المواطن

عامل ابن سليمان بقبعة “عامل النظافة” يكتشف هول التلوث الغابوي

 الدار/ بوشعيب حمراوي

تقدم سمير اليزيدي، عامل إقليم ابن سليمان، أخيرا، عشرات المتطوعين لتنظيف الحزام الغابوي للمدينة، حيث كان المسؤول الجديد بالإقليم  يرتدي قفازين وسروال (تجينز) وحذاء رياضيا، وقد حمل كيسا بلاستيكيا خاصا، لجمع النفايات المنزلية الخفيفة، وقاد الحملة التي شارك فيها متطوعون من مختلف الفئات العمرية ذكورا وإناثا من داخل وخارج الإقليم، بتنسيق مع المجلس البلدي والمديرية الإقليمية للشباب والرياضة وشركة أوزون المكلفة بتدبير قطاع النظافة بالمدينة.

مبادرة عامل الإقليم والزميل السابق للملك محمد السادس في الدراسة، ومشاركته الميدانية والتطبيقية في الحملة التي نظمت تحت شعار (جميعا من أجل غابة نظيفة)، جعلته يقف على هول ما تتعرض له الثروة الغابوية من تلوث وإهمال. كما وقف عليها محمد جديرة رئيس المجلس البلدي، الذي شارك في الحملة إلى جانب بعض المستشارين الجماعيين  وممثلي السلطة المحلية.

وتحولت غابة ابن سليمان إلى مزبلة ومطرح للنفايات المنزلية وبقايا مواد البناء والجبس ومقبرة للحيوانات النافقة والحفاظات والأكياس المستعملة، ومتلاشيات الأثاث والسيارات والأجهزة الالكترونية وغيرها من الأشياء القديمة، التي يتم الاستغناء عنها. يضاف إليها ما تقوم به مافيا قطع أشجار الفلين والأوكالبتوس التي تنشط داخل الغابة، في غياب حراسة مشددة. حيث يتم تحميل الأطنان الخشب، إما من طرف بعض أصحاب الأفران التقليدية، أو بعض أصحاب الضيعات من أجل التدفئة أو صناعة الفحم الخشبي (الفاخر).

يذكر أن إقليم ابن سليمان يتوفر على أكبر مساحة غابوية لأشجار الفلين بالمغرب، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأشجار، وتصل في مجملها إلى أزيد من 58 ألف هكتار. لكن تلك الثروة الغابوية لا يستفيد منها السكان، بالإضافة إلى أن أجزاءها المحاذية للمدينة والطرق والمسالك العمومية، تحولت إلى مزابل. كما تتعرض للتلوث بسبب إحداث مقالع الأحجار والحصى داخلها بجماعتي عين تيزغة والزيايدة، وكذا استفادة بعض جمعيات القنص من مساحات تعد بمئات وآلاف الهكتارات، والتي يتم تدبير غالبيتها بشكل عشوائي، في الوقت الذي يحرم فيه العديد من الفلاحين من حقهم في الرعي أو التعويض المالي المقنن من طرف وزارة الفلاحة والمندوبية السامية للمياه والغابات. 

ونجم عن هذا التلوث تدهور الغطاء النباتي وتأثر جل الحيوانات المتوحشة والأليفة التي كانت غابة ابن سليمان موطنا لها. و بات صدر  العاصمتين الاقتصادية والإدارية  يضيق شيئا فشيئا، وباتت رئتهما في طريقها إلى الاختناق، ولم يتبق داخل الغابة ، سوى صنف الخنزير الذي تحميه جمعيات القنص، والذي يتلف سنويا محاصيل وضيعات الفلاحين، علما أن غابة ابن سليمان تحتضن طائرا ناذرا، يسمى بـ(الدراج ذو الظفرين)، إذ لا يوجد في أي بلد آخر بالعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى