أحمد البوحساني
بعد ارتفاع عدد المصابين بكورونا، عرفت مختلف صيدليات المتواجدة في مختلف أنحاء المملكة اقبال كثيف على شراء بعض الأدوية، مما أدى إلى إنتشار إشاعات حول نقص البعض منها مثل الفيتامين “س” وبعض الأدوية الأخرى، فهل هذا الأمر صحيح ؟ وما هي الاسباب ؟
الصيدليات مؤشر واقعي لقياس إرتفاع حالات الاصابة بكورونا
أكد الدكتور عبد الحق سلاو ، دكتور صيدلاني أن المغرب يعرف ارتفاع في عدد المصابين بفيروس كورونا كوفيد_19 خلال الاسابيع القليلة الماضية، حسب الاحصائيات ، حوالي مليون مغربي يزور الصيدليات كل يوم في كل أرجاء المملكة، وهذا مؤشر حقيقي للقياس والحكم عن مدى إرتفاع عدد الإصابات بهذا الوباء، وبالفعل فمن خلال الادوية المطلوبة الان وفي هذه الفترة، سواء عن طريق الوصفة الطبية، أو المرضى الذين ياتون للاستشارة الطبية يؤكد لنا الإرتفاع الكبير لعدد المصابين.
وبخصوص فيتامين “س” و الزنݣ فهما أدوية مكملة ، تساهم في تقوية مناعة الجسم، لكن البرتكول العلاجي يتضمن أدوية أخرى عرفت إقبال كبير في الآونة الأخيرة هي الأخرى ، ويمكن القول ان النقص الحاصل سببه تهافت المواطن على شراء هذه الأدوية من جهة، وكذلك نقص المخزون من جهة أخرى لان المختبرات بالمغرب ليس لديها خلايا تدبير الأزمة ، ففي الأيام العادية تكون كل هذه الأدوية متوفرة.
خطورة نقص الأدوية في الصيدليات
فيتامين “س” كمثال هو مكمل غذائي وليس دواء، وبالتالي يمكن للإنسان استماع البديل، او الاستغناء عنه. لكن الخطير في الامر هو نقص الأكسجين مثلا، او دواء آخر ليس في استطاعة المواطن توفيره، كالإبر التي تساعد في سرعة جريان الدم ، هذه هي الأدوية التي قد تسبب في مشكل حقيقي اذا لم تتوفر في السوق. ليبقى اهم عامل يجب تفاديه خلال هذه الفترة هو عدم تهويل الأمور، ففي بداية المرض يمكن استشارة الطبيب لمعرفة أدوية أخرى بديلة لتلك الأدوية المكملة في حالة عدم توفرها. وانصح المواطنين بترك الخوف والتهويل لان البدائل موجودة، يضيف الدكتور سلاو، انه يمكن الحديث عن المشاكل والخوف فعلا في حالة وصول المرض إلى مراحل متقدمة، فالامر آنذاك يتطلب علاج خاص يستلزم الاستشفاء. لذلك نطلب من المواطنين عدم تهويل الأمر.
عملية التلقيح وخطورة الموجة الحالية
أمام هذه الموجة المتزايدة ، وفي حالة الإحساس ببعض الأعراض المرضية يطالب الدكتور سلاو من المواطنين عدم استصغار الأمر وأخذ الاحتياطات اللازمة، والتوجه لأقرب مركز طبي للاستشارة، ليستفيدوا من البرتكول العلاجي في بداية المرض قبل أن يتفشى، ويصل مراحل خطيرة، وفي إطار التذكير فإن أعراض المرض تشبه كثيراً أعراض الزكام مع فوارق بسيطة، كالاحساس بالعياء وفقدان الشم والذوق وغيرها من الأعراض، لكن غياب احد هذه الأعراض لايعني ان الإنسان بعيد عن الإصابة بكورونا خصوصاً مع هذه الموجة الجديدة. فمجوعة الأعراض هذه يمكن ان تجتمع، ويمكن أن تظهر فقط بعضها على الإنسان.
منذ بداية الجائحة، استطاعت بلادنا التحكم في زمام الأمور إلى يومنا هذا. ونحن الآن في فترة التلقيح، الأمور تمر بشكل ممتاز وسلس ، وبخصوص الحالات التي تصاب رغم تلقيها التلقيح، فهذا الأمرعلميا عادي جدا ، لان جميع الأمراض يمكن ان يصاب بها الإنسان رغم تلقيه التلقيح، لكن الإصابة تكون أخف لان الجسم يكون مستعد لإصابة، وبالتالي الحد من خطورة المرض. واليوم الفئة الشابة بالمغرب أصبحت تتلقى التلقيح بشكل مكثف وهذا أمر مهم جداً للحد من خطورة وانتشار الوباء، والتلقيح هو الوسيلة الوحيدة للتحكم في المرض .
خلاصة الكلام يقول الدكتور عبد الحق، على المواطنين المغاربة اولا عدم تهويل الأمور فيما يتعلق بنقص بعض الأدوية، فبلادنا تتوفر على بدائل أخرى، لكن يجب كذلك عدم التراخي فالمرض قائم، ويجب أخذ كل الاحتياطات اللازمة ، من كمامة وتعقيم وتباعد، وأهم طرق الحماية هي التباعد وتفادي الازدحامات، والاقبال على التلقيح في أقرب وقت خصوصاً وأنه متوفر الآن ويمر في ضروف جد إيجابية.