أخبار دولية

مظاهرات الجزائر.. بنصالح يغازل الشعب بـ”الاعتقالات”

الدار/ سعيد المرابط

ذكرت صحيفة وسائل إعلام أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت توضيحات من الدولة الجزائرية، حول قضية اعتقال السعيد بوتفليقة والجنرال توفيق، لكن لم تذكر الصحيفة إن كان قد تم الأمر نفسه مع أسم الجنرال طرطاق.

يأتي هذا، بعد حديث عن هجوم لجهات فرنسية، على قائد الأركان الجزائري، قايد صالح، بعد اعتقال سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المستقيل والجنرالين السابقين محمد توفيق وبشير طرطاق، معتبرة أنه يحاول من خلال “قطع هذه الرؤوس“، تقديم ضمانات للشارع الذي يتمسك برحيل كل رموز النظام السابق. 

بينما يرى متابعون، أن قائد الأركان يحاول إنقاذ رأسه، مقابل التزام الإعلام الدولي الحياد، ما فتح مجال الحديث عن أسباب اهتمام فرنسا بـ"العصابة" والدفاع عن رؤوسها.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “لوفيغارو”، الفرنسية، إلى أن لعبة التوازن الصعبة هي التي تدفع صالح في بعض الأحيان إلى اتخاذ قرارات صعبة، والمفارقة أنها تزيد من حدة ضغط الشارع عليه. 

واعتبرت أنه من السذاجة الاعتقاد بأن تغيير الأشخاص هو الحل، واستبدالهم بآخرين صادقين وملتزمين سيضمن آمال الحراك. ونفت سابقاً السفارة الفرنسية في الجزائر، أي مشاركة لها في الاجتماع المتعلق بالوضع السائد في الجزائر الذي قيل أنه عقد بنادي الصنوبر، غرب الجزائر العاصمة، رداً على اجتماع “مشبوه” عقده الجنرال محمد مدين، الملقب توفيق، واللواء عثمان طرطاق، المسمى بشير، وسعيد بوتفليقة، ورجال من الاستخبارات الفرنسية، في 26 مارس االماضي، وكان الفريق قايد صالح قد صرح بأن هناك اجتماعاً سرياً عقد بين أطراف لم يذكرها بالاسم.

ويعتبر المحلل الأمني عبد الباقي مسعودي، في تصريح إعلامي، أن اعتقال رؤوس العصابة كان منتظراً على الرغم من تأخره بسبب حسابات المؤسسة العسكرية، وإكراهات داخلية وخارجية، كانت تمنعها من المجازفة، خصوصاً في ظل تمتع المجموعة بأذرع قوية في كثير من مؤسسات الدولة، ودعم خارجي من جهة فرنسا بشكل كبير، وربما من دوائر استخباراتية عالمية أخرى.

ويوضح مسعودي، أن الاقتراب من رؤوس العصابة احتاج إلى خطوات مدروسة متدرجة، أهمها استهداف قوتهم المالية ممثلة في رجال المال علي حداد، والإخوة كونيناف بالنسبة إلى سعيد بوتفليقة، والبليونير يسعد ربراب، (اللواء عثمان طرطاق، المحسوب بدوره على الفريق توفيق)، مع وضع شخصيات من رموز النظام السابق على مسار الملاحقة القضائية، مثل أويحيى، لوكال، ولد عباس اللواء الهامل وآخرين.

وفي تصريحه لـ“الدار”، يقول الصحفي الجزائري سهيب شنوف، حول تأخر اعتقال من يلقبون بـ“رؤوس العصابة”، أن المماطلة في الاستجابة للمطالب الشعبية هي جزء من اللعبة السياسية، وعادة ما  تحرص عليها الأنظمة، لكن لابد ألا يتناسى أحمد قايد صالح أن الاعتقال المتأخر سلاح ذو حدين، قد يضمن له تسقيف مطالب الحراك، ولكن قد تكون سببا بفقدان الثقة والإطاحة به.

وتجمع آلاف الجزائريين اليوم الثلاثاء، وسط العاصمة الجزائرية، في أول مظاهرة خلال شهر رمضان، مطالبين برحيل “النظام”، بكل رموزه ومحاسبة الفاسدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى