بقلم : يونس التايب
كما توقعت في آخر مقال كتبته حول مصير مدرب المنتخب الوطني، تسربت معلومات شبه أكيدة تفيد بأننا سنشهد، خلال الأسبوع القادم، عملية إخراج منتخبنا من “نفق” وحيد حاليلوزيتش.
إلى حدود الساعة، تسير الأمور في اتجاه تكريس سيناريو الثقة في كفاءة أولاد البلاد. و سيكون ذلك السيناريو، إذا ما تم، أمرا رائعا، لأنني أومن أن الرهان على “تمغرابيت” يمكن أن يحمل حلولا كثيرة لرفع تحديات التأهيل الشامل في مجال الرياضة، كما في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والمعرفة، وفي جوانب أخرى من أمور الدين والدنيا.
بالتأكيد، المنتخب المغربي لكرة القدم لديه رصيد من اللاعبين بمؤهلات تجعلهم يتميزون في المونديال، بشرط إضافة لاعبين آخرين، و تغيير الإدارة التقنية للمنتخب الوطني و جلب مدرب يجمع بين الكفاءة والغيرة الوطنية، يستطيع وضع خطط تقنية و تكتيكية ناجعة، و تحميس اللاعبين المحترفين بالشكل الإيجابي المطلوب. و لدينا فرصة ممتازة لنمنح المنتخب مقومات تحقيق الأفضل، عبر اختيار مدرب كفؤ تجري في دمائه تمغربيت، يكون قادرا على تشكيل فريق تنافسي، يضم أفضل ما أنتجته البطولة الوطنية من لاعبين، و أفضل المغاربة الذين يلعبون في دوريات العالم، لنسير بعيدا في مجموعة “بلجيكا و كرواتيا و كندا”، و نتأهل إلى الدور الثاني، و ربما إلى الدور الثالث.
وحيد حاليلوزيتش لم يعد رجل المرحلة، وسلبيات استمراره أكبر من الإيجابيات الممكنة من بقائه. وهنالك إجماع على أن الرجل لم يقدم، ولن يقدم، شيئا يستحق معه مزيدا من الثقة. و لن نخسر شيئا بمغادرته المنتخب، اللهم الشرط الجزائي لمستحقاته المالية، التي يمكننا، على كل حال، تدبير أمرها.
و حتى تكون الأمور واضحة، من الناحية المبدئية لم أكن يوما ضد الاعتماد على كفاءة أجنبية لتدريب المنتخب الوطني، بشرط أن لا تتوفر مثل تلك الكفاءة في السوق الداخلي للمدربين. يعني إذا كان المدرب الأجنبي “واااعر” و كفاءته أكبر من كفاءة المدرب المغربي، مرحبا به. لكن، هذا لا يغير إيماني بأن توفر شرط الكفاءة مع روح الانتماء والغيرة الوطنية، لا يمكن إلا أن يزيد من قوة الشحنة التي تمنحها الكفاءة التقنية للمدرب للاعبيه، و ينتج عن ذلك أثر أكبر على مردودهم و نتائجهم في الملعب.
لذا، أتمنى أن يقبل أصحاب القرار الرياضي برفع تحدي التميز المغربي، خاصة أن أمامنا الوقت للاستعداد الجيد بمجموعة يدربها إما الحسين عموتة، و هو اختياري الأول، أو وليد الركراكي، و هو اختياري الثاني. و كلامها يعرف المنتخب و اللاعبين، و يعرف جيدا نقط الضعف و القوة فيه.
هذه قناعتي، أكتبها من باب الغيرة على راية بلادنا، و من باب الثقة في أن الحكمة تنتصر دائما في القرار الرسمي حين يتعلق الأمر بما يمس المصلحة العامة لوطننا.