انطلاق التصويت في انتخابات تحدد مستقبل نتنياهو السياسي
بدأ الإسرائيليون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الكنيست، صباح اليوم الثلاثاء، والتي من الممكن أن تمنح رئيس الوزراء المحافظ بنيامين نتنياهو فترة ولاية خامسة قياسية، أو تشهد الإطاحة به من قبل جنرال سابق تعهد بحكومة نظيفة وترابط اجتماعي.
من المتوقع أن يدلي أكثر من ستة ملايين ناخب بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي تنطوي على رهانات كبيرة، لكن النتائج قد لا تصدر قبل صباح الغد، يوم الأربعاء.
وحشد نتنياهو، الذي أطلقت عليه مجلتا "تايم" و"إيكونوميست" لقب "الملك بيبي"، معسكرا يمينيا متشددا ضد الفلسطينيين، وسلط الضوء على إنجازاته على صعيد السياسية الخارجية الإسرائيلية، وهي ثمرة علاقاته مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لكن آمال زعيم حزب الليكود البالغ من العمر 69 عاما في التفوق على مؤسس إسرائيل، دافيد بن غوريون، ليصبح أطول رئيس للوزراء بقاء في السلطة في شهر يوليوز تقوضت بسبب ما يبدو أنه اتهام بالكسب غير المشروع يلوح في الأفق، فيما ينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفة.
ويحذر المنتقدون من ظاهرة "الملل من بيبي"، ويجادلون بأن الانتخابات البرلمانية ينبغي أن تجلب وجوها جديدة لتولي مناصب بارزة.
ويلاحق بيني غانتس، وهو قائد سابق للجيش ومرشح وسطي يفتقر للحنكة السياسية، نتنياهو في استطلاعات الرأي. وبدعم من جنرالين سابقين في مناصب مهمة بحزبه الأزرق والأبيض، يسعى غانتس (59 عاما) إلى تقويض صورة نتنياهو، الذي يصف نفسه بأنه لا يُضاهى على صعيد الأمن القومي.
وقال حزب ليكود في بيان: "هذا خيار بين حكومة يمينية قوية في عهد نتنياهو، أو حكومة يسارية ضعيفة في عهد غانتس".
وقال غانتس لرويترز ردا على ذلك: "نتنياهو ليس المسيح ولا هو أسطورة لا يمكن الاستغناء عنها. شعب إسرائيل يتوق لشيء آخر".
ورغم أنه لا توجد خلافات سياسية كبيرة بين المرشحين بشأن إيران وفلسطين، أو حتى بخصوص اقتصاد إسرائيل، فإن عملية التصويت سيحكمها بشكل كبير التساؤلات بشأن شخصياتهما.
وفي حملات شرسة شنت إلى حد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من ساحات المدن أو زوايا الشوارع، تبادل الخصمان اتهامات متزايدة بالفساد، والترويج للتعصب بل وحتى التآمر مع خصوم إسرائيل.
ويعتبر نتنياهو نفسه ضحية للتحيز الإعلامي والتجاوز القضائي، بينما يصف غانتس نفسه بأنه الدواء الذي سيؤدي لالتئام المجتمع المنقسم دينيا وعرقيا، وعلاقاته باليهود الليبراليين في الخارج.
وقال أنشيل فايفر، مؤلف سيرة "بيبي: حياة بنيامين نتنياهو وفترة حكمه المضطربة"، إن "هذه الانتخابات تدور حول شيء واحد فحسب، وهو ما إذا كان ينبغي أن يبقى نتنياهو في منصبه أم لا. إنه الشيء الوحيد الذي يحدد بالفعل 12 من أصل 13 حزبا ستكون في الكنيست المقبل".
ومن غير المرجح أن تتمخض هذه الانتخابات عن فائز عندما تغلق مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت جرينتش)، إذ لم يسبق أن فاز أي حزب بأغلبية ساحقة في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، مما يعني أن الطريق إلى الأمام سيكون حافلا بأيام وربما أسابيع من المفاوضات لتشكيل ائتلاف.
ومن المقرر أن يتشاور الرئيس الإسرائيلي، ريئوفين ريفلين، مع قادة كل حزب ممثل في الكنيست، قبل أن يختار من يعتقد أن لديه أفضل فرصة لتشكيل الحكومة.
وعلى الرغم من أن نتنياهو وغانتس استبعدا علنا التحالف مستقبلا في ائتلاف للوحدة الوطنية، إلا أن بعض المحللين يتوقعون أن يعيد كلاهما النظر، ولا سيما إذا وافقا على التعامل مع خطة أمريكية للسلام في الشرق الأوسط منتظرة على نطاق واسع.
وأبدى ترامب راعي تلك الخطة ملاحظة موضوعية على نحو غير معتاد بشأن الانتخابات، قائلا لمؤيديه من اليهود الجمهوريين، يوم السبت: "أعتقد أن (المنافسة) ستكون قريبة إنهما شخصان صالحان".
المصدر: الدار – EURONEWS