فن وثقافة

بيرلا كوهين… باحثة مغربية يهودية بأبعاد عالمية في الانتروبولوجيا

p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 20.0px ‘Geeza Pro’}
p.p2 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 20.0px Times; min-height: 24.0px}
span.s1 {font: 20.0px Times}
span.s2 {text-decoration: underline}
span.s3 {font: 20.0px Times; text-decoration: underline}

 

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

 

 

بيرلا كوهين إسم مغربي يهودي، يغادر الساحة الأكاديمية ويخلف أجواء مشحونة بالرثاء، إنه رثاء موجه لمجال الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع بسبب فقدان علم  يصفه العارفون به "بالوازن" في مجال البحث العلمي. موقع "الدار" يقربكم من حياة الفقيدة.

 

بيرلا  كوهين.. من الأسماء الوازنة التي ظلت موشومة في الذاكرة المغربية اليهودية، بالنظر للمحاضرات التي قدمتها في علم الانثروبولوجيا، بعدما وافتها المنية الأسبوع المنصرم، فقد كانت إسما يضرب به المثل والأثر الحسن في العلم الذي تبنته وقدمته على أتمه.

بيرلا كوهيل باحثة مغربية اعتنقت قيد حياتها الديانة اليهودية.. لها باع طويل في الأبحاث الأنثروبولوجية، وكذلك علم الاجتماع حيث استقرت بالديار الفرنسية وكانت تمارس وظائفها الأكاديمية هناك، غير أن زياراتها المتكررة للمغرب كانت خير دليل على تشبثها بموطنها المغرب، رغم أن أفراد أسرتها لا يستقرون حاليا بالمغرب، وبالرغم من ذلك فقد أصرت على رعاية هذه الآصرة التي تشدها للمغرب وتحملها على التوجه إليه بين الحين والآخر.

إن المتصفح لتاريخ الفقيدة يدرك بلا جدال، أنها نذرت حياتها قربانا للعلم والعطاء، فضلا عن كونها تلقت تتويجا لهذه المجهودات المتوالية في أكثر من مرة، وهو ما يظهر بجلاء من خلال الاطلاع على المناصب المهمة التي تقلدتها قيد حياتها، والتي كانت خير شاهد على عملها الدؤوب، حيث شغلت منصب رئيسة بعثة لرئيس الجاليات اليهودية في المغرب، كما تفرغت للتراث الثقافي الخاص بالشق اليهودي المغربي، إلى جانب الحرص على الانخراط الدائم في كتابة كتاب المقابر اليهودية في المغرب في عام 2015، كخطوة عملية من حياتها تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.

فضلا عن ذلك قطعت الراحلة أشواطا مهمة في العمل الأكاديمي، وقامت بإلقاء العديد من المحاضرات التي ظلت موشومة في الذاكرة العلمية لطلابها حتى الآن، كما تم اعتمادها كمرجع في مجموعة من الأبحاث، لتظل كتاباتها ومحاضراتها المنبع الذي بوسعه أن يحقق نوعا من الثراء والتعدد المعلوماتي الذي يصب في علم الاجتماع، والفلسفة، وكذلك علم الأنتروبولوجيا في توجهاته ومحاوره الكبرى.

قرار الفقيدة للاستقرار بفرنسا لم يأت من فراغ، ففرنسا كانت هي المنشأ الأول الذي درست به، حيث تابعت دراساتها العليا هناك وتخرجت من المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية، حيث تركزت دراساتها حول قضايا الحروب والسلام، وشكل حوار الأديان الملمح الأساسي الذي ميز كتاباتها وإنتاجاتها الفكرية على حد سواء.

ما ميز مسارها الأكاديمي هو أنها لم تركز على مجال بحثي واحد فقط، إنما كان الإلمام هو الصفة البارزة، خصوصا وأن انشغالها وانجذابها للعلوم الإنسانية، لم يجعلها تغفل الجانب القانوني أو السياسي، كونها كانت ملمة بالأبحاث التي تصب في العلاقات الدولية، ولم تكتف بالاطلاع إنما تجاوزت هذا المستوى إلى أقصاه لتغدو متخصصة فيه، بعدما تمكنت من تقلد مجموعة من المناصب كمستشارة وباحثة أكاديمية في العلاقات الدولية بفرنسا.

عملت الراحلة كخبيرة لأكثر من عشر سنوات مع ثلاث وكالات إسبانية لتقييم جودة الجامعات، كما شاركت في أعمال اللجنة الوطنية حول حالة البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية (SHS) ، والاتحاد من أجل المتوسط. وقد ساهمت في نشر التقارير على المستويات الوطنية والمجتمعية وفي أمريكا اللاتينية كذلك.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى