سلايدرفن وثقافة

بُرج محمد السادس…مفخرة معمارية مغربية تنير القارة الافريقية

الدار- خاص

في إطار حرص موقع “الدار” على الاضطلاع برسالته التنويرية الإخبارية المهنية، سنشرع ابتداء من اليوم في رصد أهم  المشاريع الكبرى التي تحققت  بالمغرب في مجالات البنية التحتية الطرقية والطاقة الشمسية وتقوية بنيات التصدير والأعمال، أو التي يتم حاليا العكوف على إنجازها، وذلك بغية الإسهام في التعريف بالمغرب التنموي، الذي يشهد حركية اقتصادية على مختلف الأصعدة والمستويات.

بُرج محمد السادس

بالضفة اليمنى لنهر أبي رقراق، أعطى جلالة الملك محمد السادس في شهر نونبر من سنة 2018، الضوء الأخضر لانطلاق أشغال بناء بُرج يحمل اسمه ليكون أعلى برج في القارة الإفريقية، الذي يرمز لانبثاق وإشعاع المدينتين التوأم الرباط وسلا، وذلك من خلال مكونيه الاقتصادي والمعماري، وكذا حجمه ذي البعد القاري.

و تم الشروع في إجراء دراسات أولية متعددة الأبعاد (جيولوجية، وتقنية، ومعمارية وبيئية) منذ 9 مارس 2016، تاريخ وضع جلالة الملك للحجر الأساس الخاص بهذا المشروع، كما شكلت هذا المدة  فرصة لتعزيز تحالف المقاولات المكلفة بإنجاز هذا الورش، وذلك من خلال دعوة أحد الرواد العالميين في مجال البناء، ويتعلق الأمر بالمقاولة البلجيكية “بيزيكس”، للالتحاق بالرائد الصيني” سي ار سي سي اي” والمقاولة المغربية “تي جي سي سي”.

ويبلغ ارتفاع البرج ما يناهز 250 مترا (55 طابقا)، سيتم تشييده، من طرف مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، بميزانية متوقعة تناهز أربعة ملايير درهم، كما تشارك في انجاز البرج، أيضا مجموعة “بيزيكس”، والتي تتمتع بخبرة دولية في هذا المجال، لاسيما بناءها برج خليفة بدبي، الذي يعد أكبر برج بالعالم.

ويدمج “برج محمد السادس” في تصميمه، أفضل ممارسات البناء المحترم للبيئة، وكذا تكنولوجيات من الجيل الجديد (ألواح لترشيح الأشعة الشمسية، وألواح كهروضوئية، وتهوية طبيعية)، مما يتيح نجاعة طاقية أفضل، تماشيا مع التزامات المغرب في مجال التنمية المستدامة.

البرج سيشتمل، على 55 طابقا، تتضمن مجموعة من المكاتب، وجزءا سكنيا، وفندق، فيما ستحتضن الطوابق الأربع الأخيرة مرصدا. وستجعل هذه التعددية الوظيفية من المشروع استثمارا واعدا، ورافعة للنجاح بالنسبة لمحيطه، ومصدرا للراحة والجاذبية في العمل بالنسبة للمقيمين به.

وما يميز هذا البرج هو أن تصميمه المعماري، ينسجم مع أهداف مشروع تهيئة وادي أبي رقراق، أحد المكونات الأساسية للبرنامج المندمج لتنمية مدينة الرباط 2014- 2018 “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، الذي يشمل أيضا إنجاز عدد من المشاريع الحضرية الهيكلية الكبرى ( المسرح الكبير للرباط، ودار الفنون والثقافة، ومكتبة الأرشيف الوطني للمملكة المغربية(.

وبعد انصرام ثلاث سنوات على انطلاق تشييد هذا البرج الضخم، عرفت وتيرة الأشغال تسارعا لتشرع معالم البناية في التجسد، حيث بلغت نسبة إنجاز الأشغال الكبرى للبرج 75 بالمائة، و90 بالمائة بالنسبة لبناء قاعدة البرج، فيما تناهز نسبة إنجاز أشغال الهيكل المعدني الخاص بواجهة البرج 50 بالمائة.

كما تم كذلك الانتهاء من أشغال إنجاز الأساسات، فيما تم انتقاء المناولين من أجل إنجاز الواجهات. وبشكل ملموس، يمكن معاينة انبثاق المنشأة من خلال أجنحة نواة البرج التي بلغت الطابق الـ32 وهيكل معدني في طور الوضع على مستوى الطابقين الـ13 والـ14.

زر الذهاب إلى الأعلى