أخبار دوليةسلايدر

الإمارات وباكستان.. علاقات تاريخية وتبادل تجاري متزايد

تمثل زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، إلى جمهورية باكستان الإسلامية دعماً جديداً للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين.

وتجمع الإمارات وباكستان، روابط تاريخية، ورؤى مشتركة، منذ عقود من الزمن ، حيث حرصت الإمارات منذ قيام الاتحاد عام 1971، على تأسيس علاقات دبلوماسية قوية مع باكستان، مبنية على المصالح المشتركة والروابط والقواسم السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

وفي هذا الصدد ، شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين نمواً متسارعاً في مختلف المجالات الحياتية، حتى باتت نموذجاً في الشركات الاستراتيجية، بفضل تقارب الرؤى في القضايا ذات الأهمية الإقليمية والعالمية، وتأكيد البلدين على ضرورة مكافحة انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم و الثقة، و الاحترام، والمصالح المتبادلة.

ويجمع الطرفان أكثر من 28 اتفاقية ومذكرة تفاهم، في العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتنموية، مما ساهم في نمو العلاقة بين البلدين، وعزز منظومة العمل المشترك.

وخلال السنوات الماضية، شهدت هذه العلاقات تطوراً نوعياً، بلغت ذروتها في سنة 2019، بمناسبة لقاء رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارته إلى إسلام آباد، رئيس وزراء باكستان عمران خان، إذ جرى خلال الزيارة بحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ومختلف جوانب العلاقات السياسية والاقتصادية و الاستثمارية، والتنموية.

ومنذ هذه الزيارة، ارتفعت حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وجمهورية باكستان الإسلامية لتتجاوز 15 مليار درهم بنهاية 2019 بزيادة مقدارها 3.2 مليارات درهم عن عام 2018 وبنسبة نمو 30 في المائة حسب تقديرات وزارة الاقتصاد .
وتعد دولة الإمارات ثالث أهم شريك تجاري عالمي لباكستان، حيث تستحوذ على أكثر من 8 في المائة من تجارتها الخارجية، كما تعتبر الإمارات واحدة من أهم 5 وجهات تصدير لباكستان، والأولى في العالم العربي، كما أن 10 في المائة من إجمالي واردات باكستان من العالم تأتي من الإمارات.

وعلى صعيد الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، بلغت قيمة الاستثمارات الباكستانية المباشرة في الإمارات أكثر من 2.3 مليار دولار بنهاية عام 2019، فيما بلغ الاستثمار المباشر لدولة الإمارات في باكستان 4.4 مليارات دولار بنهاية عام 2018، وهي حالياً في المركز الرابع بين الدول المستثمرة في الأسواق الباكستانية.
أما بخصوص الشركات الإماراتية ، كشفت الأرقام عمل أكثر من 26 شركة في باكستان، وهناك توجه نحو استكشاف قطاعات جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، إلى جانب ذلك دعوة المؤسسات والشركات الباكستانية للاستفادة من إمكانات البنية التحتية التي تتمتع بها دولة الإمارات، لتكون انطلاقة للوصول إلى أسواق جديدة، وفتح آفاق التعاون بين البلدين.
كما يلعب الطيران دوراً مهماً للغاية في تعزيز حجم التجارة الثنائية، حيث تقلع أكثر من 90 رحلة أسبوعياً من الإمارات العربية المتحدة إلى مدن مختلفة في باكستان . كما ان عدد العمال الباكستانيين يقدر بحوالي 1.6 مليون باكستاني في الإمارات، ويقومون بتحويل مبالغ بقيمة 4.45 مليارات دولار سنويا، حيث تسهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الكلي لباكستان.
الإمارات تواصل برامج الدعم الإنساني و المشاريع التنموية في باكستان

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من اشهر الدول التي تقدم مساعدات إنسانية في العالم لجميع المجتمعات دون اي خلفية سياسية أو اقتصادية.
ومن هذا المنطلق الثابت في العمل الإنساني والخيري وإغاثة المتضررين والمنكوبين، كانت ولا تزال الإمارات من أوائل الدول الداعمة لباكستان في كل الازمات والكوارث التي تتعرض.

* مساعدات إنسانية :

وبعد تعرض باكستان في غشت 2022 لأسوأ كارثة فيضانات مدمرة، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتأثر بها أكثر من 33 مليون شخص، أمر رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإطلاق مبادرات إنسانية وتسيير رحلات إغاثية عاجلة، لدعم النازحين من المناطق التي شهدت السيول والفيضانات، تمثلت بنحو 3 آلاف طن من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيم لإيواء المتضررين.

وفي مطلع سبتمبر الماضي، وجه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتسيير مساعدات غذائية عاجلة بقيمة 50 مليون درهم للأفراد والأسر الذين تأثروا بتداعيات الفيضانات الواسعة.

وفي خطوة تعكس الالتزام الجماعي للإمارات بدعم الشعب الباكستاني، تم إطلاق حملة “نحن معكم” بهدف تجهيز وتقديم الآلاف من حزم إغاثة طارئة للنساء والأطفال المتضررين من كارثة الفيضانات، وشارك فيها أفراد المجتمع من مواطنين و مقيمين، إلى جانب العديد من المنظمات الإنسانية المحلية من جميع أنحاء الدولة.
وفي مبادرة أخرى من “زايد الإنسانية العالمية” للتخفيف من معاناة المرضى الفقراء، تم إرسال مستشفى ميداني وعيادات متنقلة للمناطق المتضررة من السيول والفيضانات في القرى الباكستانية تحت شعار “لا تشلون هم”، لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية ووقائية، وتغطي العيادات المتنقلة أكثر من 50 قرية.

* دعم طبي دائم :

من جهة أخرى ، تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة و بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساهمات كبيرة في برنامج القضاء على شلل الأطفال في باكستان، حيث أسهمت في التكاليف التشغيلية السنوية اللازمة لعام 2021 لحماية ما يقرب من 16 مليون طفل دون سن الخامسة من شلل الأطفال، في 84 مقاطعة من أكثر المناطق خطورة في باكستان وتوفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في الخطوط الأمامية. كما قدمت الإمارات خلال السنوات الـ8 الماضية أكثر من 647 مليون جرعة من اللقاحات ضد شلل الأطفال إلى 119 مليون طفل، كما خصصت الدولة 53 مليون دولار للفترة 2023-2026 للاستمرار في حملة التطعيم كجزء من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.

* مشاريع تنموية :

تأكيداً على الروابط الأخوية المشتركة والعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين، أطلقت الإمارات منذ سنة 2011، برنامجاً لمساعدة باكستان بتكلفة إجمالية قدرها 450 مليون دولار لإعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت من جراء الفيضانات المدمرة والكوارث الطبيعية في مقاطعة خيبر بختونخوا وباجور وجنوب وزيرستان، فيما بلغت قيمة المساعدات الإماراتية الإغاثية خلال الـ5 سنوات الماضية أكثر من 2.4 مليار دولار كإمدادات إغاثية وتنموية لباكستان.
ومع مرور الزمن ، أثبتت المشاريع التنموية الإماراتية في الأقاليم المتضررة بالفيضانات جودتها العالية ومنفعتها لسكان تلك المناطق، حيث ساهمت كل من مشاريع المستشفيات الإماراتية في استقبال المصابين والجرحى جراء الكارثة وتوفير خدمة العلاج والإنقاذ الطارئ والدواء لهم.
و ساهمت مشاريع الطرق والجسور الإماراتية مثل: طريق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إقليم خيبر بختونخوا، وطريق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في جنوب وزيرستان، وطريق الصداقة الإماراتية الباكستانية الرابط بين منطقتي جنوب وشمال وزيرستان، في المساعدة في عملية الربط والتنقل للسكان المحليين بين القرى والمدن التي عانت صعوبات في الاتصال بالمناطق الرئيسية، كما كان لها دور كبير في المساعدة بجهود نقل المرضى والمصابين للمستشفيات والعيادات بسرعة و أمان، وإيصال قوافل الإغاثة للمناطق المستهدفة.

زر الذهاب إلى الأعلى