سعد الدين العثماني: خطاب الملك تضمن رسائل إنسانية قوية وبنكيران مرحب به

الدار / رشيد محمودي

حل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اليوم الثلاثاء، ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، للحديث عن مختلف القضايا السياسية والحزبية الراهنة التي شهدتها المملكة المغربية خلال هذه السنة.

وتطرق سعد الدين العثماني، لأهم مضامين خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين، لتربعه على العرش، مشيرا إلى أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في مواجهة وباء كورونا المستجد، منوها بكل القرارات السامية التي اتخذها الملك محمد السادس منذ ظهور الوباء بالمغرب.

ومن جهة أخرى، نفى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن تكون الأمانة العامة قد استبعدت رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، في الانتخابات المقبلة، مشددا على أن الأمانة العامة، لم تتوصل بعد بتفاصيل الترشيحات الخاصة بمدينة الرباط، كما أن له كامل الحق وكل الترحيب في حال تقدم بالترشح.

خطاب عيد العرش المجيد

قال سعد الدين العثماني، إن المغرب تمكن من ضمان مكانة محترمة في العالم المعاصر، بعدما دخل في معركة حقيقية للدفاع عن مصالح وحدته الترابية، وذلك بثبات وحدته السياسية والمدنية، مؤكدا أن هناك دول لاحظت النمو والتطور الذي يحقق المغرب ولاترغب بأن يكون منافسا لها في البحر الأبيض المتوسط.

وأفاد العثماني، خلال الندوة الصحفية التي أجريت بمقر وكالة الأنباء، ان الخطاب الملكي يعتبر واحدا من الخطابات التاريخية والراقية، إذ ركز فيه الملك محمد السادس علي اعتزازه بمكانة المغرب، والنتائج المهمة الذي بلغها رغم الصعوبات والإكراهات التي فرضها كوفيد 19 مقارنة مع الدول المنافسة، مشيرا إلى أن الرسالة الثانية المهمة في الخطاب تكمن في نجاح المغرب في تدبير الجائحة وذلك يتضح بتعافي وانتعاش الاقتصاد الوطني.

وبخصوص علاقة المغرب والجزائر، أشار العثماني أن الملك محمد السادس ضمن في خطابه رسائل سياسية قوية جدا ابرزها أن المغرب لن يكون سببا في الشر او المشاكل للجارة الشرقية، إضافة إلى الدعوة الصادقة لبناء علاقات أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار وهي رسالة حازت على حيز مهم في الخطاب من أجل تجاوز الماضي وتحسين العلاقات بين البلدين.

حصيلة الحكومة

أكد العثماني، أن ما حققته الحكومة في هذه الولاية كانت حصيلة مشرفة، وذلك بعد الإشراف والمساهمة في إنجاح عدد من المشاريع الكبرى التي عرفتها المملكة في قطاعات متعددة.

وتابع قائلا:” بشهادة الكثيرين ونحن واعون ان عدد من الأمور لازالت من بين أولويات الحكومة الحالية، حصيلتنا مشرفة جدا، وباقي القطاعات التي تعرف نواقص في التحصيل ستكون ضمن مخطط الحكومات المقبلة أبرزها الصحة التعليم.. الحصيلة مشرفة في عدد من القطاعات وهناك ايجابيات تم تحقيقها تظهر جليا على مستوى المؤشرات التنموي.. بحيث لأول مرة في تاريخ المغرب تم التركيز على التعليم الأولي وتجاوزنا نسبة 50 في المئة.. انجاز تظافرت فيها جهود عدد من المجالات ولأول مرة أيضا تم إحداث أربعة كليات للطب ومراكز استشفائية تابعة لها وذلك لتوسيع مجال تكوين الأطباء”.

وأفاد الأمين العام لحزب المصباح، أن هذه الحكومة استطاعت بناء أسس الاشتغال للحكومات المقبلة وفي مجالات حيوية وبالتالي فالحكومات المقبلة ملزمة لمواصلة الأشغال خاصة المتعلقة بتعميم الضمان الاجتماعي لكل المغاربة وهناك قانون إصلاح الضريبي للمقاولات ولعل أنجح انجاز للحكومة المساهمة في الإصلاحات الكبرى ولأول مرة نتوفر على قانون تبسيط الإجراءات القانونية داخل الإدارة المغربية.

الاستعداد للانتخابات

وقال العثماني بخصوص الاستعدادات للانتخابات المقبلة: “نسع لبناء مرحلة افضل من سابقاتها ونركز على تشجيع الطاقات الشبابية الجديدة بحيث أن حزب العدالة والتنمية أبرز حزب بالمغرب يشجع الشباب في الانخراط السياسي ونسبة التجديد والتشبيب مرتفعة جدا خاصة على َمستوى ولوج النساء في البرلمان”.

وأشار العثماني، أن هناك معايير خاصة يعتمدها الحزب في تزكية المرشحين للانتخابات الجماعية والبرلمانية، بحيث لا يتم ترشيح أصحاب الأموال والثروات ولن يكون المال مقياس لذلك، موضحا أن الحزب يساهم في منح دفعة للثقة بين المواطن والمؤسسات السياسية والاحزاب السياسية.

واعتبر رئيس الحكومة، أن القاسم الانتخابي الجديد سينقص من عدد المقاعد التي قد يحصل عليها حزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن الهدف يتجلى في تسقيف نتائج الانتخابات.

وتابع قائلا:” القاسم الانتخابي الجديد غير ديمقراطي بصفة نهائية ويطرح مشكل كبير داخل الحزب، خاصة فيما يتعلق بإلغاء العتبة ونمط الاقتراع الحزبي وسنعود لبلقنة الاحزاب وسيصبح لنا 13 حزب داخل الجماعة الواحدة واش هادشي غادي ينفع البلاد للأسف سيساهم في تبخيس العمل السياسي وبالتالي فالتعدد بهذه الطريقة سيشكل ضعفا في اتخاذ القرارات..يجب التفكير في نوع السياسة التي نقدمها لبلدنا لا نهتم بالتحالفات بقدر ما نهتم بتدبير هذه المرحلة”.

وبخصوص قضية ترشيح عبد الإله بنكيران، أكد العثماني أن ترشيحات جهة الرباط لم تتوصل بها الأمانة العامة للحزب بعد كما أنه لم يتم استبعاد اي كان وخاصة الرئيس الحكومة السابق وكل ما روجت له بعض المنابر في هذا الشأن لا أساس لها من الصحة.

وأوضح العثماني، أن حزب العدالة والتنمية، أجرى مجموعة من الاجتماعات مع الاحزاب السياسية وآخرها مع حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك على خلفية التطرق للبرنامج الانتخابي، ولا جود لأي تحالف مع أي حزب، كما أن هناك خلاف سياسي لازال قائما مع حزب الأصالة والمعاصرة

جائحة كوفيد 19

نوه العثماني، بالإجراءات التي اتخذها المغرب في مواجهه فيروس كورونا المستجد قائلا:”المغرب قاوم كوفيد بنجاح وايجابيات كبيرة غطت على عدد من النواقص وبرؤية استشرافية حكيمة لجلالة الملك.. واستطعنا التحكم نسبيا في الوباء، مقارنة مع دول متقدمة كما تم تلبية حاجات المواطنين في الوقت الذي تخبطت دول أخرى في هذه الوضعية الصعبة، لكن للاسف سجلت الايام الاخيرة ارتفاع في عدد الوفيات والمصابين بفيروس كورونا المستجد.. هذه الجائحة تسببت في مآسي وخسارات إنسانية كبيرة بحيث تم تسجيل ازيد من 200 حالة حرجة والرقم مرشح لارتفاع، وهناك إشكال كبير على مستوى أسرة الإنعاش، كما أن كورونا ديلتا يتمتع بخصائص مثيرة أبرزها سرعة الانتشار الخطيرة ولا سبيل لمحاصرته سوي اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية قد تكون قاسية لكنها ستحمي المغرب من انتكاسة صحية.