أخبار الدار

المريزق: “دار القرب والتضامن” فضاء لتشجيع وتفعيل المشاركة المواطنة

الرباط/ حليمة عامر

تعزّزت العاصمة الإسماعيلية للمملكة، مدينة مكناس، أخيرا، بافتتاح "دار القرب والتضامن"، التي تعتبر ثمرة مجهودات وتضحيات لسنوات عديدة، قدمها الفاعل المدني والحقوقي، المصطفى المريزق، معتبرا المشروع حلما تحقق، معبرا بالمناسبة: "هو تجسيد لحلم قديم راودني منذ رجوعي إلى أرض الوطن قادما من فرنسا سنة 2008".

وأوضح، المريزق، في تصريح لموقع "الدار"، أن "هذا المشروع هو مكتب خاص، مؤكدا أنه لا علاقة له بأي حزب أو نقابة أو جمعية، ومفتوح في وجه الجميع، بمن فيهم المهاجرين ومغاربة العالم"، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن الخطوة تعتبر تفعيلا للديمقراطية التشاركية، وتعزيز دور الفاعل الترابي محليا وجهويا ووطنيا، انطلاقا، يتابع المريزق، "من الإيمان بديمقراطية القرب كحاضنة وضامنة للمساواة والمناصفة والتنمية الديمقراطية وحقوق الانسان". يسجل المريزق.

وأضاف الفاعل الحقوقي، أن "هذه المبادرة تهدف إلى المساهمة في إدماج العنصر البشري في محيطه الاجتماعي، ودعم الحماية الأساسية في مجال حقوق الإنسان والتربية عليها والنهوض بها، وكذا المساعدة على الوصول إلى الحق في الولوج إلى المعلومة في كل أبعادها".

كما يهدف المشروع، يواصل المريزق، إلى "تفعيل مبدأ التواصل مع المواطنين والمواطنات وجمعيات المجتمع المدني والشباب والنساء والطلبة، ومساعدتهم  على الاستفادة من الخدمات الاجتماعية العمومية الأساسية والاستثمارات، وتملك مشاريع التنمية المحلية والجهوية ومخططات التنمية للانخراط فيها، والانصات لمعاناتهم واستقبال تظلماتهم و شكاياتهم المعقولة، وتتبعها وإحالتها على الجهات المختصة بعد دراستها من طرف فريق متطوع بالمجان- متعدد الاختصاصات"، يبرز المتحدث ذاته. 

ويعتبر المريزق "دار القرب والتضامن"، مشروعا تطوعيا يضم فضاء لتشجيع وتفعيل المشاركة المواطنة من خلال تمكين النساء والشباب من المساهمة الفردية والجماعية في الحياة العامة"، يشرح المصطفى المريزق، بغية "توجيههم وإرشادهم من طرف فريق العمل"، وحتى لا تبقى المؤسسات الترابية بعيدة وفي انعزالية عن المواطنين وخارج الزمن الاجتماعي، قال المريزق: "سيتم ربط الاتصال مع كل مصالحها للاستفادة من أطرها وكفاءاتها من أجل تسهيل وتبسيط خدمات القرب وضمان الولوج إليها، وتجسير الهوة والفجوة بين المؤسسات المحلية والإقليمية والجهوية والمواطنات والمواطنين وتكسير ثقافة التواصل والتدبير عن بعد".

وعن فلسفة "دار القرب والتضامن"، صرح المتحدث ذاته، أن "يجب تجاوز الانتقادات الاستهلاكية التي تمليها فورة الحمى الانتخابية، والتعبير عن المواقف المبدئية التي يكاد لا يختلف حولها الناس"، حيث شدد، على أن استكمال حلقات المسلسل الديمقراطي، يحتاج إلى الانتقال إلى مغرب الحق في الحماية والخدمات الاجتماعية".

وخلص المصطفى المريزق، إلى "أن النخب تمركزت وابتعدت عن مواطنها الأصلية، وهجرت القرى والمداشر والجبل وأحياء الفقر، وقطعت الطريق على كل أشكال العمل التضامني مع الناس"،  مشددا على أن مقولات "الحياد" و"الضمانات" و "التعليمات" مجرد فقاعات هواء، وأما الواقع اليومي للناس، وخاصة لدى الشباب والنساء، فهو يحتاج لعمل القرب، وللتضامن، وللوقوف إلى جانبهم من دون تسخير سياسي أو أيديولوجي".

وأشار المريزق في ختام حديثه، إلى أن ساكنة جهة فاس مكناس، باتت لها علاقات سيئة بالعمل السياسي، والنقابي والمدني، وبالفنون، وبالآداب، أو بالرؤية الجمالية للأشياء، فهناك عطب حقيقي لبعض الحواس". لكن، يسجل المتحدث، "ورغم ذلك، هناك أمل، وهناك طاقات شابة، جامعية ومثقفة، وفاعلة في العديد من الميادين، قادرة على رد الاعتبار لقيم التضامن الحقيقي بعيدا عن الأوراق المبتذلة والمزيفة وبعيدا عن اللعب الاجتماعي المغشوش والمعروفة نتائجه مسبق".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى