المواطنسلايدر

“واش غادي نبقاو سادين على مغاربة العالم”؟ ..البروفيسور الابراهيمي يجيب

الدار / خاص

مع قرب موعد دخول أفراد الجالية المغربية بالخارج، الى أرض الوطن، تطرح عدد من الأسئلة حول مآل عملية مرحبا لهذه السنة، وإمكانية السماح بدخول مغاربة العالم.

وفي هذا الصدد، قدم البروفيسور عز الدين الابراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة “كورونا”، عددا من المقترحات، و السيناريوهات الممكنة.

نعم نحس بألامكم و أمالكم…. وننتظركم قريبا إن شاء الله

كمهاجر سابق ولسنوات عدة …أحس و يحس بالغربة و لوعة الفراق…. أرفض أننا نبقاو “سادين” إلى ما لا نهاية  على مغاربة العالم…و لسنتين متتابعتين….صعيب و الله حتي صعيب عليهم و علينا… توحشناكم و توحشاتكم لبلاد….

وأوروبا تستعد لفتح أبوابها، نرفض أن لا نترجم كل تضحياتنا للوصول إلى حالة وبائية مستقرة… نترجم هذا إلى ربح تنافسي على المستوى الاجتماعي و السياحي و الاقتصادي على العموم…فبالفعل و بعد الكثير من الجدل حولها، ينطلق بأوربا  في بداية شهر يوليوز العمل بـ”شهادة الاتحاد الأوروبي الرقمية لكوفيد”.

وبالنسبة لنا بالمغرب، أظن أنه يجب أن لا “نبتكر العجلة من جديد”… فبإمكاننا أن نكيف هذه المقاربة الأوروبية على مقياسنا أخذا بعين الاعتبار سياقنا الصحي و الوبائي و المجتمعي و الاقتصادي… مما سيمكننا من الاندماج بسهولة في الفضاء الأوروبي و تسريع بوتيرة وصول مغاربة العالم و السياح الأجانب…. حتى لا يموت اقتصادنا السياحي المنهك بالأزمة… و معه قوت عيش الآلاف من المغاربة….

ولإغناء النقاش حول فتح الحدود أمام مغاربة العالم و السياح الأجانب يمكن أن نتصور تطوير شهادة تبرز و تثبت ما إذا كان كل مسافر من و إلى المغرب و حامل لها قد:

1- تلقى لقاحا مضادا لكوفيد-19

2- أو أجرى مؤخرا فحصا للكشف عن الفيروس بإجراء فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل المعروف بـ”بي.سي.آر” بما يضمن صلاحية الشهادة، 48 ساعة قبل الوصول إلى الوجهة. و بما أن عملية التلقيح لا تشمل الأطفال والفتيان يتعين عليهم كذلك إجراء فحص قبل السفر وإن كان ذووهم يحملون الشهادة الصحية.

3- أو يتمتع بالمناعة من جراء إصابته في وقت سابق بالمرض.

صحة  الوثيقة وخطر التزوير؟

وهذا سؤال يردده كثير من المترددين بفتح الحدود…و لكن و كما هو حال بالنسبة لأوروبا، يمكن أن يعتمد المغرب وثيقة رقمية تمكن من إبراز رمز “كيو آر” على شاشة هاتف المسافر أو جهازه اللوحي أو وثيقة مطبوعة على الورق.

ويمكن أن يتضمن تصميم الشهادة إمضاءا رقميا فريدا يوصل القارئ إلى بيانات المسافر المتعلقة بالكوفيد دون المساس بمعلوماته و بيانته الشخصية الأخرى.

ولا أشك لحظة في قدرة سلطاتنا و مدبري الأمر العمومي من تطوير شهادة من هذا النوع لما أبانت عنه من حنكة خلال تدبير المرحلة و لن يصعب عليها التيقن من صحة شواهد الوافدين و لا إصدار وثيقة  تثق بها جميع دول المعمور…. و الباسبور المغربي دليل على ذلك والحمد لله…

ويبقى السؤال الأخر… هل نفرض حجرا صحيا عند الوصول إلى المغرب؟

في نظري و كما قرر الاتحاد الأوروبي فلن يكون فرض الحجر، و لعدة أيام، مقاربة عملية لاستقبال مغاربة العالم و لا السياح الأجانب…. فلا يعقل أن نتصور أن أي شخص يود الاستمتاع بعطلته سيضحي بأيام منها في حجر عازل يؤدي عنه… وسيجعلنا هذا نفقد كل تنافسية استقطابية للسياح…..

و لكن يمكن أن نعود للحجر في حالة إذا ما ساء الوضع الوبائي في البلد أو إذا ظهر متحور جديد خطير لم يخضع لاختبارات…. المرونة و الاستباقية…و ما عدا الحجر، أظن أن المغرب يمكن أن يحافظ على نفس التدابير الحالية لاستقبال المغاربة العالقين بالخارج…. تحليلة داخل 48 ساعة قبل موعد السفر، الالتزام بصحة جميع المعلومات المدلى بها و إجراء تحليلتين بالمطار عند الوصول للمغرب .

ما هي اللقاحات المقبولة؟

أظن أن المغرب يمكن أن يعتمد كل اللقاحات التي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية ( فايزر/بايونتيك وموديرنا وأسترازينيكا وجونسون اند جونسون و سبوتنيك-في و سينوفارم…)…

و بالمناسبة… فلكل “العلماء” الذين يشككون في فعالية و نجاعة لقاح سينوفارم و هددوا البلد بمهل للتجاوب مع نشرها… قبل إنزال العقاب و الوعيد و فضح المؤامرة…

أهدي البحث المنشور بالمجلة العلمية العالمية جاما” والذي يتضمن كل المعطيات عن التجارب السريرية الثالثة لهذا اللقاح….. ورغم ذلك أظن أن كثيرا من “واهمي المعرفة”  سيستمرون في التحدث عن فيروس مضعف و ليس معطل… و غير سالم و ناجع…. و لكن القافلة تسير… وستستمر في السير بإذن الله

وفي الأخير، كل أملي أن نبقى أوفياء لمقاربتنا الاستباقية المرنة و لجرأتنا و تجرئنا لأخذ القرار …. نعم … ستكون بعض المجازفة… مجازفة مدروسة و محسوبة…. ولنعقلها و نتوكل…وما توفيقنا إلا بالله….

حفظنا الله جميعا…..

زر الذهاب إلى الأعلى