أخبار الدارسلايدر

تراجع السياحة في ورزازات والوضع في حاجة الى خطة للاقلاع مجددا

الدار/ تحليل
لم يتبق سوى أيام قليلة على نهاية فصل الصيف، الذي يشكل ذروة الموسم السياحي في المغرب، بينما تعكس الأرقام المسجلة، تراجعا مهولا في القطاع السياحي بمدينة ورززات، التي شكلت الى وقت قريب قبلة لكبار المخرجين العالميين من أجل تصوير أفلامهم، كوجهة ذات سمعة وطنية وعالمية.
وضعٌ طال أيضا، ليشمل عددا كبيرا من المدن المغربية الأخرى، التي فقدت بريقها كوجهة سياحية مفضلة سواء للمغاربة أو للاجانب.
من جهتها، سبق لوزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني في حكومة عزيز أخنوش فاطمة الزهراء عمور، التأكيد في تصريحات إعلامية “أن القطاع السياحي في البلاد يعاني من حالة حرجة جدا، بعد أزيد من سنتين من الاغلاق بسبب جائحة كوفيد، مؤكدة أن التعافي الكامل سيتطلب على الأقل ثلاث سنوات”.
حقيقةٌ مقلقة، على إعتبار أن السياحة في المغرب، هي المحرك الحقيقي للاقتصاد، وتمثل حوالي سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفيما شهدت بعض الجهات على غرار مدن الشمال، انتعاشا نسبيا، يبدو الوضع مثيرا للاستغراب في ورزازات، التي مر منها ليوناردو ديكابريو وتوم كروز، وشهدت تصوير أفلام عالمية شهيرة، على غرار فيلم لورانس العرب، فضلا عما تتوفر عليه من عناصر جذب كالجبال، والقلاع والقصبات التاريخية الفريدة، لتتحول اليوم الى مجرد نقطة عبور ثانوية.
وكدليل على ذلك، فإن معدل الإشغال في الفنادق والمآوي السياحية وبيوت الضيافة لم يتجاوز وللعام الثاني على التوالي عتبة 23٪. وبالمثل، فإن متوسط مدة الإقامة لم يتجاوز ليلتين في أحسن الأحوال.
وضعٌ لم تتأثر منه فقط المؤسسات الفندقية التي أغلقت أبوابها بعدما أشهرت افلاسها، بل طال أيضا باقي القطاعات المرتبطة بالنشاط السياحي، ليفاقم المعاناة ويضاعفها.
في هذا السياق، فإن وضع خطة عاجلة، لإنقاذ قطاع السياحة في ورزازات ومعها باقي المدن المغربية، التي تعاني بدورها ركودا سياحيا، أمر ملح للغاية.
والحل طبعا، لن يكون إلا من خلال، تسطير وتنفيذ استراتيجية تسويقية ترويجية، لهذه الوجهات، بشراكة بين كل من وزارتي الثقافي والسياحة، جنبا الى جنب مع وضع خطة لتطوير القطاع، عبر اعادة تأهيل البنية التحتية المتدهورة.
ومن ناحية أخرى، توفير التكوين اللازم للموارد البشرية، بالشكل الذي يؤهلها لاستقبال السياح بأساليب حديثة تضمن عودتهم مجددا.
وتبعا لذلك، فإن ما يحتاجه القطاع السياحي، لتحقيق انطلاقة جديدة، في مدينة ورزازات، هو اعطاء الأولوية لتقديم خدمات ذات جودة عالية، مع ما يعنيه ذلك، من تهيئة بنيات استقبال وفق معايير عالمية، وتوفير خدمات من الطراز الرفيع.
وهذا طبعا لن يكون كافيا لوحده، دون إنشاء الطرق والطرق السيارة والمستشفيات الجامعية، وتوفير وسائل نقل متنوعة، واطلاق حملات تحسيسية توعوية، لتثقيف المواطن المغربي عموما، على طريقة التعامل مع السياح سواء منهم المغاربة أو الاجانب، تفاديا لماء قد يتعرضون له من سوء معاملة ، سواء من بعض مقدمي الخدمات الفندقية، أو من بعض سائقي سيارات الأجرة، أو بعض التجار، وغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى