ياسين عليا: حركة “معا” جاءت لتقود تغييرا في طريقة الممارسة السياسية
الدار/ حاوره: رشيد عفيف
يكشف ياسين عليا العضو المؤسس في حركة "معا" التي رأت النور الأسبوع الماضي أن الحركة تريد إحداث قطيعة مع شكل من الممارسة السياسية، مؤكدا أن هذا الهدف يحتاج إلى كل الفئات العمرية وخصوصا تلك التي تشكل الأغلبية الصامتة. ويوضح أعليا أن مفهوم التمكين الذي قامت عليه الحركة يفيد إعطاء آليات العمل وإمكانيته للمواطن، مؤكدا أن حركة "معا" قد تتشابه مع حركة لكل الديمقراطيين في التسمية لكنها تختلف عنها في المنطلق والأسلوب والغاية.
– أطلقتم، أخيرا، حركة معا تحت شعار "كل شي ممكن" هل يتعلق الأمر بحركة سياسية أم بجمعية مدنية؟
– في حقيقة الأمر هي حركة سياسية تشتغل في نطاق ظهير الحريات كجمعية للمجتمع المدني. تكتسب معا صفة الحركة بحكم أنها جاءت لإعادة الاعتبار للحقل السياسي من خلال العمل الميداني.
– يغلب على الهيئة المؤسسة للحركة العنصر الشبابي، هل يعني ذلك أن الحركة تريد إحداث قطيعة جيلية ما؟
– القطيعة ليست قطيعة جيلية بقدر ما هي قطيعة مع شكل من الممارسة السياسية، وأن يغلب الطابع الشبابي غالبا على مؤسسي الحركة فذلك يسير وفق طبيعة التغيير داخل كل منظومة. فغالبا ما يقود الشباب أشكال التغيير والنماذج كثيرة بدءا من الربيع العربي ووصولا للحراك الجزائري أو الإسباني. الحركة كما قلت تود أن تقود تغييرا في طريقة ممارسة السياسة وهدفنا يحتاج كل الفئات العمرية والشابة خاصة مادامت تشكل الأغلبية الصامتة أو يسميه المصريون حزب الكنبة.
– تحدثتم في ميثاقكم ولقائكم الإعلامي عن مفهوم التمكين السياسي للمواطن. وقد يحيل لفظ "التمكين" على مرجعية إسلامية في بعض التأويلات. ما هي الإيديولوجيا أو الفكرة السياسية للحركة؟
– نعتبر في حركة معا أن التعصب الأيديولوجي الأعمى أحد الأعطاب التي تعطل المنظومة السياسية المغربية، و لذلك فإننا بمسارات شخصية وتكوينات مختلفة غير أننا اتفقنا على مبدأ التمكين السياسي للمواطن المغربي. ولغويا يفيد التمكين إعطاء آليات العمل وإمكانية العمل لشخص ما. ولم يسبق لأي هيأة سياسية من أي أيديولوجية أن روجت لهذا المبدأ باستعمال نفس التعبير: التمكين السياسي للمواطن المغربي. لذلك نعتبر داخل حركتنا أن هذا المبدأ هو أساس خطنا السياسي وهويتنا الأيديولوجية.
– يربط الكثيرون بين تجربتكم الفتية وتجربة حركة لكل الديمقراطيين التي تحولت إلى حزب سياسي كبير. هل رسمتم لتجربتكم المسار ذاته؟
– رغم تلاقينا مع حركة لكل الديمقراطيين في التسمية غير أننا نختلف في المنطلق والأسلوب والغاية. مسألة تحول الحركة لحزب مسألة سابقة لأوانها و تطور مسار الحركة وقدرتها على تحقيق أهدافها محدد رئيسي للمخرجات التي سيؤول لها الوضع التنظيمي للحركة، ومن بين الاحتمالات ضمن خيارات أخرى كاستمرار الحركة في شكلها الحالي، يوجد خيار التحول إلى حزب. في المرحلة الحالية نركز على الحركة في شكلها ومستقبلا الهيئات الداخلية تملك حق تقرير مصيرها.
– التلقي الإعلامي والسياسي والشعبي لإطلاق حركتكم كان كبيرا وواسعا مما يعني أن دائرة الانتظارات تتسع أيضا. هل تحسون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم وكيف ستستجيبون لها؟
– سعداء جدا بحجم التلقي الإيجابي و الإعلامي المواكب مما يدل على أهمية الظرفية الحالية. و بكل صراحة توقعنا هذا الزخم بحكم متابعتنا الدقيقة للساحة السياسية، ومسؤوليتنا ازدادت وتعاظمت. ونقدر في حركتنا حجم هذه المسؤولية لذلك سنعمل على تنزيل مشاريعنا تدريجيا حتى نضمن النجاعة وصواب الفكرة والتطبيق دونما وقوع في منزلقي التسرع أو الركود. نحن واعون بأهمية المرحلة القادمة ومستعدون لتحمل مسؤولياتنا، وكلنا أمل أن نكون على قدر التطلعات.
– بعض المراقبين يعتبرون تجربتكم محاولة لاستنساخ تجربة إلى الأمام الماكرونية، هل تعتقدون أن ما يصلح للحقل السياسي الفرنسي يمكن أن يلائم الحقل السياسي المغربي؟
– تجربتنا تختلف عن تجربة حركة إلى الأمام الماكرونية. صحيح أن نجاح الحركة يدفعنا للإيمان بقدرتنا على أحداث التغيير المنشود غير أننا حركة مغربية 100% يقودها شباب مغربي في واقع سياسي مغربي يختلف تماما عن الواقع الفرنسي. حركة معا تستلهم من كل التجارب الدولية غير أنها حركة مغربية و من أجل كل المغاربة.