الشامي: نقطة نمو واحدة تنتج فقط 30 ألف فرصة شغل
أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، اليوم الأربعاء بالرباط، أن التشغيل ليس فقط عامل إدماج اقتصادي واجتماعي، بل هو "محرك هام للنمو".
وأوضح الشامي، في كلمة له بمناسبة افتتاح الحوار رفيع المستوى حول "الاستراتيجيات وسياسات التنمية من أجل خلق فرص العمل في شمال إفريقيا: تجديد العلاقات"، أن "التشغيل ليس فقط عاملا للإدماج وبالتالي للتماسك الاجتماعي، ولكنه أيضا محرك قوي للنمو، لا سيما من خلال مساهمته في الاستهلاك وفي الإيرادات الضريبية والاجتماعية".
وسجل الشامي في هذا الصدد، أنه "على الرغم من أن النمو في المغرب هو اليوم أكثر مرونة تجاه الأخطار المناخية مع بداية في تنويع محركاته، إلا أن هذا النمو يخلق فرص عمل أقل من السابق"، موضحا أنه ''إذا كانت نقطة نمو يمكنها أن تنتج ما بين 60 ألف و70 ألف فرصة عمل خلال السبعينيات، فإنها تنتج اليوم ما بين 20 ألف و30 ألف فرصة عمل، وهذا في أفضل الأحوال".
واعتبر الشامي أنه من الضروري العمل على مجموعة من الروافع بطريقة متسقة ومنسقة لخلق دينامية جديدة للنمو والإدماج، والتي يمكن أن تؤدي إلى الاندماج من خلال الشغل.
وخلص الشامي إلى أن دول المنطقة مدعوة للعمل في الوقت نفسه، على تحسين مناخ الأعمال، والتوازنات الماكرو اقتصادية، وعلى تنويع العرض وتحسين القدرة التنافسية، وفي أخر المطاف على تعزيز رأس المال البشري.
من جانبها، أكدت مديرة مكتب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا لشمال إفريقيا، ليليا هاشم نعاس، أن البطالة، ولاسيما لدى الشباب، تشكل تحديا هاما لإفريقيا عامة ولشمال إفريقيا خاصة.
وأشارت نعاس إلى أن معدل البطالة في شمال إفريقيا وصل سنة 2018، بحسب مكتب العمل الدولي، إلى 11.5 في المائة وهو من بين المعدلات الأكثر ارتفاعا في العالم، مسجلة أنه على الرغم من التقدم المحرز في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانتعاش الاقتصادي في بعض دول المنطقة التي تشهد تزايدا في معدل النمو، لا تزال منطقة شمال إفريقيا غير قادرة على توفير فرص عمل لائقة بصفة كافية، لتحقيق نمو مستدام وشامل، وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي.
من جهته، سجل المنسق المقيم للأمم المتحدة بالمغرب، فيليب بوانسو، أن العمل اللائق، المقترن بالنمو الاقتصادي والاجتماعي، يوجد في صلب الحقوق والكرامة الإنسانية، وأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالتماسك الاجتماعي، ويشكل أحد المحاور الرئيسية لبناء مجتمع قوي ومرن ومتكامل ومستدام.
وأشار بوانسو إلى أن التقارير الأخيرة كشفت عن وجود فجوة كبيرة بين إمكانات الشباب والنقص في التدريب الذي يعيق ولوجهم إلى سوق العمل، داعيا إلى بلورة برامج قادرة على تلبية احتياجات الشباب وتشجيع روح المبادرة لديهم.
وترتكز أشغال هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، حول ثلاث ورشات ستناقش "الرؤية طويلة المدى: خلق فرص العمل في بيئة متغيرة"، و"المؤسسات وخلق فرص العمل: الأنظمة والحكامة والسياسات العمومية"، و"الولوج إلى الموارد وعوامل الإنتاج: التمويل والمهارات والابتكار". ويشارك في هذا الحوار المنظم من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشراكة مع اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، أطر عليا تمثل القطاعين العام والخاص، والأوساط الأكاديمية من المغرب وإفريقيا.