أخبار الدارسلايدر

تزويد البوليساريو بطائرات مسيرة إيرانية.. هل يبحث نظام الملالي عن تصدير الفوضى إلى المغرب الكبير؟

الدار/ تحليل

 

تصريح وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة الذي أكد فيه أن المغرب يعاني من التدخل الإيراني يأتي في سياق أمني وإقليمي حساس جدا. فهو يستند إلى معطيات أمنية دقيقة حول مختلف محاولات التغلغل الإيراني في المنطقة والتقارب مع بعض الأنظمة التي تعاكس الوحدة الترابية للمغرب، وعلى رأسها طبعا الجزائر، وصنيعتها البوليساريو. كما أن هذا التصريح القوي يأتي بعد أيام قليلة فقط من تداول تقارير إعلامية خبر حصول جبهة البوليساريو على طائرات مسيرة من صنع إيراني، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحدث إلا بوساطة وتمويل رسمي من النظام العسكري في الجزائر. كما أن موقف الخارجية المغربية يأتي في ظل هذه الأجواء المشحونة التي يحاول الإعلام الجزائري تغذيتها بالتهييج والتجييش ضد المغرب وتحالفاته التقليدية والجديدة.

من المفيد في هذا السياق أيضا الانتباه إلى التطورات الأخيرة التي يعيشها النظام الإيراني الواقع تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية اليومية ضد نظام الملالي بعد مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني. هناك حالة من الاهتزاز يمرّ بها هذا النظام الذي احترف تصدير القلاقل والفتن إلى كل دول المنطقة المجاورة، وخصوصا في العالم العربي، وكان مسؤولا مباشرا عن تدمير بلدان عديدة كالعراق وسوريا. وفي مثل هذه الظروف الضاغطة على رخاء النخبة الحاكمة في طهران، يُقدم هذا النظام على خطوات إضافية، قد تكون أحيانا علامة على التوتر، من أجل توسيع دائرة الفوضى. فإذا كانت منطقة المغرب العربي قد نجت بشكل نسبي إلى يومنا هذا من مظاهر زعزعة الاستقرار التي نجحت إيران في نشرها بإيران ولبنان وسوريا والعراق، إلا أن دخول هذا النظام في حالة من الشك في المستقبل قد يدفعه إلى اتخاذ خطوات انتحارية بنشر المزيد من الفوضى وتوزيع الأسلحة والدعم العسكري من أجل التغطية على ما يحدث في الجبهة الداخلية.

بالمناسبة لقد أصبح الشعب الإيراني على سبيل المثال أكثر وعيا اليوم بما يقوم به هذا النظام في مجال استغلال الجبهات الخارجية من أجل التمويه وتصريف الأزمات الداخلية. الحرب مع العراق أو تهديدات إسرائيل وأمريكا أو غيرها من الذرائع التي كان يستغلها نظام الملالي لقمع الشعب الإيراني هي مجرد أسباب واهية لم تعد مقبولة في أوساط الجيل الإيراني الجديد. ومن هنا فإن الجنون الذي قد يصيب هذا النظام بسبب فشل تفجير العراق أو لبنان أو غيرهما في تهدئة الأوضاع داخليا، قد يدفعه إلى البحث عن فتح جبهات جديدة ولو كانت بعيدة جغرافيا. لن نستبعد أبدا أن تكون الأنباء التي تتحدث عن تزويد انفصاليي البوليساريو بطائرات مسيرة إيرانية معطيات صحيحة لأن من المعتاد أن يلعب هذا النظام تكتيك تشتيت الانتباه، كما أنه يريد أن يؤكد للدول الغربية أنه دائما قادر على أن ينقل الفوضى إلى أي نقطة جغرافية أراد في هذا العالم.

لقد اعتاد هذا النظام على التفاوض مع خصومه في الغرب عبر خلق بؤر توتر ومناطق فوضى شاملة، كما أنه احترف صناعة الحروب بالوكالة عبر تمويل وتدريب ودعم حركات انفصالية أو إرهابية. ويسود اليوم إجماع في جل الدول العربية شعوبا وحكومات على أن النظام الإيراني كان ولا يزال نظاما مدمرا مارقا يطمح إلى الهيمنة على المنطقة وعلى مقدّراتها ويهدف إلى تصفية حسابات طائفية تاريخية وقديمة، على حساب استقرار هذه الدول وعلى حساب أمنها وأمن شعوبها. لكن من الضروري أن يدرك ملالي إيران أن حدود المغرب حدود حارقة وأن أي محاولة للتوغل في المحيط الأمني لبلادنا وفي دائرة مصالحها العربية والإفريقية سيقابله الرد المناسب والموازي سواء عسكريا أو سياسيا أو روحيا.

زر الذهاب إلى الأعلى