تقرير: 12 في المائة من فتيات المغرب لم يستفدن من التعليم
الدار/ عفراء علوي محمدي
اعترفت منظمة أوكسفام لمحاربة الفقر، في تقرير لها حول خدمات الرعاية الصحية والتعليم، بمجهودات المغرب في محاربة الأمية والهدر المدرسي في صفوف الإناث، حيث أكدت أنه تمكن، في ظرف 11 سنة فقط، من إدماج 88 في المائة من الفتيات في التعليم، في المقابل 12 في المائة منهن لم يستفدن منه، في الوقت الذي لم تكن تحظى سوى 58 في المائة منهن بفرصة التعلم، خصوصا في القرى والمناطق النائية.
وقارن التقرير المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار إلى أن هذه الأخيرة لم تستطع تحقيق ما وصل إليه المغرب في هذا الإطار، حيث بلغت نسبة تمدرس الإناث لديها 90 في المائة بعد زهاء 40 سنة، وهي فترة طويلة بالمقارنة مع الفترة المقتضبة التي تطلبت المغرب لإدناج الفتيات في التعليم.
وأوضح التقرير أن البنك الدولي قد عزز هذه الحقائق في تقارير مختلفة، حيث اعتبر أن "التوسع السريع للتعليم الحكومي في العديد من الدول النامية يفوق بكثير الأداء التاريخي للدول الغنية اليوم".
ومن أجل تحقيق المساواة بين جميع المواطنين على مستوى الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية الفعالة، أوصى تقرير أوكسفام الحكومات بالإصغاء إلى مواطنيها البسطاء، وتقديم الرعاية الصحية وخدمات التعليم مجانا للجميع بمن فيهم النساء، والكف عن دعم خوصصة الخدمات العامة، خصوصا في قطاع التعليم العمومي.
وأكد التقرير على أن الخدمات العمومية تكون أكثر فعالية ونجاعة حين تقدم بالمجان إلى المواطنين، وخصوصا في الدول النامية والفقيرة والدول في طور النمو.
وكان الجدل قد أثير بالمغرب، في الآونة الأخيرة، عن مآل التعليم العمومي ومجانية التعليم، بعد طرح مشروع القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتعليم للنقاش في البرلمان، والذي يقضي بفرض رسوم إلزامية على أبناء الأسر المتوسطة والميسورة في التعليم العالي في مرحلة أولية، قبل أن يتم إقرارها في التعليم الثانوي والإعدادي في مرحلة ثانية.
وكانت التنسيقيات التعليمية الأكثر تمثيلية في مظاهرات واحتجاجات مختلفة، بالعاصمة الرباط، لرفض هذا القانون الذي اعتبرت "ضاربا لمجانية التعليم في العمق"، ومن شأنه "القضاء على المدرسة العمومية"، متسائلة عن نوعية الأسر التي ستخضع للرسوم والضرائب من أجل تسجيل أبنائها، على اعتبار أن "الطبقة المتوسطة غير موجودة في المغرب، وأن الفقراء هم الذين ستفرض عليهم هذه الرسوم دون سواهم".