بركة: المغرب حقق إنجازات على صعيد محاربة التطرف بالنسبة للمهاجرين
الدار/ عفراء علوي محمدي
أعلن الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، اليوم الخميس بمجلس النواب، عن إطلاق أولى أشغال منتدى الحرية، بتعاون مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، من أجل مناقشة قضايا الهجرة والطاقات المتجددة على الصعيدين الوطني والإفريقي، تحت شعار "التنمية الإنسانية في خدمة السلام العالمي".
وفي هذا الصدد، قال عبد المجيد الفاسي الفهري، رئيس الاتحاد والبرلماني الاستقلالي، في كلمته بالمناسبة، أن هذا الاتحاد اختار نقاش قضايا الهجرة والطاقات المتجددة "لمواجهة التحديات المرتبطة بالمجالين، وزيادة منسوب الوعي لدى الشباب حول الوضع البيئي الهش وقضايا الهجرة في إفريقيا ومن إفريقيا نحو أوروبا"، على حد قوله.
وشدد الفاسي الفهري على أهمية البعد البيئي في صناعة السلام والرفاه الإنسانيين، مشيرا إلى أن المتغيرات البيئية الآن تحتم الاستفادة بشكل أكبر من التنمية المستدامة، وذلك حسب أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها المنظومة الدولية سنة 2015، وكذلك أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063 التي تنكب على الاهتمام بالطاقة.
من جهة أخرى، أفاد البرلماني الاستقلالي أن منتدى الحرية هو فرصة لتسليط الضوء على أهداف الميثاق العالمي للهجرة، "وهو مناسبة لصياغة حلول توافقية لمحاربة الهجرة السرية وخلايا الاتجار في البشر"، وفق تعبيره.
من جانبه، أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في كلمته الافتتاحية، أن موضوع منتدى الحرية بالغ الأهمية، لارتباطه بقضايا الهجرة والطاقات المتجددة والانتقال الطاقي في كل بلدان العالم، مؤكدا أن هذه المحاور "هي مواضيع أساسية تستشرف المستقبل، وقد انخرطت فيها بلادنا بقوة، وباعتراف دولي، منذ توقيعها على اتفاقيات دولية حول الهجرة، ومنذ أن اختير المغرب لتنظيم مؤتمر الأطراف COP22".
وصحح بركة بعض المغالطات الرائجة حول الهجرة بالخصوص، قائلا: "هناك اعتبار بأن الهجرة في إفريقيا موجهة لأوروبا، إلى أن 80 في المائة من المهاجرين الأفارقة يهاجرون داخلها، و20 في المائة يتجهون لأوروبا".
وسجل أن المغرب وضع مقاربة خاصة لمواجهة هذه الإشكالية والتفاعل معها منذ قرون، وتتمثل في البعد الأمني بمحاربة الاتجار في البشر وشبكات الهجرة باتفاق مع إسبانيا، حيث تم تقليص 74 في المائة من الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا بفضل المقاربة الأمنية المغربية، مع تفكيك شبكات الاتجار في البشر.
وبخصوص البعد الثاني، فيشمل المقاربة الإنسانية، التي أكد بركة من خلالها أن المغرب يساهم في تسوية أوضاع 50 ألف مهاجر سنويا، ومنحهم حقوق العيش بأمان في المغرب وفق القانون، مع فتح المجال للمهاجرين لولوج الخدمات الصحية والمدرسية بالمجان.
أما على مستوى البعد الثالث، أكد بركة أن المغرب حقق إنجازات على الصعيد محاربة التطرف بالنسبة للمهاجرين، حيث يساهم في عمليات حفظ السلم الإفريقي ويواجه التطرف والإرهاب من خلال تكوين الأئمة الأفارقة على قيم الوسطية والاعتدال والانفتاح والتضامن، "كما أن المجلس العلمي يساعد على الاجتهاد والعمل على مواجهة التطرف".
في البعد التنموي، حسب بركة، يعمل المغرب على دعم الاستثمار في إفريقيا، ومحاربة الفقر وتحسين ظروف عيش الدول الإفريقية جنوب الصحراء، من خلال حضوره البنكي ب26 دولة، وإنشاء شركات الإتصالات ب10 دول، فضلا عن تطوير التجهيزات التحتية على مستوى التعليم والتعليم العالي والمجال الصحي والتعاون والخدمات.
وفي الجانب البيئي، أكد بركة ان المغرب قدم مبادرات حقيقية لمواجهة التحولات والتغيرات المناخية، لتحسين المردودية في إفريقيا ومحاربة التغيرات المناخية في المجال الفلاحي، من خلال اتفاقية التبادل الحر وميثاق المحافظة على باتفاق مشترك من طرف البرلمان المغربي، فضلا عن استراتيجية مؤتمر باريس ومراكش للتغيرات المناخية استندت على تجارب ناجحة في هذا الإطار.
بدوره، اعتبر نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أن منتدى الحرية الإفريقي هو فضاء لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات الفاعلين المؤسساتيين لبلورة إطار مرجعي يقوم على رفع التحديات البيئية ومواجهة مشاكل الهجرة.
وأكد مضيان، في مداخلته بالمناسبة، أن المنتدى، "سيتطرق لمواضيع مهمة تخص الحوار بين الثقافات، والتعايش بين الشعوب، بغض النظر عن البعد الإفريقي، فالمغرب كان منذ 12 قرنا حاضنا للتنوع الثقافي بصور متعددة".
وأفاد أن المغرب يعد منارة عالمية للحوار بين الحضارات، بأبعاد إنسانية تتجسد في قبول الآخر، وهذا ما نص عليه الدستور، فضلا عن خطاب الملك الأخير عند حضور بابا الفاتيكان، والذي قال فيه أنه أمير المؤمنين جميعاد باختلاف شعائرهم الدينية.
وأكد أن الفريق الاستقلالي يضع ثقته بالشباب، "الذين يشجعون مبادئ الحرية فردية كانت أو جماعية، والخروج في هذا اللقاء بتوصيات عمادها التضامن العالمي في أبهى صوره الإنسانية"، مشيرا إلى أن أغلب أعضاء الاتحاد الديمقرلطي هم شباب.
ويتضمن المنتدى جلستين رئيسيتين، يحضرها فيهما 150 مشارما قدموا من 30 دولة بإفريقيا وخارجها، وتتمحول الجلسة الأولى حول موضوع الطاقات المتجددة، تهدف إلى تحليل رهانات الولوج للطاقات النظيفة والمتجددة، والتطرق لكل المواضيع المرتبطة بمجال الطاقة، ثم البحث عن آليات تمويل الانتقال الطاقي، بمشاركة كل من مصطفى الباكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وأنا فاسارا، سفيرة فنلندا بالمغرب، ودافيد كويري، باحث في الجغرافيا من جامعة السربون.
أما بخصوص الجلسة الثانية، فيشارك فيها كل من عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وكلوديا وايدي، سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، وعبد الفتاح الزين، أستاذ باحث بجامعة محمد الخامس، وتروم إلى المساهمة في التفكير الاستراتيجي حول الهجرة، وتحديد التدابير المناسبة لضبط تدفقات المهاجرين، وتحديد وفهم آليات التعاون الدولي لتدبير الهجرة.