تقرير حقوقي يفضح معاناة 250 أسرة ببوعرفة مع الواد الحار
الدار/ هيام بحراوي
يعاني حي الواد الحار أو حي "معدر لمصارين" بمدينة بوعرفة، من أوضاع مأساوية ، على اعتبار أن الحي يصنف بين الأحياء الهامشية و العشوائية التي ظهرت في إطار التوسع العمراني، بعد الهجرة الداخلية التي عرفها الإقليم.
ويضم الحي حاليا ما يقارب 250 أسرة ، وقد تأسس الحي بعد إنشاء شبكة الصرف الصحي ببوعرفة سنة 2004 بالقرب من مصب الواد الحار.
وبحسب ما كشفه تقرير حقوقي، أعده فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببوعرفة، توصل موقع "الدار" بنسخو منه، فإن السكان بالحي المذكور يعيشون أوضاعا "مزرية".
فمساكن حي الواد الحار، يضيف التقرير "هي مساكن تقليدية ، مبنية بمواد بسيطة كالحجارة والطين والقصب والزنك ،وتسمى في اللهجات المحلية " الكرابة Graba " وهي لا تتوفر مطلقا على العناصر التي تنص عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، فهي غير صالحة للسكن أصلا ، وتوجد في موقع بعيد عن المدينة ، كما تفتقد لكل الخدمات والمرافق والهياكل الأساسية من ماء وكهرباء وغيرهما، وهي غير ملائمة من الناحية الثقافية نظرا لطابعها البدائي".
كما رصد التقرير الحقوقي، المعاناة الكبيرة للساكنة مع الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والمنبعثة من مصب "الواد الحار" المجاور للسكان وهو ما أدى إلى إصابة عدد من السكان بأمراض كالحساسية والجلد والعينين ، بسبب انتشار الذباب والبعوض ، خاصة عند الأطفال.
وقد أشار التقرير، أنه بالقرب من مصب الواد الحار، أقيمت محطة للتطهير من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وهي محروسة و محاطة بسياج ، إلا أن هذه المحطة ، لا تقوم بدور المعالجة لإعادة استغلال المياه العادمة في أغراض مختلفة ، بل دورها يقتصر فقط على تجميع المياه في صهريج كبير ، وتفريغها لتستعملها الساكنة في الأغراض" الفلاحية " السالفة الذكر.
وطالب الحقوقيون بتخليص الساكنة من الأضرار الناجمة عن الواد الحار بشراكات تبرم مع ممولين في الداخل والخارج ، مع الإستجابة لمطالب الساكنة التي تطالب بإعادة الإيواء وتوفير سكن لائق يضمن الكرامة الإنسانية بعيدا عن الروائح الكريهة والحشرات .
كما طالب الحقوقيون، بالتعجيل بإحداث محطة لتصفية ومعالجة المياه العادمة ببوعرفة ، التي سيساهم فيها كل من المكتب الوطني للماء والكهرباء و الجماعة الترابية لبوعرفة لإنقاذ الساكنة ووقف معاناتها.