سلايدرضيف الدار

شخصيات دينية مغربية…الشيخ عبد الله بلمدني عالم الكراسي العلمية لوزارة الأوقاف

الدار- خاص

 

بمناسبة شهر رمضان الكريم، يشرع موقع “الدار” في تقديم بورتريهات عن شخصيات دينية مغربية، تشغل اليوم مواقع حساسة في معادلة تدبير المؤسسات الدينية بالمملكة، وتسهم من خلال أدوارها الريادية في نشر النموذج المغربي في التدين الوسطي المعتدل، المبني على ثوابت المملكة عقيدة ومذهبا وسلوكا.

قليل الظهور إعلاميا، لكن غزير العلم معرفيا، وتكوينا، ذلكم حال الشيخ عبد الله بلمدني، الذي يعد الى جانب الشيخ سعيد الكملي، والشيخ، مصطفى البحياوي، أبرز العلماء المغاربة، الذين يجهل المغاربة الكثير عنهم، رغم أن قناة “السادسة” للقرآن الكريم، مكنت العديد من المواطنين، خاصة منهم طلبة العلم الديني، من التعرف  عن كثب على هؤلاء العلماء، ومتابعة دروسهم ومحاضراتهم الغنية في إطار سلسلة “الكراسي العلمية” التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ سنوات قليلة. وهي بادرة تعنى بإلقاء دروس في العقيدة والتفسير والسلوك والفقه والسيرة النبوية والقراءات والتجويد والنحو في أكبر مساجد العاصمة الرباط، مثل مسجد السنة.

يلقب بـ”بأبي عطاء الله”، هو الشيخ عبد الله ابن الشيخ المدني. رأى النور  بقرية “أولاد جْميع” بنواحي الريصاني في تافيلالت، بسجلماسة، التي تعرف اليوم بالراشدية، من أقاليم المملكة المغربية؛ في عام 1372.

   نشأ الشيخ عبد الله بلمدني، وتربى في كنف والده الشيخ المدني رحمه الله، الذي كان من خريجي جامع القرويين بالعاصمة العلمية فاس، وأحد أساطين المذهب المالكي في وقته، فلقي من والده المعظم من الرعاية والملاحظة ما ظهر أثره في حياته العلمية والعملية.

على غرار العديد من الشيوخ المغاربة، بدأ الشيخ عبد الله بلمدني، رحلته في طلب العلم بحفظ كتاب الله تعالى، ثم شرع في حفظ المتون العلمية الأساسية الأولية المعروفة عند طلبة العلم، كالمقدمة الآجرومية في النحو، ولامية الأفعال لابن مالك في الصرف، وألفية ابن مالك في النحو والصرف، ومنظومة الشيخ عبد الواحد ابن عاشر في الفقه المالكي، والرسالة لابن أبي زيد القيرواني في الفقه المالكي، ومختصر خليل في الفقه المالكي، والتحفة لابن عاصم.

استهل الشيخ عبد الله بلمدني، مسيرته في مجال التدريس والدعوة الى الله، من مسجد ” أولاد يحيى السيفة”،  حيث مكث في هذا المسجد يعلم الطلبة ويؤم الناس ويخطب فيهم نحو خمس سنوات، ثم انتقل إلى مسجد آخر بالمنطقة يقال له” مسجد أبوعام بمركز الريصاني” فمكث فيه مدرسا وخطيبا لمدة سنتين.

بعد تأسيس معهد مولاي علي الشريف بمدينة أرفود، دعي الشيخ ليدرس فيه فانتقل إليه ومكث فيه يدرس نحو ثلاثين طالبا لمدة خمس سنوات، وكانت له خطبة في مسجد البطحاء بأرفود في هذا الوقت’ ثم انتقل إلى هذا المسجد بصفة رسمية إماما وخطيبا ومدرسا ومكث فيه خمس سنوات أخـرى.

بعد ذلك، سينتقل الشيخ الى مدينة فاس، ثم الى مدينة بني ملال من أجل تأسيس مدرسة دار القرآن الكريم لتعليم العلوم الشرعية، في سنة 1990، كما يشارك أيضا في برنامج تأطير الأئمة في إطار خطة ميثاق العلماء الذي يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات السامية التي تضمنها الخطاب السامي لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 26 رمضان 1429 (27 شتنبر 2008).

ويعد الشيخ عبد الله بلمدني، أحد العلماء المغاربة الذين يلقون الدروس في برنامج “الكراسي العلمية”، الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث يشرف على شرح رسائل الجنيد والحكم العطائية بكرسي الإمام الجنيد بمسجد الرياض بالرباط، بالإضافة الى دروس في كرسي “السيرة النبوية”، و ” كرسي “التصوف”.

زر الذهاب إلى الأعلى