المواطنسلايدرفيديو

السنة الهجرية الجديدة.. هل أثرت الجائحة على مظاهر الاحتفال المغربية؟

أحمد البوحساني

ما يزال في المغرب من يحتفل بهذه المناسبة، لاسيما كبار السن والذين نشؤوا في الأحياء التاريخية والشعبية، كثير من الأسر ما تزال تحتفظ بما توارثته عن الأجداد من عادات وتقاليد في هذه المناسبة، لكن الأجيال الصاعدة يبدوا أنها لم تعد تهتم للامر.

كيف يستقبل المغاربة السنة الهجرية؟

يعتبر المغاربة رأس السنة الهجرية يوم عيد ، يأتي مباشرة بعد عيد الأضحى، يحظى بمكانة خاصة، باعتباره يدخل ضمن فترة زمنية مقدسة تضم أيضا شهر رمضان ومناسك الحج، والاحتفال بهذه المناسبة كالاحتفال بعيد الفطر، واستمرار للاحتفال بعيد الأضحى.
كنا نستقبل هذه راس السنة بالاذكار وتلاوة القرآن، سواء في المساجد أو الزويا ، يقول احد المتحدثين لقناة الدار، والأسر تجتمع في المنازل، وتجهز فطور جماعي وتحتفل فيما بينها بحظور الأبناء ، كنا نستقبلها كما تستقبل السنة الميلادية حالياً، مظاهر الاحتفال تحولت في هذا الزمان، يمكن القول ان 90 في المائة من المجتمع لم يعد يحتفل بهذه المناسبة حتى في المساجد، فقط أصبح تكتفى بنصف ساعة تقريباً من الاذكار.

مظاهر الإحتفال 

لدينا طقوس خاصة للاحتفاء بهذه الذكرى، تقول إحدى السيدات في تصريح لقناة الدار،
ثم تزيد موضحة طريقة الترحيب بقدوم رأس السنة الهجرية : “ نستيقظ باكرا، نقوم برش جميع أركان البيت بالماء، ونوقد النار، النساء يقمن باعداد المسمن والبغرير ، وتجتمع العائلات والاسر للافطار جماعة”.
سيدة أخرى تحكي عن ما توارثته من الزمن الجميل وتقول: لازلنا نحتفل ، نشتري لابنائنا الألعاب ونعد الحلويات ، تجتمع الأسر و العائلات للإحتفال بنشاط في بيت واحد ، الفاكية، الݣرݣاع، واللوز، وغيرها توضع بالطبق ويتم توزيعها على الأطفال.
وعن الوجبة التي يتم تحضيرها في هذا اليوم بالضبط، فهي الذيالة، تقوم الأسر بتحضير وجبة كسكس بلحم ذيل أضحية عيد الأضحى، إذ تحتفظ عدد من الأسر بهذه القطعة من لحم الأضحية كل هذه المدة من أجل طهيها مع الكسكس.
هذه تقاليد اجدادنا، اليوم هناك من لم يعد يهتم بها، لكن عدد من العائلات والاسر لا تزال تحتفظ و تمارس هذه العادات والتقاليد، العيد بيومه ، والاحتفال يتواصل لايام.

اندثار وانقراض العادات والتقاليد 

يبدو أن د هذه العادات والتقاليد في طريقها للإندثار و الانقراض في مناطق مختلفة بسبب التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، وظهور أفكار واهتمامات جديدة لدى شباب اليوم، وطرق ووسائل جديدة للترفيه خصوصاً مع الانتشار الواسع للانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، جعلته في غنى عن هذه العادات، كما ظهرت بعض التيارات التي تحرم هذه الممارسات وتدعي انها بدع فقط.
رغم ذلك، لازالت هذه المناسبة تحظى بمكانة خاصة لدى المغاربة، خاصة في الأحياء التاريخية، والمناطق الشعبية، وكذا البوادي، أما في المدن فيمكن القول ان هذه المظاهر قد انقرضت فعلا ولم تعد موجودة.

دعوات للحفاظ على التقاليد والعادات المغربية

العادات والتقاليد لا يجب التفريط فيها، يجب أن تبقى للأبد وان يتوارثها الأجيال القادمة ، هذه الفترة تعتبر من احسن الايام في السنة ، تسعد الأطفال ، وتلتقي الاحبة ، وتجتمع العائلات ، وتتواصل الاحتفالات لايام، حتى يوم عاشوراء ، في هذه الفترة تنتشر ثقافة التعايش، والتعاون، وابواب البيوت تكون مفتوحة أمام الجميع، عادات جميلة جدا لم نعد نراها الا في الأحياء التاريخية التي لازالت تحافظ على هذه المظاهر ، يقول احد المصرحين لقناة الدار.
سيدة أخرى تؤكد أن هذه المظاهر لم نعد نرها، لكن ” انا اعيشها، والقنها لابنائي، وستبقى في ذاكرتي حتى ألقى الله …”.

زر الذهاب إلى الأعلى