الرأيسلايدر

صحة سليمان الريسوني.. في مزاد الفايسبوك

يحتدم النقاش صاخبا داخل المحيط القريب من سليمان الريسوني حول السبب الذي يزيغ ببعض من لهم حق زيارته في السجن إلى “إشاعة الرعب في أوساط أقاربه ومعارفه، من خلال الترويج لأخبار غير صحيحة عن وضعه الصحي، وصلت حد تقديمه وكأنه يحتضر في أيامه الأخيرة، وأن ملك الموت يمسك بتلابيب كفنه”، وذلك حسب ما أكده مصدر قريب من محيط المعني بالأمر، رفض الكشف عن هويته رفعا للحرج في السياق الراهن وفق تعبيره.

وكانت زوجة سليمان الريسوني قد نشرت في وسائط الاتصال الاجتماعي صورة لما اعتبرته ” كفن سليمان الريسوني”، وتحدثت عن ما يشبه ” التفاف الساق بالساق وكأنها يومئذ إلى ربها المساق”، زاعمة أن سليمان يمشي نحو قبره مهرولا، وهو ما خلق نوعا من الفوبيا والرهاب عند معارفه الذين ارتفعت حرارة هواتفهم قبل أن يكتشفوا بأن هذا الحديث الفايسبوكي إنما ينصرف للموت المجازي وليس الموت الحقيقي.

ويتساءل المقربون من سليمان الريسوني عن الأسباب الكامنة وراء تواتر مثل هذه التدوينات التي تحتمل أبعادًا غيبية تستعجل فيها الزوجة ” ارتداء حق الله”، و” تشيع فيها خبر موته افتراضيا”، رغم أن الأخبار الواردة من مجايليه في السجن ومن مصحة عكاشة تؤكد أنه في وضع صحي ليس بالشكل والسوداوية التي يحاول البعض إيصالها لمقربيه.

كما استغرب عدد من المهتمين بوضع سليمان الريسوني من إمعان البعض في استغلال محنة هذا الأخير “كأصل تجاري” للمزايدة بها سياسيا والمناورة بها إعلاميا! ومن الإصرار والنكوص في عدم تمرير رسائله بشأن وضعه الصحي، بما تقتضيه النزاهة والأمانة المفروضة في المرسول وناقل الخبر.

ويراهن المقربون من سليمان الريسوني على الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها وفد النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى سجن عكاشة ليتسنى لهم الاطمئنان على وضعه الصحي، والإطلاع على حقيقة احتضاره كما يزعمها البعض، وهي المزاعم التي جعلتهم في كثير من الحالات يجافون النوم من شدة القلق قبل أن يظهر لهم بأن الأمر لا يعدو أن يكون إشاعة وفزاعة هوائية يتم نفخها وتفجيرها من طرف أصحاب المصلحة في ساحة النضال.

وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قد شددت في بلاغاتها وخرجاتها الأخيرة على دحض وتفنيد ما اعتبرتها “مزاعم الاحتضار واستعجال القدر في قضية سليمان الريسوني”، مؤكدة بأن الرجل يستقبل يوميا زيارة طبيب وممرض للاطلاع على حالته، وأنه “يعتمد على نفسه وقدميه في المشي” في إشارة صريحة إلى أن النزيل سليمان الريسوني في وضع صحي ليس بالسوء المنشور فايسبوكيا، ولا يحتاج إلى كفن أو من يقرأ عليه سورة ياسين (يس) والملك، اللهم إلا إذا كان هناك من رفاقه ومقربيه من يراهن على موته لأسباب ومقاصد لا يدركها إلا هو شخصيا، وهي، والراسخون في احتراف النضال الزائف.

زر الذهاب إلى الأعلى