أخبار الدار

مراكش .. رئيس الاتحاد الدولي للقضاة يشيد بالتحول الإيجابي الذي عرفه المغرب

أشاد رئيس الاتحاد الدولي للقضاة السيد كريستوف رينيار، اليوم الاثنين بمراكش، بالتحول " الجد الإيجابي" الذي عرفه المغرب في المجال القضائي.



وقال في كلمة له خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي للقضاة في نسخته الواحدة والستين المنظم من طرف الودادية الحسنية للقضاة والاتحاد الدولي للقضاة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "إن المملكة المغربية عرفت خلال السنوات الأخيرة ، تحولا جد إيجابي في المجال القضائي، من شأنه تحسين وضعية القضاة وتعزيز استقلالية السلطة القضائية".



وأبرز السيد رينيار أن الاصلاحات التي تبناها المغرب، من ضمنها قرار نقل رئاسة النيابة العامة من وزير العدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، من شأنها ارساء استقلالية النيابة العامة عن السلطة التنفيذية، مؤكدا على أن "المغرب أضحى نموذجا يحتذى به في الميدان القضائي".



من جهة أخرى ، أعرب السيد رينيار عن عميق قلقه بشأن ما يطال سيادة القانون واستقلالية السلطة القضائية عبر العالم بأسره، مضيفا أن الاتحاد الدولي للقضاة سيستمر في الدفاع عن النظام القضائي المستقل والمحايد، والدعوة إلى حماية القضاة عبر العالم.



كما استعرض السيد رينيار، القاضي الفرنسي، وضعية كل من العدالة والهيأة القضائية في العالم، مؤكدا أنه على الدول والمجتمع الدولي التحلي بالصرامة والحزم تجاه الذين يحاولون المس باستقلالية القضاة والسلطة القضائية.



وفي سياق آخر، نوه المسؤول الدولي بانخراط أربع جمعيات في الاتحاد الدولي للقضاة ، ليرتفع عدد أعضاء هذه الهيأة الدولية إلى أزيد من 90 عضوا ، مبرزا أن الاتحاد الدولي للقضاة ملتزم بتحقيق هدفه المتمثل في الاعتراف بالقانون الأساسي الكوني للقضاة والعمل على تقديم المساعدة للقضاة من أجل التكتل ضمن جمعيات.



من جهته، لاحظ الكاتب العام للاتحاد الدولي للقضاة السيد غياكومو أوبيرتو، أن القضاء المغربي عرف، خلال السنوات الأخيرة، اصلاحات جذرية، جعلت من المملكة رائدة على المستوى الإفريقي والدولي في مجال الدفاع عن القضاة وفي إحداث نظام ناجع وعصري.



وبعد أن سجل أن المغرب عزز تعاونه مع المجلس الأوربي، وعلى الخصوص اللجنة الأوربية لفعالية العدالة، من خلال المشاركة في مختلف المبادرات، أبرز السيد أوبيرتو أن الودادية الحسنية للقضاة، التي انضمت مبكرا إلى الاتحاد الدولي للقضاة ( 1963)، تعد إحدى الدعامات لهذه الهيأة الدولية.



أما رئيس الودادية الحسنية للقضاة السيد عبد الحق العياسي، فذكر، من جانبه، بالمسار الحافل لهذه الودادية وبعض المبادرات التي قامت بها والرامية إلى الدفاع عن استقلال السلطة القضائية باعتبار ذلك يعد حجر الزاوية لمدى مصداقية العمل القضائي، مبرزا أن الدستور الجديد للمملكة ارتقى بالقضاء إلى سلطة مستقلة.



وأكد السيد العياسي ، أن استضافة المغرب لهذا المؤتمر، يعتبر دليلا آخر على انخراط قضاة المملكة في كل الجهود الرامية إلى الرقي بالسلطة القضائية وطنيا ودوليا.



ويشكل هذا الملتقى القضائي العالمي فرصة لبناء جسور التواصل والحوار وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من خبرة وتجربة هامات قانونية وقضائية عبر العالم من أجل إيجاد حلول عملية تتجاوز اختلاف الأنظمة القانونية وتنازعها.



ويعد هذا المؤتمر ، المنظم إلى غاية ال18 من الشهر الجاري ، مناسبة للتأكيد على وحدة المملكة وعلى عدالة القضية الوطنية ، وكذا فرصة لتعزيز أوجه الشراكة بين المغرب وعدد من الدول والمؤسسات العالمية الكبرى.



وتتوزع فعاليات هذا المؤتمر على مجموعة من الأنشطة واللقاءات والورشات لمناقشة عدد من المحاور الهامة الآنية المتعلقة بقضايا العدالة والتحديات التي تعرفها المؤسسة القضائية عبر العالم في المجالات المدنية والجنائية والتجارية والحقوقية.



كما يناقش المشاركون في هذا المؤتمر العديد من المواضيع ذات الصلة بالأساس، بكيفية التعامل مع الجهات والسلط ووسائل ومواقع التواصل الاجتماعي التي قد يقوم بعضها بالإخلال بالاحترام والاعتبار الواجب للمؤسسة القضائية ويحاول التأثير أو التشكيك في قرارات القضاة ، وحدود حرية التعبير والآليات للحد من تدخل السياسي في الشأن القضائي ، والاستراتيجيات الملائمة لتدبير جيد للزمن القضائي ولسير إجراءات المحاكم ، وكيفية حماية الشهود والضحايا في قضايا الاستغلال الجنسي ومقاومة المنظمات الإجرامية العابرة للقارات، وكذا كيفية تعامل القضاء مع إشكاليات اللاجئين وضمان كرامتهم وصون إنسانيتهم، والتدابير الملائمة لمقاربة إشكاليات الهجرة ومحاربة جرائم الاتجار بالبشر.



يشار إلى أنها المرة الثانية التي تستضيف فيها الودادية الحسنية للقضاة هذا الحدث الدولي الكبير بعد المؤتمر ال52 سنة 2009 ، مما يعتبر سابقة في تاريخ الاتحاد الدولي للقضاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى