أخبار الدارالدين والحياة

نوستالجيا لقاء بابا الفاتيكان يوحنا بالراحل الحسن الثاني

الدار/ المحجوب دسع

يحل بابا الفاتيكان فرانسيس، في المغرب، في زيارة رسمية يومي  30 و 31 مارس الحالي. زيارة تعد بأن تكون تاريخية، بعد 34 سنة من زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للمملكة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والتي رافقتها عدد من "الطرائف" و"الكواليس" حكاها الملك الراحل في كتاب "ذاكرة ملك".

يوحنا بولس الثاني قام في 19 غشت 1985، بجولة في إفريقيا، قادته إلى مدينة الدار البيضاء، بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني، في سابقة هي الأولى من نوعها التي يستقبل فيها البابا من طرف رئيس دولة مسلمة.

ود التاريخ

بعد لقاء استغرق أربعين دقيقة في القصر الملكي بالدار البيضاء، امتطى البابا يوحنا بولس الثاني، والحسن الثاني، سيارتين مختلفتين، ليجوبا شوراع العاصمة الاقتصادية، قبل أن يلقي البابا خطابًا -جزئيًا باللغة العربية – أمام تجمع 100000 شاب مسلم في الملعب الكبير للمدينة، في أعقاب الألعاب العربية.

في تقرير تلفزيوني بث بمناسبة تلك الزيارة التاريخية، تحدث معد التقرير، عن "الحماس" "غير مسبوق" الذي عم المغرب قبل وخلال تلك الزيارة التاريخية، التي قادت زعيم الكنيسة الكاثوليكية "للمرة الأولى للقاء أمير المؤمنين الملك الحسن الثاني.

هذه الزيارة، التي واكبتها الصحافة الدولية على نطاق واسع، تذكر الملك الراحل الحسن الثاني بعد بضع سنوات، في كتاب "ذاكرة ملك"، وهو الحوار الذي أجراه معه الصحفي الفرنسي، إيريك لوران، المنشور في عام 1993.

فعندما سئل الحسن الثاني عن علاقته بالكنيسة الكاثوليكية، تطرق لبعض "الحكايات" التي ميزت زيارة البابا للمغرب، خاصة فيما يتعلق بالبروتوكول.

حكاية "المرسيديس 600" المكشوفة

"عندما حل الأسقف المسؤول عن حماية البابا يوحنا بولس الثاني، للاشراف على الترتيبات المتصلة بالزيارة، وقعت مشكلة، حيث طلب من المسؤولين المغاربة بأن البرتوكول يقتضي من البابا أن يدخل ملعب الدار البيضاء وحده، حيث سيلقي خطابًا، كما هو معمول به في جميع البلدان التي يزورها قداسته"، يقول الملك الحسن الثاني في كتاب "ذاكرة ملك"، مضيفا " أصيبت مصالح البروتوكول و مصالح الأمن، بالحرج لتجيب الأسقف:" نحن بحاجة إلى التشاور مع جلالة الملك  بهذا الخصوص".

ويواصل الملك الحسن الثاني في كتاب ذاكرة الملك " سألني الأسقف:" أليست  لديك سيارة مصفحة؟ "- لا ، أنا لا أخرج في سيارة مصفحة. في النهاية، وجدنا حلا وسطا. ركبنا سيارة مرسيدس 600، وتقرر أن يركب البابا في إحدى السيارات وأنا في الأخرى، يسبق كل منهما بمرافقة راكب الدراجة النارية والدرفلة جنبًا إلى جنب".

وأردف " بمجرد إعلان بلاغ الديوان الملكي، أعلن أن جلالة الملك سيخرج مع قداسة البابا وأن السكان مدعوون لاستقبال ضيف المغرب، و الترحيب به.  كان هناك مليوني شخص على طريق الموكب الرسمي المتجه من قصر الدار البيضاء إلى مركب محمد الخامس حيث وقف مائة ألف شاب أبانوا عن ذكاء متقد".

الحسن الثاني للبابا "صلي من أجلي"

بعد هذه الزيارة البابوية، التقى الحسن الثاني يوحنا بولس الثاني مرات عديدة. ويضيف في كتاب "ذاكرة ملك"  "في أحد اجتماعاتنا سألته:" أيها الأب القديس، كلما سنحت لك الفرصة، صلي من أجلي". "بعد ذلك، أسر لأحد  مقربيه أن يبلغني بذلك. "أخبره أن هذه هي الإرادة الإلهية، لأنني أفكر كل يوم في ملك المغرب وأدعو له".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى