الرأيسلايدر

وهيبة خرشش.. أو مدام soleil المغربية

الدار/

عندما سأل صحفي فرنسي الرئيس الأسبق جورج بومبيدو عن قضايا تدخل في غيبيات المستقبل السياسي بفرنسا، كان جواب هذا الأخير « أنا لست مدام soleil ».
ولئن تم تحيين هذا الكلام الصادر عن الرئيس الفرنسي الأسبق وفق متغيرات سياقنا الراهن وواقع الطرفية الحالية، لكان جوابه “أنا لست وهيبة خرشش”.

فما هي أوجه الشبه بين مدام soleil في الصيغة الفرنسية والشرطية المعزولة وهيبة خرشش في نسختها المغربية؟ فالأولى هي منجمة فرنسية كانت تدعي قدرتها على التنبأ بالغيب خصوصا في متاهات السياسة الفرنسية، وكانت تنشط برنامجا للأبراج على قناة Europe 1 لمدة 23 سنة تجيب فيه على أسئلة الفرنسيين، أما الثانية فهي عرافة وقارئة فنجان مغربي في أمريكا، تدعي أن بمقدورها أن تنصح الحاضر الراهن بأمور المستقبل المنظور.

فوهيبة الكاهنة أو مدام soleil المغربية، تزعم أنها اطلعت على فضيحة بيغاسوس منذ زمن بعيد، وأن أوراق النرد والأنصاب التي تشتغل بها كشفت عنها حجاب المستقبل وأطلعتها على مزاعم تورط الأمن المغربي في التجسس على بقية العالم! فهل هناك محيا أو سحنة أصلد من هذا في تاريخ التنجيم وفسخ التمائم في العالم؟

فلو كانت مدام soleil المغربية تطلع على المستقبل، كما زعمت في شريطها المسرف في قلة الأدب، لنبهت نفسها أولا إلى سوء المنقلب الذي تعيش فيه الآن، هاربة من مذكرات بحث قضائية، وتلاحقها فضائح السيارة والحبة الزرقاء، وتطاردها لعنة التوأمين المتخلى عنهما لفائدة الغير بسبب وضعية الإعاقة! فمن يدعي التنجيم لا يسأل عن هوية من يطرق باب بيته! أو كما يقول المثل المغربي “كون كان الخوخ يداوي كون داوا راسو”.

ولكن دور العرافة أو الساحرة الذي تريد أن تلعبه وهيبة خرشش أو مدام Soleil المغربية في المشهد الافتراضي المغربي، لا يليق بها لأنه مجرد دور ثانوي خاص بالكومبارس ويجعل منها مجرد عرافة بالنيابة، لأن من يمتهن التنجيم الحقيقي هو من يكتب لها آيات القرآن وهو يعلم أنها بلا وضوء، ومن يوشي لها بخبايا المغرب وهي في ركنها الركين في كاليفورنيا الأمريكية. فالعراف الحقيقي ليس هو وهيبة خرشش وإنما هو المحامي الطاعن جدا في السن وكذا مناضل الظل الذي ينتعش كثيرا في البرك والمياه الآسنة.

فحري بمدام soleil المغربية أن تضرب “اللدون” لفسخ نحسها المزمن، وأن تبتعد عن مجالات الاستشراف السياسي والأمني، لأنها مجرد بيدق يتم تلميعه قبل إخراجه لقطعة الشطرنج، وسرعان ما سيتم رميه في سلة المتلاشيات عندما يصدح عاليا صوت يقول Échec et mat.

زر الذهاب إلى الأعلى