دراسة ترصد دور وسائل التواصل الاجتماعي في هجرة المغاربة إلى أوروبا
الدار/ المحجوب داسع
في دراسة جديدة صدرت هذا الأسبوع، كشف معهد "جنوب إفريقيا للدراسات الأمنية (ISS) ، الدور المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي في هجرة الشباب المغاربي إلى أوروبا، إذ قام باحثوا المعهد بتحليل كيف تستغل مقاطع الفيديو والتعليقات حول تجربة الهجرة في توجيه هؤلاء الشباب في بحثهم عن "الحلم الأوربي".
وأشارت الدراسة، المعنونة بـ"وسائل الإعلام الاجتماعية تساعد في التغلب على الانقسامات في شمال إفريقيا لتسهيل الهجرة"، إلى أن "الهجرة المتزايدة للمغاربة والجزائريين والتونسيين والليبيين، تبقى مدفوعة بنظام بيئي لوسائل التواصل الاجتماعي يلهم الرغبة في الهجرة ويقدم تعليمات مفصلة حول كيفية تحقيق هذا "الحلم".
وأظهرت ذات الدراسة أن "الاعتماد المتزايد للشباب من مختلف البلدان المغاربية بشبكات التواصل الاجتماعي للهجرة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بولوجهم إلى شبكة الإنترنت"، إذ يتصل 63٪ من المغاربة والتونسيين و 53٪ من الجزائريين بالإنترنت، كما يستخدم الكثير منهم هواتف ذكية رخيصة للاتصال".
فالمواطن المغربي العادي، بحسب ذات الدراسة، يقضي ما يقرب من ثلاث ساعات على الإنترنت كل يوم، 83٪ منها على وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب أو فيسبوك، كما أناللهجات العربية في المنطقة المغاربية، التي تعتبر مفهومة إلى حد كبير، واستخدام اللغة الفرنسية، تتيح الوصول الى المحتوى الذي يتم إنشاؤه في بلاد لديها نطاق إقليمي".
ووفقا للدراسة، تقدم شبكات التواصل الاجتماعي، أيضًا نصائح عملية للمهاجرين المغاربيين المستقبليين حول كيفية السفر إلى أوروبا، إذ تشمل "طرق الترحيل ونقاط العبور التي يجب تجنبها وأسعار أشكال العبور المختلفة، وعناصر التغطية المفيدة والمعلومات حول درجة ونوعية تدابير مراقبة الهجرة التي تستخدمها قوات الأمن على حد سواء في المغرب العربي أكثر من أوروبا ".
وفي هذا الصدد، اعتبرت الدراسة أن هذه المعلومات التي تتداول على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، لا يتم تصفيتها، وتنقيحها بشكل عام، ولا تخضع للرقابة ويتم تحديثها وتصحيحها باستمرار"، داعية الحكومات المغاربية، الى اعتبار هذه فرصة ثمينة لفهم العوامل والإحباطات التي تدفع مواطنيها للمغادرة إلى أوروبا".
ودعا القائمون على الدراسة، حكومات المنطقة المغاربية الى اللحاق بالركب و "العمل معاً لضمان إمكانية تحقيق حلم حياة أفضل للشباب المغاربي.
