الرباط و أبوظبي تتفقان على إقامة مشاريع في مجال الصناعة الدفاعية وتعزيز التدريبات العسكرية الثنائية
الدار- خاص
يرتبط المغرب والإمارات بتعاون أمني وعسكري، ودفاعي، وطيد، يتعزز يوما بعد يوم بتوقيع اتفاقيات، وعقد مباحثات لدراسة التحديات الأمنية الإقليمية التي تواجه البلدين، خصوصا وأن البلدان راكما تجربة مهما في المجال الأمني و الاستخباراتي.
إقامة مشاريع في مجال الصناعة الدفاعية
خلال الزيارة الرسمية، التي قام بها الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، من 18 إلى 19 أكتوبر 2022، على رأس وفد هام، تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال الدفاع وتبادل التجارب وإقامة مشاريع مشتركة في مجال الصناعة الدفاعية.
ويأتي اتفاق المغرب والإمارات على تعزيز التعاون الثنائي في مجال الصناعة الدفاعية، في وقت يعتزم فيه المغرب تعزيز قدرات الجيش الدفاعية، و إعطاء الأولوية للدفع قدما بمخطط تجهيز وتطوير القوات المسلحة الملكية وفق برامج مندمجة ترتكز خصوصا على توطين الصناعات العسكرية وتنمية البحث العلمي، كما جاء في الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيسها.
وبغية تحقيق هذه الأهداف، يتطلع المغرب الى إبرام مجموعة من الشراكات والاتفاقيات مع مراكز البحث والجامعات المغربية بغية تنفيذ مشاريع ذات قيمة تقنية عالية، من أجل تطوير تجهيزات ذاتية للقوات المسلحة في مجالات مختلفة، كما اعتمدت المملكة مد جسور التعاون بين قوات المسلحة الملكية ونظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة، والتي أسفرت عن نتائج محمودة زادت من إشعاع الجيش وحضوره الدولي.
أما في الامارات، فتعرف الصناعة الدفاعية، تطورا كبيرا، حيث نجحت دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها العالمية بمجال الصناعات الدفاعية على مدار نحو نصف قرن، وأصبحت تحتل مكانة عالمية رائدة، كما تتنوع الصناعات الدفاعية في الدولة في العديد من القطاعات الرئيسية من أهمها: صناعة الأسلحة والذخيرة، الصواريخ، الطائرات، الأنظمة الذاتية، الآليات البرية، السفن والأنظمة البحرية.
التعاون الأمني والعسكري بين المغرب والامارات
خلال لقاء الجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، فاروق بلخير، بالفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، بحضور الضباط العامين المعنيين بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، تم الاتفاق على تعزيز االتعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الإماراتية، خاصة في الشق العملياتي.
كما اتفق المسؤولان على تعزيز التدريبات العسكرية الثنائية أو في إطار متعدد الأطراف، من خلال المشاركة في التدريبات واسعة النطاق، من قبيل “الأسد الإفريقي”.
يعود التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الإماراتية، إلى عام 1980، السنة التي تم فيها التوقيع على أول اتفاق عسكري، وقد تم تعزيزه بالاتفاق- الإطار الموقع في شهر ماي 2006.
و تعزز التعاون الأمني و العسكري بين الرباط و أبوظبي، باتفاقية مهمة جدا، جرى توقيعها سنة 2015، بحضور كُل من جلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، آنذاك.
وتهم هذه الاتفاقية، تعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، و تنص على توسيع التعاون، ليشمل مجالات السياسات الأمنية والدفاع وإقامة دراسات وأبحاث في الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى التعاون في القوانين العسكرية، مع دعم الإمداد العسكري، والخدمات الطبيبة، والعمليات الإنسانية، في حفظ السلام. وقد وقع هذه الاتفاقية عن الجانب الإماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، وعن الجانب المغربي محمد حصاد وزير الداخلية الأسبق.
ويلتزم الطرفان، وفقا لبنود الاتفاقية العسكرية، على حماية المعلومات، أو المواد المصنفة طبقا لدرجة السرية، أو تحديد آخر ما يمكن أن تحمله تلك المعلومات والمواد، وذلك في حالة تبادلها أثناء تنفيذ هذه الاتفاقية، وأيضا على أن “يستمرا في حماية تلك المعلومات بعد انتهائها”.
ولتفعيل بنود هذا التعاون العسكري بين المغرب والامارات، أصدر جلالة الملك محمد السادس ظهيرا ملكيا يأمر تنفيذ بنود الاتفاقية، والتي تنص على تشكيل الطرفين لجنة مشتركة للتعاون العسكري، لمدة خمس سنوات، ويتم تلقائيا تمديدها لفترات متعاقبة، مدة كل منها خمس سنوات.
وفي هذا الاطار، عهد إلى اللجنة المشتركة بين البلدين، تحديد الآليات الملائمة لتنفيذ الاتفاقية المذكورة، وكذا الاتفاق على مذكرات التفاهم، أو البروتوكولات، أو الترتيبات التي تتم بموجبها، كما تجتمع اللجنة المشتركة بانتظام في كل من البلدين بالتناوب، أو حسب ما يقرره الطرفان خلال اجتماعهما.
وقبل ذلك، وبالضبط في سنة 2014، أصدر جلالة الملك محمد السادس، تعليماته لـ”تقديم المملكة دعما فعالا لدولة الإمارات العربية المتحدة في حربها على الإرهاب والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليميين والدوليين”، حيث أكد بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، آنذاك، أن هذا العمل “يأتي لتعزيز تعاون عسكري وأمني متعدد الأوجه يمتد على فترة طويلة مع بلدان الخليج”، مشيرا إلى أن ” المساهمة ستشمل جوانب عسكرية عملياتية واستعلاماتية”.
تعاون في مجالات التكوين وتبادل الزيارات والدعم العملياتي والتقني
وتواصل التعاون العسكري بين المغرب ودولة الامارات العربية المتحدة، الذي تؤطره اتفاقية إطار، تم توقيعها في ماي 2006، وتهم على الخصوص، مجالات التكوين وتبادل الزيارات والدعم العملياتي والتقني وكذا على مستوى المعدات، حيث تباحث الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، يوم الثلاثاء 28 شتنبر عام2021، في الإمارات، مع محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي، بحضور حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة.
في 29 مارس 2021، قام الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بزيارة للمملكة على رأس وفد عسكري هام، حيث حظي باستقبال عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بتعليمات ملكية سامية.
وقد شكل هذا اللقاء فرصة للمسؤوليْن لتسليط الضوء على العلاقات الأخوية وجودة التعاون متعدد الأشكال، الذي يجمع المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، كما تناولت المباحثات بين المسؤوليْن أيضا، تعزيز التعاون العسكري المغربي-الإماراتي وسبل الارتقاء به إلى مستوى العلاقات المتميزة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين.
كما حظي الوفد الاماراتي، أيضا، وتنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، باستقبال من طرف الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، على مستوى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط.
ونظرا لأهمية هذا اللقاء، فقد جرت المباحثات بحضور رؤساء المكاتب المعنية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، ومفتش القوات الجوية الملكية، وكذا أعضاء الوفد الإماراتي والملحق العسكري بسفارة الإمارات العربية المتحدة في الرباط، تناولت مختلف جوانب التعاون العسكري بين البلدين.
هذه الزيارات، و المباحثات الهامة، تجسد الإرادة المشتركة والصريحة للمغرب والامارات، من أجل تمتين وتعميق التعاون العسكري الثنائي، الذي يتم تطوير وإثرائه بشكل منتظم، خاصة بفضل اجتماعات اللجان العسكرية المختلطة التي تنعقد بالتناوب بين الرباط وأبوظبي.
وخلال هذا اللقاء، بحث المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة مواضيع مختلفة تتعلق بالتعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الإماراتية، خاصة في الشق العملياتي. كما أشاد المسؤولان بمستوى هذا التعاون، وجددا إرادتهما لتعزيزه بشكل أكبر بما يتماشى مع الإرادة السامية لقائدي البلدين الشقيقين، الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية.
وفي هذا الصدد، اتفق المسؤولان على تعزيز التدريبات العسكرية الثنائية أو في إطار متعدد الأطراف، من خلال المشاركة في التدريبات واسعة النطاق، من قبيل “الأسد الإفريقي”. وخلص البلاغ إلى أن التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الإماراتية يعود إلى 1980، السنة التي تم فيها التوقيع على أول اتفاق عسكري. وقد تم تعزيزه بالاتفاق- الإطار الموقع في شهر ماي 2006.