المواطنسلايدر

“كورونا” تخنق الجزائر و النظام العسكري يترك المواطن لمصيره المحتوم في مواجهة الجائحة

الدار- خاص

بعدما تمكن مشاهير “الإنستغرام” في الجزائر من جمع مبلغ قدره حوالي 3 مليار سنتيم جزائري (أي ما يعادل 190 ألف يورو)، ضمن حملة تهدف لتوفير أجهزة التنفس الاصطناعي لمرضى كوفيد-19، جاء الدور على المواطنين الجزائريين، الذين أطلقوا حملة لجمع التبرعات والأجهزة المخصصة للانعاش الطبي، بعدما تدهورت الحالة الصحية لعدد كبير من مرضى فيروس كورونا، وذلك بسبب عجز المستشفيات على توفير العدد الكافي من الأجهزة المخصصة للإنعاش الطبي.

وفي وقت يوجه فيه النظام العسكري الجزائري انتباهه بشكل كلي تجاه المغرب، وقضية الصحراء المغربية، و لعبة الدسائس ضد البلدان، انبرى المواطن الجزائري المسكين للتبرع بأمواله، بل وصل الأمر بالنساء الى بيع مجوهراتهن، من أجل المساهمة في حملة جمع التبرعات بغية انقاذ أرواح المواطنين في ظل عجز المستشفيات عن استيعاب حالات الإصابة بفيروس “كورونا”.

بادرة المواطنين الجزائريين في مختلف ولايات الجزائر، تأتي في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المستشفيات التي تعاني من كثرة ضحايا كوفيد 19 وقلة الإمكانات، ليتحول تأمين قارورات الغاز ومولدات الأوكسجين إلى الشغل الشاغل للمواطنين، الذين نجحوا في كسر حاجز الحسرة والقنوط إلى المبادرة بتدعيم المؤسسات الصحية وإنقاذ المرضى بحملات خيرية واسعة شارك فيها الكبير والصغير والرجل والمرأة من داخل وخارج الوطن.

وانتشرت صور طاولة تحتوي على مبالغ مالية معتبرة، إلى جنبها مجوهرات وحلي لنساء فضلن مشاركة الرجال في تدعيم المستشفيات وإنقاذ المرضى، على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين لجأ الأطفال بدورهم الى حملة جمع التبرعات لاقتناء مولدات الأوكسجين لمستشفى “عين الملح” بولاية المسيلة.

أما بلدية المرادية بالعاصمة فقد شهدت إقامة أول مستشفى ميداني كامل التجهيزات من تبرعات المواطنين بالتنسيق مع السلطات المحلية والطاقم الطبي للمراكز الصحية، حيث بادر السكان إلى تحويل قاعة رياضية كبيرة إلى مستشفى ميداني بطاقة استيعاب 100 سرير لاستقبال الأعداد المتزايدة لضحايا كورونا، وتزويد المستشفى بمولدات الأكسجين وجميع العتاد الطبي الضروري للتكفل الأحسن بالمرضى، المبادرة لقيت استحسان السكان الذين طلبوا تعميمها على بقية البلديات لامتصاص الضغط من المستشفيات.

وبقدرما تؤكد هذه المبادرات رغبة المواطن الجزائري في تحمل مسؤوليته التاريخية إزاء وطنهم، بقدرما تؤكد عجز الرئيس، عبد المجيد تبون، ونظام العسكر عن مواجهة فيروس “كورونا” المستجد، رغم الإمكانيات والثروات الطبيعية الكبيرة التي ترفل فيها الجزائر، والتي تذهب جلها الى أرصدة قيادات جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

و تواجه مستشفيات الجزائر أزمة في الحصول على قارورات الأوكسجين المخصص لمرضى كوفيد-19، وقد دخل المواطن الجزائري في دوامة من البحث عن تلك المادة الحساسة، وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى منصة يوجه عبرها أهالي مرضى كوفيد-19 طلبات المساعدة للحصول على الأوكسجين.

ودفع سوء تسيير الموارد البشرية والطبيبة، بالأطباء في الجزائر لدق ناقوس الخطر، مع ظهور بوادر دخول البلاد في موجة ثالثة يصعب السيطرة عليها. وأمام هذا المشهد المعقد، ارتفعت أصوات الأطباء والمواطنين المطالبين بضرورة فرض البلاد للحجر الكلي مع إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين.

ووصف رئيس النقابة الوطنية للأساتذة والباحثين الجامعيين البروفيسور رشيد بلحاج، الوضع الوبائي الذي تشهده الجزائر بالكارثي، مشيرا إلى ضرورة إعلان حالة الطوارئ بسبب عجز المستشفيات في الجزائر على احتواء الوضع، كما أن تدهور الوضع الصحي بهذا الشكل هو أمر خطير تعيشه البلاد في ظل وضع اقتصادي صعب.

زر الذهاب إلى الأعلى