فرنسا تواصل ابتزاز المغرب والتآمر عليه بشتى الطرق
الدار/ هيام بحراوي
تواصل فرنسا إبتزاز المغرب والتآمر عليه بشتى الطرق والوسائل بشكل أصبح واضحا وفاضحا، فبعد المهزلة التي وقعت بالبرلمان الأوروبي بتحريض من فرنسا جاء المقال المخزي لجريدة “لوموند” الفرنسية الذي نشر يوم الثلاثاء الماضي، والذي يدعو بشكل مباشر على لسان البوليساريو بالقيام بهجمات ارهابية بالمملكة ، وهذه تعد أول مرة التي تشجع فيها جريدة فرنسية الإرهاب ضد المغرب .
الكاتب والباحث الأكاديمي والمحلل السياسي، إدريس الكنبوري، أوضح في تصريح لموقع “الدار” ، أن ما يثير في المقال الذي نشرته الجريدة الفرنسية، هو أنها أعطت منبرا لأحد أفراد البوليساريو لكي يوجه الدعوة إلى القيام بأعمال إرهابية ضد البنيات التحتية بالمغرب، وهذا أمر يضيف المتحدث، فاق كل توقع، لأن هذا يعد إشادة بالإرهاب بل توفير منبر للإرهاب.
وأضاف إدريس الكنبوري، أنه في الوقت الذي نرى فيه الصحافة الفرنسية تهاجم الإرهاب في إفريقيا بل تتهم الحكومات الافريقية بعدم الجدية في محاربة الإرهاب، توفر هي غطاء إعلاميا للإرهابيين.
وقال المصدر ذاته، أعتقد أن لوموند، المعروفة بمواقفها ضد المغرب، تريد أن تلعب دورا بين المغرب والجزائر لصالح الأخيرة، وليس مستبعدا تماما تورط المخابرات الجزائرية في الموضوع لأن المرور إلى تندوف يمر عبر السلطات الجزائرية وبتنسيق معها.
وبسبب هذا التحريض الفرنسي ضد المغرب، أصبح موضوع تفويت مشاريع مثل الخطوط الجديدة ل TGV أو ورش بناء و اصلاح السفن بالدارالبيضاء او غيرها من المشاريع الكبرى المهيكلة و الاستراتيجية… لشركات و مؤسسات فرنسية… “سيكون وصمة عار على جبين كل مغربي، و عدم احترام لدماء شهداء الوحدة الترابية…” هكذا تحدث منتدى “فار ماروك” داعيا إلى عدم تفويت مشاريع واستثمارات في المغرب إلى الشركات الفرنسية، بعد القرار الأخير للبرلمان الأوروبي، والذي “وقع بتحريض من فرنسا” على حد قول ذات المنتدى.
فالحكومات الفرنسية ، حسب عدد من المحللين السياسيين دأبت على التعامل مع المغرب كمجالها الحيوي الذي، بحكم وضعية الاستعمار التي خضع لها، تريده أن يبقى حديقتها الخلفية التي لا تنافسها فيها أي جهة دولية أو قوة اقتصادية أخرى.
و رغم حصول المغرب على استقلاله، حرصت فرنسا على التصدي لكل محاولات فك روابط التبعية الاقتصادية والثقافية لها. ذلك أن العلاقات الاستراتيجية التي تربط المغرب بفرنسا لا تسمح لهذه الأخيرة أن تظل تتعامل معه كمستعمرة حديثة الاستقلال بحاجة إلى مساعدة أو توجيه لإدارة شؤون الدولة، فالمغرب خطى خطوات متقدمة وشق طريقه بثبات في مجالات متعددة والدليل على ذلك توجه المغرب نحو عقد شراكات واتفاقيات مع عدة دول غير فرنسا التي أضحت مصدومة من التوجه الذي يسير نحوه المغرب، محاولة بشتى الطرق عرقلة هذا النجاح والتطور .
وتحرص الحكومات الفرنسية على مواصلة التحكم في القرار السياسي لمستعمراتها السابقة، عبر أساليب الضغط والابتزاز التي تتيحها القضايا الشائكة القابلة للانفجار، أكانت إثنية داخلية أو مرتبطة بالحدود التي رسمها الاستعمار.
وحسب المحللين السياسين ، فلم تكن فرنسا تتوقع من المغرب أن يغير قواعد ديبلوماسيته من الدفاع إلى الهجوم ، خاصة مع الدول الأوربية.
وأقوى ورقة تستعملها فرنسا بحسب ذات المصادر لإبتزاز المغرب هي قضية الصحراء المغربية، كأقوى ورقة ضغط لابتزاز المغرب اعتبارا للعضوية الدائمة لفرنسا بمجلس الأمن والصلاحيات التي تتوفر لديها ،وعلى مدى أربعة عقود ظلت فرنسا على نهج هذا الابتزاز، وكان آخرها فوزها بصفقة القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء.
لكن الآن تعالت الأصوات التي تطالب بإيقاف فرنسا عند حدها ، وعدم تفويت مشاريع مهمة مثل الخطوط الجديدة ل TGV أو ورش بناء و اصلاح السفن بالدار البيضاء أو غيرها من المشاريع الكبرى المهيكلة و الاستراتيجية… لشركات ومؤسسات فرنسية، معتبرة أن فرنسا لم تستوعب بعد التغيرات الجدرية في مواقف المغرب، ولم تدرك بعد مغزى عبارة وزير الخارجية المغربي، بأن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، فظلت تعتقد أن نهج الابتزاز الذي اعتادت عليه عقودا سيظل مجديا في جعل المغرب يخضع لها.
لقد تغير الوضع وآن لفرنسا أن تقبل التعامل الندي للمغرب وتبحث عن فرص الارتقاء بعلاقاتها الاستراتيجية معه.