، الذي يعني ضرورة الوعي، وادراك السياق المعلوم، ومميزات المصفوفة الرقمية المعاصرة، وهو ما يستوجب تفكيك مركبات هذه “العولمة الرقمية”، ثانيا البعد المتصل بكيفية الوصول الى عنصر “الابداع” في المضامين التي سيتم الاشتغال عليها من قبل الشباب “المؤثرين”، ثم ثالثا البعد التقني، اذ أن الاشتغال في هذا الورش المضموني يقتضي بلورة كبسولات رقمية مختزلة لا تتجاوز مدتها دقيقة و 20 ثانية، حاملة لخطابات بديلة وإيجابية، وتجيب عن الإشكاليات الحارقة التي تواجه العالم، من قبيل ظاهرة “التغيرات المناخية”، و”السباق نحو التسلح”، والخوف من بعضنا البعض، وكذا آلاف البحوث الجامعية التي تهدر سنويا.
وأعلن الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن “المرحلة الثانية من هذا المشروع سيتم تنفيذها مع جامعة محمد الخامس بالرباط”، مشددا على ضرورة أن ” تضطلع المؤسسات البحثية والجامعية بدور “مصاحبة” الشباب “المؤثرين” في مجال بلورة هذه المضامين الرقمية البديلة والايجابية”.
وأكد الدكتور أحمد عبادي، في هذا الصدد، على أن “اصطفاف المؤسسات الجامعية والبحثية مع الشباب يجب أن يتم بشكل وظيفي، وفي إطار شراكة غير خاضعة للوصاية أو تلقينا وإملاء” لمواضيع معنية، والتي سيتم ترك الحرية للشباب لاختيار المواضيع التي يودون الاشتغال عليها انطلاقا من انتظارات أقرانهم الشباب”.