حقوقييون وإسلاميون ينددون بـ”مجزرة نيوزيلاندا” أمام البرلمان
الدار/ عفراء علوي محمدي – تصوير: ياسين جابر
في وقفة رمزية أمام مقر البرلمان، للتنديد بالجريمة البشعة التي راح ضحيتها أزيد من 50 مسلم بنيوزيلاندا، أول أمس، رفع حقوقيون وإسلاميون شعارات تندد بالإرهاب، وقدموا التعازي لأسر الضحايا الذين قضوا نحبهم عند أدائهم لصلاة الجمعة بمسجدين بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، محملين المسؤولية لخطابات اليمين المتطرف التي "تحرض الناس على معاداة الإسلام وتنشر الحقد والكراهية بين الشعوب".
في هذا الإطار، قال محمد الحمداوي، القيادي بجماعة العدل والإحسان، في تصريح لموقع "الدار"، إن ما حصل بنيوزيلاندا "مجزرة رهيبة حقيقية وجريمة نكراء"، مطالبا بـ"الوقوف على جذور هذه الجرائم الإرهابية، التي تجد أسبابها في الأفكار والتصريحات والتحريضات التي ينهجها مجموعة من السياسيين، خصوصا على مستوى اليمين المتطرف بأوروبا والعالم بأسره".
واعتبر عبد الحميد أمين، الناشط الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن العقلية الفاشستية والعنصرية والإرهابية تتفشى في الأوساط الغربية وتتسبب في هذه المآسي والجرائم ضد المسلمين الذين يماشرسون شعائرهم الدينية هناك، "نحن في هذه الوقفة ندين الإرهاب من أي مصدر كان، سواء جاء من طرف العنصريين أو من طرف التكفيريين، وضد أي كان، سواء كان ضد المسلمين أو غير المسلمين"، على حد قوله.
وأضاف، في تصريح لموقع "الدار"، قائلا إن "الإرهاب واحد لا لون له، فهو مسلط ضد الإنسان أينما كان، ونحن نعتبر أن سببه الجوهري هو الامبريالية، وتحديدا الامبريالية الأمريكية التي تشجعه وتلهي الشعوب عن أعدائهم الحقيقيين".
من جهتها، أكدت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي أن الأنظمة الغربية بحكوماتها الآن "تعمها أجواء الظلم والعجرفة، وهي التي توفر شروط الإحساس بالظلم، وهذا هو الحطب الأساسي الذي يوقد العمليات الإرهابية بشكل عام.
واعتبرت الرياضي، في تصريحها لـ"الدار"، أن اليوم "مناسبة لتقديم العزاء والتضامن والتأكيد بأن نضالنا ضد الإرهاب هو نضال من أجل حقوق الإنسان، ومن أجل حق الشعوب في تقرير مصيرها، ونضال ضد السياسات الإمبريالية الظالمة في كل مناطق العالم".
من جانبه، انتقد حمادي القباج، في تصريحه لموقع "الدار"، ما وصفها بـ"ازدواجية المواقف" لدى المثقفين والنخب بالمغرب والعالم العربي، مبرزا أنه "إذا كان الإرهاب قد استهدف الآخر، ينددون ويهددون ويجعلون ذلك مدخلا لتضفية حساباتهم مع الدين الإسلامي، وحين يستهدف هذا العنف المسلمين، فإنهم يصمتون، ويخفضون أصواتهم، ولا يبادرون كما يبادرون في الحالة الأخرى"، على حد قوله.
"نحن في هذه الوقفة جئنا للتضامن مع عائلات الضحايا وتقديم التعازي لهم، وأيضا من أجل تنبيه عدد من المسؤولين السياسيين والنخب في أوروبا وأمريكا، التي تشيع خطابات تحريضية ضد المهاجرين عموما، وخاصة ضد المسلمين، وتشيع الحقد والكراهية التي لا تستهدف فقط المسلمين، بل تستهدف الإنسانية جمعاء"، يسجل القباج.