فن وثقافة

ليلى السليمانية: معجزة الفن التشكيلي تبرز بقرية ضواحي ابن سليمان

الدار/ بوشعيب حمراوي

كشف تنقيب موقع الدار عن المبدعين والمبدعات الواعدين بالمغرب، عن موهبة أو ما تعرف بالمنطقة بـ(بالمعجزة الفنية)، التي أبهرت بلوحاتها التشكيلية زملاءها في الدراسة وكل الأطر التربوية داخل الثانوية الإعدادية يوسف ابن تاشفين بمدينة ابن سليمان وداخل المديرية الإقليمية للتعليم.

إنها التلميذة القروية ليلى الحيمر التي تتابع دراستها بمستوى السنة التاسعة إعدادي، ذات الـ16 ربيعا. جعلت من محيطها البيئي الفلاحي ورشة فنية، تمتص رحيق جمال الطبيعة وترصد حركية الأشجار والنباتات والحيوانات. وتقيس بمنظارها الإبداعي وحواسها الفطرية كل مؤثرات مناخ منطقة عين السفيرجلة بجماعة عين تيزغة… تجمع بين كل هذا لتنسج لوحات فنية فاقت الروعة وتعدت الامتياز والتميز.

بعتاد صغير متواضع.. أقلام عادية ومواد صباغة وأوراق قدر المستطاع. ومائدة بعدة وظائف تشتركها مع أفراد أسرتها المحافظة.. تمكنت ليلى الخجولة من أن تفرز قواها الخارقة في الفن والإبداع. وأن تفرغ مخزونا من الاحترافية الفنية التي اكتسبتها من الطبيعة وحضن والدين همهما تفجير كل طاقات ابنتهما الإبداعية.

أمل ورجاء ليلى ووالديها أن يتم احتضان ابنتهما فنيا. وأن تلقى الرعاية اللازمة من أجل الارتقاء بفنها.. أملهما أن تشارك (ليلاهما)، في معارض وطنية ودولية. وأن تمنح لها فرصة التنافس والاحتكاك والممارسة الاحترافية.. وأن تلقى الدعم المادي واللوجيستيكي لتخرج بفنها التشكيلي ولوحاتها الخارقة، من منزلها الضيق وقريتها الصغيرة، إلى أمكنة وفضاءات أوسع.. حيث أسرتها الكبيرة (الوطن).

أبدعت الطفلة ليلى بأناملها الصغيرة لوحات فنية جميلة، جسدت من خلالها كل ما تراه جميل في محيطها. قاومت وتقاوم المرض،  وقاومت وتقاوم التنقل اليومي من منزلها القروي إلى حيث مؤسساتها التعليمية بالمدينة. وقبلت بحضنها والدين فقيرين بعزيمة قوية وإرادة وطاقة قل نظيرهما. لتستحق فعلا أن تحظى برعاية المعنيين والمهتمين بالفن بالإبداع الواعد.. وخصوصا إن كان صادرا من جيل صاعد.. كما هو الشأن لدى ليلى السليمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى