المواطنسلايدرفيديو

مكناس.. تولال جماعة مهمشة تنتظر الخروج من الأزمة

مكناس: أحمد البوحساني

الجماعة الحضرية تولال هي مدينة صغيرة، تنتمي لإقليم مكناس ، تبلغ مساحتها حوالي 2723 هكتار، تحدها شمالا الجماعة الحضرية دارام السلطان وجنوبا وغربا الجماعة القروية لايت ولال، اما شرقا فالجماعة الحضرية لمكناس .

تاريخ جماعة تولال 

معظم سكان مدينة تولال يتحدثون الأمازيغية، ويحافظون عليها كلغة تواصل، حيث يعود اصل قبيلة تولال إلى قبائل أيت ازدك إحدى أكبر القبائل الأمازيغية بواحة تافلالت وبالضبط لمنطقة ڭرامة إقليم الراشدية (قصر السوق سابقا) فسكانها الأصليين ذوو أصول آمازيغية .
في البداية كانت منطقة تولال عبارة عن قرية تابعة اداريا وترابيا الجماعة القروية عين عرمة منذ 1976 ، بعد ذلك أصبحت جماعة حضرية مستقلة بذاتها حسب التقسيم الجماعي لسنة 1992.
تبعد عن العاصمة الإسماعيلية بحوالي خمس كيلومترات (5 كلم) انطلاقا من المحور الطرقي باب بوعماير ويفصلها عن مكناس المدينة غربا وادي بويسحاق والطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين الطريق الجهوية 718 والطريق رقم 34 عبر كلية الحقوق والعلوم الإنسانية. يبلغ عدد سكانها حوالي 23 ألف نسمة ، لكنه في تصاعد مستمر نظرا للتوسع العمراني الكبير الذي تعرفه المنطقة في الآونة الأخيرة.

المجلس الجماعي المسير 

عرفت الجماعة الحضرية لمدينة تولال تكوين مجلس جديد منتخب سيسير المدينة خلال ستة سنوات القادمة ، انبثق عن الانتخابات الجماعية الأخيرة للثامن من شتنبر 2021، ويتكون هذا الجهاز التداولي من 28 مستشارا جماعيا، يمثلون تيارات سياسية مختلفة ، حيث حصل حزب الاستقلال على نصف المقاعد ب (14 مقعد) ، ثم حزب التجمع الوطني للأحرار الذي حصد سبعة (7 مقاعد)،
أما حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فقط فاز بثلاث مقاعد ، ثم الحركة الديمقراطية الإجتماعية مقعدين، في حين اكتفى حزبي الأصالة والمعاصرة و الحركة الشعبية بمقعد واحد لكل منها .
وبناء على هذه النتائج فقد اسندت رئاسة المجلس الجماعي تولال لحزب الاستقلال بعد تحالف مع حزب الإتحاد الاشتراكي، في حين اسطفت باقي الأحزاب في المعارضة.

انتظارات الساكنة 

تعاني جماعة تولال من تهميش كبير، رغم وجود مؤهلات تسمح لها ان تكون من الجماعات المحلية الرائدة، ويبني سكانها آمال كبيرة على المجلس المنتخب الحالي لاخراجها من الأزمة وإعادة توهجها.
الحسين فاعل جمعوي، يثمن الاجواء العامة التي مرت بها الانتخابات، والتي اعطت أغلبية مريحة لفائدة حزب الإستقلال، ويرى أن
بوادر الاشتغال بادية منذ البداية، نظراً لمؤهلات المنتخبين وكفائتهم ، وتوفر أغلبية مريحة لدى المجلس المسير، ” ونتمنى النجاح لهذا المجلس لأنه نجاح الجميع ” كما جاء على لسانه.
اما بخصوص الانتظارات فهي كثيرة وتعكس الواقع، وتحتاج إلى إرادة سياسية للمنتخبين الجدد ، فجميع المؤشرات والامكانيات متوفرة اليوم لدى هؤلاء، ولا مجال لهم في الخطأ.
ويرى الحسين ان أولى الأولويات هي التشغيل، نظرا لكون غالبة سكان تولال هم من الفئة الشابة، يجب الاهتمام بالرياضة والثقافة، والاعتناء بالفضاءات الخضراء ، وهذه الأمور تدخل في التدبير اليومي ولا تحتاج لميزانيات كبيرة، مشكل آخر يجب الانكباب على حله بسرعة، احتلال الملك العمومي سواء من قبل المقاهي او المحلات التجارية، او الباعة الجائلين، خصوصاً مع وجود سوقين للقرب وجب استغلالهما.
الشاب ياسين ، ذهب في نفس الاتجاه ، فهو يرى أن تولال تعاني من تهميش كبير، ويجب ان تتظافر الجهود للخروج من هذه الأزمة، فالى جانب التشغيل ، يرى أنه على أعضاء المجلس المنتخب الانفتاح والتواصل مع المجتمع المدني والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين .
مشاكل كثيرة تعاني منها المنطقة ، من إنارة عمومية، وبنية تحتية هشة للازقة والشوارع، أضف لذلك اكتضاض المؤسسات التعليمية والصحة، والمجال البيئي كذلك، دون نسيان المقبرة التي أصبحت مملوءة عن آخرها.

مشاكل كثيرة يعاني منها سكان تولال، لكن املهم كبير كذلك في إيجاد حلول وإخراج المنطقة من الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى