تدخل أمني ضد المكفوفين وهؤلاء يرفضون مغادرة مبنى ملحقة الوزارة الوصية
الدار/ عفراء علوي محمدي
يواصل أعضاء التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات، لليوم الثاني على التوالي، منذ اقتحامهم لمبنى ملحقة وزارة التضامن والأسرة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، أي في الساعات الأولى من صباح يومه الخميس، (يواصلون)، اعتصامهم داخل مبنى الملحقة، مستنكرين ما وصفوه بالتدخل الأمني العنيف" الذي طالهم قبل قليل، و"سياسة التجويع"، التي اخذها "حراس وموظفو الملحقة ضدهم"، بعد منع أصدقائهم من تقديم الطعام إليهم.
وذكر بيان للتنسيقية، توصل موقع "الدار" بنسخة منه، أن السلطات المغربية "تتعمد القيام بمثل هذه الممارسات قصد حث المكفوفين على الاستسلام، والتراجع عن رغبتهم، من خلال تدخلهم العنيف ضد زملائهم الذين حاولوا تزويدهم بالماء والخبز"، مؤكدين أن زملاءهم تعرضوا لكسور وإصابات جراء هذا التدخل.
وأكدت التنسيقية، في البيان ذاته أن السلطات "تعتقد بأن السياسة القمعية ستحل محل الحلول الجادة التي لطالما طالبناها"، إلا أن المكفوفين "سيواصلون نضالهم بمطالبة المسؤولين بأن تكون لديهم الجرأة ليخرجوا على صمتهم ويجدوا حلولا في اليومين القادمين".
وعاود المكفوفون التأكيد على أنه إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم "ستحمل الحكومة المغربية و على مر التاريخ خسائر جسيمة، وهي أرواحنا الطاهرة التي سنضحي بها قريبا"، على حد قولهم.
وفي هذا السياق، أكد سعيد بنخطاب، عضو التنسيقية الوطنية للمكفوفيت المعطلين وحاملي الشهادات أن "السلطات قررت التدخل بشكل عنيف منذ ان قام زملاء لنا بمدنا بالطعام، وقاموا بمنعهم من تقديم الطعام، حتى يضغطوا على المكفوفين ويرغموهم على الانسحاب".
وأضاف بنخطاب، في تصريح لموقع "الدار"، أن هذه التدخلات أسفرت عن إصابة بعض المكفوفين بكسور وجروح بليغة نقلوا على إثرها إلى المستشفى، "وهذا أمر مخز وحالة يرثى لها في بلاد تدعي الديمقراطية والتبجح بالحق والقانون"، على حد قوله.
وأكد بنخطاب أن مجموعة من المكفوفين "كانوا على وشك أن يرموا بأنفسهم من سطح الملحقة"، مسجلا أنه إذا تم تكرار هذه السلوكات القمعية معهم "سيكونون مضطرين لتقديم أرواحهم والاستشهاد في سبيل القضية، حتى تنعم الأجيال الصاعدة بحقوقها كاملة"، وفق قولهم.
وخلص بنخطاب إلى أن المكفوفين يناشدون الملك محمد السادس للتدخل في هذا الملف لإيجاد حل عادل ومشروع لتسوية أوضاعهم "المهمشة"، وإدراجهم في أسلاك الوظيفة العمومية بناء على الشواهد العليا التي حصلوا عليها.
ويشار إلى أنه خلال اعتصام شهر أكتوبر من العام الماضي، انتحر الكفيف صابر الحلوي، من أعلى سطح بناية وزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية، وحملت التنسيقية آنذاك مسؤولية ما حصل للوزيرة بسيمة الحقاوي، معتبرين أن تعنتها وعدم استجابتها لمطالبهم سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح.