أخبار الدارسلايدر

رئيس مجلس المستشارين يجري مباحثات مع وفد من أعضاء المجموعة البرلمانية الإيطالية لدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة يومه الجمعة 03 يونيو 2022 محادثات مع وفد من أعضاء المجموعة البرلمانية الإيطالية لدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية الذي يقوم حاليا بزيارة عمل لبلادنا.
في مستهل هذه المباحثات سجل السيد النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين اعتزازه بالعلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وإيطاليا، معبرا عن حرص المجلس على تقوية علاقات التعاون مع مجلس الشيوخ الإيطالي من خلال تبادل الزيارات والخبرات وتنسيق المواقف والرؤى في المحافل البرلمانية الدولية، وكذا عبر تنشيط مجموعة الصداقة والتعاون بين المجلسين التي تم تجديدها مؤخرا.


وبعلاقة مع قضية الوحدة الترابية للمملكة، أعرب السيد الرئيس عن بالغ سعادته بمبادرة إحداث مجموعة برلمانية إيطالية لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية لما توفره من فرصة لدعم السلام والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، موجها الدعوة لأعضاء هذه اللجنة لترتيب زيارة ميدانية للأقاليم الجنوبية للمملكة قصد الوقوف، عن كثب، على مظاهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية التي تشهدها هذه الربوع من المملكة، وكذا جمع المعطيات الميدانية التي من شأنها المساعدة على تشكيل صورة واضحة للملف ونقل حقائقه للرأي العام الإيطالي والأوربي عموما.
كما نبه السيد الرئيس إلى خطورة الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الساحل والصحراء التي تعرف انتشارا متزايدا للعديد من المليشيات غير الخاضعة لأية رقابة، مما يتطلب العمل والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية الناتجة عن هذا الوضع المقلق والتي لا تقتصر على المنطقة بل تمتد لجوارها الأوربي أيضا.
من جهته، أكد رئيس المجموعة البرلمانية الإيطالية أن الهدف الرئيسي لزيارة المجموعة للمغرب يكمن في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف الميادين، والمشاركة في الحوار الذي يدور بخصوص النزاع حول الصحراء وإبداء الدعم والمساندة لجهود الأمم المتحدة والأمين العام السيد أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الشخصي السيد ستيفان دي مستورا من أجل إيجاد حل توافقي وواقعي وذي مصداقية لهذا الصراع، كما ثمن بالمناسبة الجهود الواقعية والملموسة التي يبذلها المغرب في هذا الصدد.
وبالمناسبة أطلع السيد النعم ميارة الوفد البرلماني الإيطالي على عدد من الحقائق التاريخية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة ما يتصل بدور الأمم المتحدة في إيجاد حل للنزاع وفشلها إلى حد الساعة في مساعيها المحمودة، بالرغم من تعاقب ثمانية مبعوثين شخصيين للأمين العام المتحدة على إدارة الملف.
وأضاف أن مسلسل التسوية الأممي القائم على مقاربة الإستفتاء المتجاوزة توقف منذ 1997 بسبب الصعوبات التي تكتنف عمليات تحديد هوية الهيئة الناخبة، مما حدا بالمغرب، في إطار ممارسة حقوقه التاريخية وتحمله لمسؤولياته، إلى محاولة التغلب على هذا العجز الأممي من خلال التقدم بمقترح الحكم الذاتي الذي يمنح صلاحيات واسعة لساكنة الأقاليم الجنوبية في تدبير شؤونها العامة ما عدا ما يرتبط بالأمور السيادية، وهو مقترح نابع من رغبة الساكنة، ممثلة في المنتخبين والمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية(الكوركاس) والمجتمع المدني، ويشكل حلا يمكن أن يرضي الجميع.
كما أثار السيد الرئيس انتباه الوفد الإيطالي إلى استمرار المأساة الإنسانية المتعددة للنزاع لا سيما بالنسبة لساكنة مخيمات تيندوف التي تعيش ويلات القهر والاضطهاد والتشتت العائلي، داعيا في هذا الإطار البرلمانيين الإيطاليين إلى العمل والإسهام في وضع حد لهذه الأزمة المتفاقمة، خاصة في ظل تفشي ظاهرة اختلاس المساعدات الغذائية الإنسانية الموجهة من لدن الدول الأوروبية لمخيمات تيندوف، حيث يتم بيعها في أسواق الدول المجاورة، وتوظف الأرباح المتأتية من هذه التجارة غير المشروعة في تمويل عمليات تهريب الأموال والمخدرات والبشر التي تصل تداعياتها السلبية إلى أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى