سلايدرمال وأعمال

قطر تصفع الجزائر بالغاز و النظام الجزائري ينهار أمام انتصارات المغرب

الدار- خاص

في وقت يلوح فيه النظام العسكري الجزائري، بورقة “الغاز” كوسيلة لابتزاز اسبانيا، خاصة بعد موقفها الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، ولت مدريد ظهرها للجزائر، مفضلة الشروع في البحث طيلة الشهور الأخيرة عن شركات ومزودين جدد بالغاز الطبيعي.

بعد الوجهة الأولى التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية، مع ارتفاع صادرات الغاز الأمريكي نحو إسبانيا بشكل كبير، بشكل تفوق على صادرات الغاز الجزائري، جاء الدور على قطر، التي قام أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة إلى إسبانيا برهانات اقتصادية لا تخطئها العين.

تعول اسبانيا كثيرا على قطر لتزويدها بالغاز، وتنظر الى الدوحة كبديل فعال وذا مصداقية لإمدادات الغاز في وقت تعيش فيه إسبانيا على وقع جدل بشأن الاعتماد على الغاز الجزائري من عدمه بعد التهديدات الجزائرية المبطنة بوقف تزويدها بالغاز.

لذلك، لا غرابة في أن تولي وسائل الاعلام الاسبانية أهمية قصوى لزيارة أمير قطر الى اسبانيا، بل واعتبرتها مدخلا لتحقيق الاستقرار بشأن إمدادات الغاز، كما اعتبرت الدوحة “بديلا محتملا” للغاز الجزائري.

تشير الأرقام الى أن  نسبة واردات إسبانيا من الغاز القطري، تصل الى  5.2 في المائة ما بين مارس2021 ومارس 2022، وهي نسبة بهامش خطأ على اعتبار أن الجزائر ساهمت بنسبة 32.6 في المائة من الواردات.

ملف الغاز الذي بات مصدر قلق لـ”قصر المونكلوا” في ظل تراجع تدفقات الغاز الجزائري إلى إسبانيا، دفع مدريد الى بذل مساعي متواصلة للبحث عن بدائل مستدامة للطاقة، لوضع حد لابتزازات النظام العسكري الجزائري.

إسبانيا التي أتعبتها المناورات الجزائرية، تعول على قطر، التي تعد خامس أكبر مورّد للغاز الطبيعي إلى المملكة الإيبيرية، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر ونيجيريا ومصر، وذلك بنسبة 4.4 بالمائة من وارداتها الإجمالية من الغاز.

وفي ذات السياق، وبخلاف ما تسوقه وسائل الإعلام الجزائرية من كون اسبانيا تعيش أزمة في الغاز، كشفت شركة الغاز الإسبانية “Enagas”، مؤخرا أن معطيات شهر مارس الماضي، تشير الى تسجيل  ارتفاع  “تاريخي” في واردات الغاز الأمريكي المتدفق على إسبانيا متفوقا لأول مرة على واردات الغاز الجزائري، ما يشير إلى تحول مدريد نحو واشنطن للتزود بحاجياتها من الغاز والشروع في تقليص الاعتماد على الجزائر، قبل أن تضع مدريد نصب عينيها، أيضا إمدادات الغاز القطري.

وقد شكلت  واردات إسبانيا من الغاز القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، نسبة 43 بالمائة خلال شهر مارس الماضي، في حين انخفضت نسبة الغاز الجزائري المتدفق على إسبانيا إلى 30 بالمائة فقط.

وسبق لوزيرة الدولة لشؤون الطاقة الإسبانية، سارة أغسين، أن أكدت، خلال جلسة في البرلمان الإسباني الخميس 19 ماي الجاري، أن ” إسبانيا تعمل على تنويع مزوديها بالغاز الطبيعي من طرف أكثر من 12 دولة”، موضحة في هذا الصدد، أن “دولة قطر، التي قام أميرها تميم بن حمد آل الثاني، بزيارة دولة إلى مدريد، بإمكانها أن تُصدر المزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا”.

المصدر: الدار-وم ع

زر الذهاب إلى الأعلى