أخبار الدار

شيوخ وباحثون في الدين الإسلامي يبرزون دلالات زيارة بابا الفاتيكان للمغرب

الدار/ عفراء علوي محمدي

رحب شيوخ وباحثون في الدين الإسلامي، المغاربة بقدوم بابا الفاتيكان فرانسيس إلى المغرب غدا السبت، بدعوة من أمير المؤمنين الملك محمد السادس، مبرزين أن في هذه الزيارة دلالات عميقة، تعزز قيم التسامح والتعايش التي يسعى إلى نشرها الطرفان، لضمان السلام بين الشعوب.

عبد الوهاب رفيقي: زيارة بابا الفاتيكان للمغرب تدعيم لفرص السلام والتعايش بين أكبر ديانتين في العالم

وفي هذا الإطار، اعتبر محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في قضايا الإسلام والشريعة، أن زيارة البابا حدث تاريخي يستحق منا كل الاهتمام، "بحكم أن البابا يمثل أعلى قيادات المسيحية، وغدا سيقوم بزيارة بلد مسلم تشكل إمارة المؤمنين فيه ثابتا تاريخيا"، وفق قوله.

وأكد الباحث، في تصريح لموقع "الدار"، أن هذه الزيارة تأتي في إطار تدعيم فرص السلام والتعايش بين أكبر ديانتين في العالم، مشيرا إلى أن الظرفية تعرف الكثير من العنف بسبب الطوائف الإرهابية الإسلامية أو المنتمية لليمين المتطرف.

"ومن واجبنا أن نثمن مثل هذه اللقاءات التي تأتي في إطار دعم قيم التعايش بين البلدين، وخارجهما، بحكم أنها تشتمل على مزية كبيرة على مستوى القيادات الدينية التي تلتقي لدعم هذه الفرص".

عبد الرحيم الشيخي: زيارة البابا فرنسيس للرباط ستوطد العلاقات بين المغرب والفاتيكان

من جانبه، قال عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، أن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها "فقد سبق للبابا يوحنا بولس الثاني أن زار المغرب في ثمانينات القرن الماضي، والتقى بالملك الراحل الحسن الثاني وقتها".

وأضاف رئيس الحركة أن هذه الزيارة ستشكل سببا في توطيد العلاقات بين المغرب والفاتيكان "فصلا عن نشر قيم التسامح والإيخاء بين الديانات السماوية من أجل تنظيم الشؤون الإنسانية"، وفق تعبيره.

واستشهد الشيخي بآية قرآنية تدل على حرص الدين الإسلامي على قيم التعايش بين الشعوب، "قال الله سبحانه وتعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"؛ وبالتالي نتمنى أن تكون الزيارة مناسبة للتعارف والتفاهم بين الديانة المسيحية والإسلامية، من أجل العيش المشترك"، يسجل الشيخي.

ورحب المتحدث نفسه ببابا الفاتيكان، قائلا: "المسلمون يؤمنون بالرسالة الواحدة، لكنهم من الناحية الشرعية والواقعية، منفتحون على جميع الديانات، ومتسامحون لأبعد الحدود، وبذلك فالحوار مهم بين الأديان السماوية".

محمد الفيزازي: الهدف من زيارة بابا الفاتيكان تقعيد التعايش والتسامح بين الأديان

من جهته، قال محمد الفيزازي، أحد شيوخ السلفية بالمغرب، أن هذه الزيارة "هي لأعلى مسؤول مسيحي، سيلتقي بأعلى مسؤول بالديانة الإسلامية، وهو أمير المؤمنين، الملك محمد السادس"، وأكد أن الهدف منها واضح، وهو "تقعيد التعايش والتسامح بين الأديان، بالاستناد للآية القرآنية التي تقول: لكم دينكم ولي دين".

وأضاف الفيزازي، في تصريحه لموقع "الدار"، أن هذه الزيارة "من شأنها أيضا تقليم أظافر التطرف والإرهاب، وتشييع ثقافة تقبل الاختلاف، لبناء صرح السلم الاجتماعي".

حماد قباج: زيارة البابا تضيف نقطة أخرى في سجل المغرب على مستوى نشر ثقافة السلم والأمن

بدوره، قال الشيخ المغربي البارز، حماد القباج، أن زيارة البابا تصب في منحى إيجابي، لأنها "تبرز السياسة الخارجية للدولة"، فمعلوم، حسبه، أن الملك محمد السادس من مناصري لثقافة نشر وضمان السلم والأمن الدوليين، "والبابا من خلال الكثير من خطبه يبحث في هذا الأمر ويجعل الفاتيكان في خدمة التسامح".

وأضاف القباج، في تصريحه للموقع، أن القيادتين معا "تسير في هذا التوجه، خصوصا في الظرفية الحالية التي تعرف مجموعة من التشنجات، وبروز حركات إرهابية تنشط في مختلف المناطق، وتقوم مساعيها على الكراهية ونبذ الآخر".

"أتمنى أن تصب الزيارة في إطار المساعي التي يريدها المغرب، والمتمثلة في نشر سياسات السلم السلام بين الدول، ونبذ العنف والإرهاب، من خلال قيادتين عرفا بدعم السلام وترسيخه" يسجل القباج.

ويزيد "من خلال زيارة البابا، تنضاف نقطة أخرى في سجل المغرب على مستوى نشر ثقافة السلم والتعايش"، مشيرا إلى أن "نموذجنا الحضاري يترسخ من خلال هذا الحدث، الذي يقوم على التعايش وضمان حقوق الشعوب، وتحقيق أهداف نبيلة لصالح الإسلام والوطن والعالم ككل".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى