لعمامرة..عراب النظام العسكري وصانع نكسات الدبلوماسية الجزائرية
الدار- خاص
لم يكن قرار النظام العسكري الجزائري القاضي بقطع العلاقات مع المغرب سوى محصلة للانكسارات الدبلوماسية التي مني بها النظام طيلة سنوات الماضية. بعد استلام الرئيس عبد المجيد تبون، للسلطة في الجزائر، بادر الى تعيين صبري بوقادوم، وزيرا للخارجية منذ 2 يناير 2021 إلى 6 يوليوز 2021، لكن هذا الأخير فشل في مهامه المحددة في محاربة المغرب ولا قضية للجزائر سوى المغرب والبوليساريو ، إذاك أعاد تبون الرجل المتخصص في قضية الصحراء المدعو رمطان لعمامرة الى الواجهة على أمل انقاذ الدبلوماسية الجزائرية من الانهيار.
حاول رمطان لعمامرة منذ أيامه الأولى، التصدي لانتصارات المغرب الدبلوماسية المتتالية، وأن يعيد الروح الى الدبلوماسية الجزائرية الفاشلة، لكنه وجدها وقد أصبحت تحتضر ومصيرها القبر. ولما استنفذ لعمامرة كل ما يملك من تخاريف وخزعبلات للمس بالمغرب ونظامه في المحافل الدولية، عاد أخيرا إلى العصابة الحاكمة في الجزائر منهارا محبطا ليقرر الجنرالات، الذين يمسكون بلجام لعمامرة، اتخاذ القرار السهل والبسيط، وهو قطع العلاقات مع المغرب من طرف واحد) والذي ردت عليه وزارة الخارجية المغربية ببيان حكيم وحرفي، فقالت : ” إنه قرار أحادي و مبرراته زائفة بل وعبثية وما حدث كان متوقعا”.
لعمامرة، عراب النظام العسكري الجزائري، يجر وراءه سجلا حافلا بالخيبات والنكسات، حيث فشل في حشد حلفاء ضد المغرب لصالح جبهة “البوليساريو” الانفصالية المنهارة، بعد أن اعترفت دول أوروبية وغيرها بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وبعد اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه، كما فشل لعمامرة في حشد بضعة دول إفريقية للوقوف ضد عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب.
وفي وقت يطوف فيه لعمامرة الدول الافريقية يروج للوهم، أصيبت العصابة الحاكمة في الجزائر، بانتكاسة حقيقية بعد خطاب اليد الممدودة لجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجيد، الذي دعا فيه حكام الجزائر الى فتح الحدود وحسن الجوار، وهو ما أجج غضب عصابة قصر “المرادية”، الذين فقدوا أعصابهم، ولم يعد يزنون خطورة أفعالهم البيئسة، خصوصا وأن الكثير من المراقبين قد أكدوا أن جلالة الملك لم يكن يخاطب العصابة الحاكمة في الجزائر بل كان يخاطب الشعب الجزائري مباشرة.
لعمامرة حاول أيضا لعب آخر أوراقه من خلال محاولة بناء الثقة العمياء بين الجزائر و إسبانيا والالتزام معها بأن تمتص إسبانيا من غاز الجزائر ما تريد، فاطمأنتْ إسبانيا لذلك وقبلت التآمر مع الجزائر لتهريب بن بطوش إلى إسبانيا للعلاج بجواز مزور واسم مستعار.
الدبلوماسية المغربية كانت حازمة ومتعقلة في التعامل مع التواطؤ الاسباني الجزائري، ووجد المغرب الفرصة سانحة لفضح الدولة الأوروبية الإسبانية وطريقة التعالي والعجرفة التي تعامل بها بقية الدول السائرة في طريق النمو لأنها كانت تجهل أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
إسبانيا ستنقلب على الجزائر بعد أن اقتنعت أن العلاقة مع المغرب يجب أن تُبْنى على الشفافية والمصداقية والثقة المتبادلة، وأن مصالحها الاقتصادية في المغرب مهددة باعتبارها أول دولة أوروبية مستثمرة في المغرب، خصوصا وأن جلالة الملك أكد في خطاب ثورة الملك والشعب على أن هناك مفاوضات مع الجانب الاسباني لتعود العلاقات الى سابق عهدها بشروط محددة.
النظام العسكري الجزائري، واصل تعنته، وعداءه تجاه المغرب، حيث رفضت العصابة الحاكمة العرض المغربي المجاني بالمساعدة في اخماد النيران في منطقة “القبايل”، لأنها تكره الشعب الجزائري وتريد له مزيدا من الحرق، بل تمادى النظام العسكري في غيه واتهم المغرب جزافا، وزورا وبهتانا بالوقوف وراء حرق شعب القبايل.
لقد استطاع المغرب بذكاء دبلوماسيته، أن يدفع حكام الجزائر إلى الجنون والتهور، فكانت النتيجة أن حشر المغرب جزائر 2021، في زاوية العزلة الدولية، والسبب هو الردود غير الحضارية التي يمارسها حكام الجزائر أمام السلوك الحضاري الراقي الذي يتلقاه من جاره المغرب بشكل يثير الاستغراب، فكلما توالت اليد الممدودة من المغرب يتبعها التشنج من جانب العصابة الحاكمة في الجزائر.